الإنسان الآلي والإنساء العادي
محمود محمد كامل فايز

الإنسان هو من مخلوقات رب العزة والجلالة وقد زوده سبحانه وتعالى بالعقل والحكمة والعلم والمعرفة، والانسان هو الذي واخترع وصنع ما يسمى بالإنسان الآلي نتيجة علمه وأبحاثه.
ولا يوجد شيء بالمعنى الصحيح بمسمى إنسان آلي فهذا مصطلح يستخدم للدلالة على آلة اخترعها وصنعها الإنسان ويطلق عليها في عالم الصناعة والتقنية مسمى الروبات ROBOT وأحياناً نشاهد في بعض الأفلام الأجنبية تخيلات مؤلف لما يسميه الانسان الآلي في شكل بشر يتمتعون بقوى عضلية أو ذهنية خارقة بواسطة آلة زرعت في داخلهم مثل ما كان يعرض في بعض المسلسلات مثل المسلسل الأمريكي (رجل الستة الملايين دولار) Six Million Dollar Man وهذه أفلام خرافية وخيالية لمتعة المتفرج أو المشاهد.
وقد شاهدت في بعض البلدان وفي بعض المعارض في الخارج آلة في شكل إنسان تمشي وتتكلم وتتحرك إلا أن جميع هذه السلوكيات تكون بأوامر تعطى لهذه الآلة من شخص بواسطة جهاز تحكم عن بعد لأغراض التسلية أو أنها مبرمجة لتقوم بذلك كما ان هناك آلات في شكل حيوانات أليفة تصدر الأصوات وتقوم ببعض الألعاب والحركات لمتعة الأطفال وهي تدار أيضا من قبل شخص بجهاز تحكم عن بعد أو انها مبرمجة للقيام بهذه الحركات والكلام.
والإنسان الآلي أو الروبوت، وهو محور حديثنا هنا ما هو الا جهاز أو نوع من الآلة لا يأخذ في حالتنا هذه شكل الإنسان وإنما هي آلة اخترعت وصنعت لتقوم ببعض الأعمال لمساعدة الإنسان في العديد من الأعمال الصعبة أو التي فيها مخاطرة أو للقيام بأعمال صناعية بدرجة سريعة وبدقة وكفاءة عالية مع انتاج السلعة بكميات كبير جداً كما ان هناك إنساناً آلياً يستخدم في المعارك والحروب يرسل الى الاماكن الخطرة وهناك إنسان آلي يستخدم في أعماق البحار وفي رفع الأشياء الثقيلة وفي مكافحة الحرائق وفي أعمال البريد والذي من شأنه مساعدة البشر في أعمالهم وتجنيبهم المخاطر وإنجاز اعمالهم بسرعة ودقة وكفاءة.
وأول من استخدم كلمة الروبات أي الإنسان الآلي كان كاتب تشيكي يدعى كارل كابك عام 1920م في إحدى مسرحياته في لندن وتعني كلمة الروبوت بلغته (العمل).
أما من اخترع الروبات، فقد كان ذلك من قبل مبتكر يسمى جورج دوفال عندما طرح الفكرة عام 1949م، وفي عام 1954م قام باعداد التصميم لأول روبات ثم قامت شركة بلانت الأمريكية بتسويق أول روبات على المستوى التجاري بعد ذلك.
ويوجد في وقتنا هذا حسب احصائيات عام 2000م للجمعية الدولية للروبات ما مجموعه 000 ،742 إنسان آلي في العالم تستخدم في الصناعة. وبديهي فإن العدد يفوق ذلك في الأعمال الأخرى كالروبات الذي يستخدم في المعارك والحروب ومكافحة الحرائق وأعمال أعماق البحار والمهام والأعمال الأخرى.
وتتوقع أحد المصادر المتخصصة ان يزداد مجموع أعداد الروبات في العالم عام 2003م، الى ما مجموعه 000 ،862 روبات.
ويتوقع نفس المصدر ان تزيد اليابان نصيبها من الروبات بمقدار 5 ،4% ليصل عددها الى 700 ،384 روبات وأن تزيد الولايات المتحدة مجموعها بمقدار 67% ليصل عددها 000 ،155 روبات وتزيد ألمانيا مجموعها بمقدار 35% ليصل عددها 500 ،109 روبات، وكذلك ستزيد ايطاليا نصيبها بمقدار 65% ليصل مجموعها الى 000،57 روبات وفرنسا ستزيد نصيبها بمقدار 55% ليصل مجموعها الى 200 ،28 روبات والمملكة المتحدة ستزيد نصيبها بمقدار 30% ليصل مجموعها الى 900 ،14 روبات.
ومن الواضح ان اليابان هي الدولة الأولى التي تمتلك وتستخدم أكبر عدد من الروبات في العالم وبريطانيا هي أقلها حسب هذه الاحصائيات كما ان هناك دولا اخرى تستخدم الروبات مثل كوريا.
ويتميز الإنسان الآلي (وهو طبعاً من صنع البشر) بأنه سريع ودقيق في عمله وتكلفة انتاجه للسلع والأعمال التي يقوم بها اقل بكثير من تكلفة أو أجر الإنسان وليس له شكاوى أو تذمر من كثرة الأعمال كما أنه لا يصرف له راتب أو تقاعد أو بدل اجازة أو مصاريف علاجية ولكن يحتاج الى صيانة في بعض الأحيان، كما أن أسعاره أخذت في الانخفاض منذ عام 1990م بنسبة تتراوح من 12% الى 20%، بعكس الأجور والرواتب التي أخذت في الارتفاع للعمالة الصناعية التي يقوم بالأعمال التي يقوم بها الروبات.
وحيث لم أتمكن من معرفة سعر الروبات الواحد فقد حصلت على معلومة مفادها ان قطاع الصناعة في الولايات المتحدة سيقوم بشراء 9407 روبات بقيمة تبلغ 715 مليون دولار في الوقت الحالي مقارنة مع عدد 12149 روبات تم شراؤها عام 1997م بمبلغ 1 ،1 بليون دولار.
وتوضح الفوائد من استخدام الروبات في الأعمال والتي سبق وأن ذكرتها جدوى استخدامه في الأعمال فقد أوضح أحد المراجع المتخصصة في قياس انتاجية الروبات في الصناعة أنه بمقدرة الروبات تعليب 12 مليون حبة بسكويت في الدقية وقد يتمكن العامل العادي في اعتقادي من تعبئة 12 حبة بسكويت فقط في الدقيقة لو كان مجتهداً ووضعها في علبة وتغليفها لتصبح جاهزة للعرض في رفوف السوبر ماركت.
والروبات لا يتمتع بذكاء الإنسان بل إنه يقال عنه مع قدرته الفائقة في إنجاز الأعمال وبدقة إلا أنه إنسان غبي حيث تكمن قدرته في البرامج التي وضعها له الإنسان ليقوم بإنجاز أعماله وفق برنامج وخطة وضعها الإنسان سيده وبالمعرفة والحكمة التي أنعم بها رب العزة والجلالة على الإنسان ليخترع الروبات ويسخره في خدمته.