العالم وسكانه
محمود محمد كامل فايز

يقول العلماء ان الماء بشكله السائل والمتجمد «الثلج» يغمر أكثر من «70%» من مساحة الأرض، وبناء على ذلك فإن سكان العالم يعيشون على أقل من «30%» من الجزء غير المغمور بالماء بما فيها ذلك من جبال وهضاب، والماء المقصود به هنا هو مياه البحار والمحيطات «الجزء المالح» والمياه غير المالحة كمياه الأنهار والبحيرات، ويختلف عدد البشر من دولة إلى دولة فهناك دول بها أعداد كبيرة جداً من الناس وهناك دول بها اعداد قليلة.
وهناك دول تتكدس في مساحتها أعداد كبيرة من السكان وهناك دول بها مساحات شاسعة من الأراضي إلا أن أعداد سكانها قليل. وينطبق الحال على مدن الدول فنجد أن هناك دولاً بها مدن مكتظة بالسكان خاصة العواصم منها وهذه ليست قاعدة وهناك دول ضاقت أراضي مدنها بالسكان خاصة المناطق التجاربة منها فشيدت المباني العالية جداً لتستوعب الأعداد الكبيرة منهم في مساحة محدودة جداً للسكن ولتوفير المكاتب التجارية لأعمالهم كما أن هناك مدناً في دول يرتفع عدد سكانها في النهار ويقل في الليل بشكل كبير، حيث يعود البشر بعد ذلك إلى مساكنهم اما في مدن أخرى أو في الضواحي التي تأخذ مسمى مدن وهناك مدن في دول يزيد سكانها على مجموع دولة بأكملها.
وهناك مدن يتمتع معظم سكانها بدرجة عالية من الرفاهية والتعليم والمعرفة والتقنية ولكنك تجد في أرقى شوارعها بعض سكانها يفترشون الأرض ليلاً للنوم ويطلبون المساعدة من المارة كما تجد الأمية بين بعض سكانها حيث يقال ان الأمية تستحوذ على حوالي 13% منهم.
وهناك دولة ميزها الله عن بقية دول العالم بأن أنعم سبحانه وتعالى على جميع سكانها بنعمة الإسلام وقام قادتها بتسخير كل جهودهم لتعليم سكانها ورفع مستواهم التعليمي والصحي والاجتماعي ووفروا لهم القروض والأراضي لتشيد مساكن لهم وأقاموا البرامج للقضاء على الأمية ونجحوا في ذلك كما أن منتجات بلدهم الصناعية تصدر لأكثر من مائة دولة في العالم لدرجة أن خبراء التنمية يضربون المثل بهذه الدولة كنموذج تنموي فريد من نوعه وتمكنت خلال العقود الثلاثة الماضية من إحداث إنجازات تنموية هائلة، يقال ان دولاً أخرى تحتاج لأكثر من ضعف هذه المدة لإحداث مثلها من المنجزات أو ربما أكثر.
كما توجد بهذه الدولة مدينتان فريدتان أولاهما هي أطهر بقعة على وجه الأرض ومهوى أفئدة ألف مليون مسلم في أنحاء العالم شتى وهي مهبط الوحي ويوجد بها المسجد الحرام وكعبته المشرفة وهي مقصد ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين وقد خصها الله تعالى في كتابه العزيز بالتكريم وذكرها بأسماءعديدة بلغت أحد عشر اسماً.
والمدينة الثانية هي دار الإسلام ومقر الدولة الإسلامية الأولى وبها ثاني الحرمين الشريفين.
ويبلغ عدد دول العالم 192 دولة منها 189 عضوة في الأمم المتحدة، ويقدر عدد سكان العالم في وقتنا الحالي بما يزيد قليلاً على 603 بلايين نسمة وقد تضاعف عدد سكان العالم ليصل لهذا العدد في الوقت الحالي خلال الأربعين سنة الماضية فقط. وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد سكان العالم عام 2005م، إلى ما يساوي 3 ،9 بلايين نسمة كما أن هناك توقعات أخرى لخبراء في علم السكان تفيد أن عدد السكان سيتضاعف أثناء تلك السنة.
وتتوقع الأمم المتحدة في تقريراتها هذه أن تسهم الزيادة السكانية في كل من بنجلاديش وباكستان وإندونيسيا ونيجيريا والصين بما يعادل نصف نسبة النمو المتوقع في هذه الفترة وان تسهم الدول النامية بما يعادل 85% من هذه الزيادة كما أوضح تقرير آخر أن القارة الأفريقية سيكون لها نصيب كبير في الزيادة المتوقعة لسكان العالم في السنوات المقبلة، ومما لاشك فيه أن مثل هذه الزيادة الكبيرة سوف يكون لها تأثيرها على الموارد الغذائية والمائية ومختلف الاحتياجات الأساسية للبشر كالسكن والتعليم والصحة إذ تعاني العديد من دول العالم من نقص كبير فيها منذ سنوات بسبب الزيادة السكانية التي تواجهها مما حدا ببعض الدول الى إصدار أنظمة أو تشجيع سكانها للحد من معدل المواليد.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما يزيد على بليون شخص في العالم حالياً ليس لديهم وسيلة للحصول على ماء صالح للشرب أو الاستخدام الآدمي الصحي هذا إضافة لتلوث الماء الذي تشهده الدول الصناعية بسبب عملية التخلص من النفايات الكيماوية والصناعية عن طريق ضخها في مياه الأنهار والبحيرات، كما أن تقديرات صندوق السكان التابع للأمم المتحدة يوضح أن هناك 800 مليون شخص في العالم يعانون من سوء التغذية والجوع.
وتختلف التركيبة السكانية في مختلف دول العالم نتيجة الزيادة السكانية المتوقعة ففي كل من إيطاليا وألمانيا واليابان ستسهم الزيادة السكانية في زيادة كبار السن من السكان أما في أفريقيا وآسيا فستسهم الزيادة السكانية فيها على زيادة السكان الشباب.
وتعتبر الصين أيضاً من أكثر الدول سكاناً حيث يزيد عدد سكانها على 3 ،1 بليون نسمة، ويزداد عدد سكانها بحوالي 000 ،45 نسمة يومياً، كما أن دولة الفاتيكان هي أصغر دولة من العالم سكاناً حيث يبلغ عدد سكانها حوالي ألف نسمة فقط «حسب تقديرات عام 1999م» والدولة ذات الكثافة السكانية العالية هي بنغلادش حيث يبلغ معدل ما يسكن الميل المربع من أرضها 2200 شخص أو ما يعادل 1375 شخصاً في كل كيلو متر مربع «حسب تقديرات عام 1997م» كما أن منغوليا هي الدولة الأقل كثافة سكانية حيث يبلغ المعدل 4 أشخاص لكل ميل مربع.
وتشير الإحصاءات إلى أن اليابان هي أعلى دولة من حيث العمر المتوقع للشخص حيث يبلغ العمر المتوقع فيها حوالي 84 سنة للنساء و77 سنة للرجال وأن سيراليون في أفريقيا هي الدولة لأقل عمر متوقع للسكان في العالم حيث يبلغ العمر المتوقع للرجال حوالي 36 سنة وللنساء 40 سنة.
كما تشير التقديرات إلى أن النيجر هي الدولة الأعلى في معدل الولادة في العالم حيث يقدر عدد الولادات لكل ألف من السكان فيها بحوالي 55 طفلاً «عام 1996»، أما الدولة الأعلى في معدل الوفيات فهي سيراليون مرة أخرى حيث قدرت الوفيات فيها بحوالي 25 شخصاً لكل ألف شخص «للأعوام 1995م-1996م».
وتعتبر الكويت هي الدولة ذات المعدل الأقل للوفيات حيث يقدر عدد الوفيات فيها بحوالي شخصين بين كل ألف شخص حسب تقديرات «1995-1996م».
وهذه كلها مجرد توقعات للأعمار بناء على تقديرات خبراء السكان بالمقارنة بمستوى الرعاية الصحية والاجتماعية ودخل الفرد والنظام الغذائي الذي يتبعه وتوفر الغذاء. والأعمار بيد خالق الكون جلت قدرته، يميت من يشاء ويُحيي من يشاء.