* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
دعا وفد رابطة العالم الإسلامي اللجان المتخصصة في بحث قضايا المرأة والأسرة في مؤتمر الأرض المنعقد في مدينة جوهانسبرج بجنوب افريقيا إلى الاستفادة من احكام الأسرة والمرأة في الإسلام وقدم الأمين العام المساعد لشؤون المساجد في رابطة العالم الإسلامي ورئيس وفد الرابطة للمؤتمر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزيد صيغة لمعالجة شؤون المرأة تكون بديلة عن صيغ التحلل والانفلات التي قدمتها جمعيات غربية غير حكومية للمؤتمر وأكدت الصيغة التي قدمها الدكتور الزيد بأن للمرأة رسالة حيوية ومسؤولية بالغة الأهمية في عملية البيئة والتنمية من خلال التأكيد على رسالتها الطبيعية والأساسية في تنشئة جيل مؤمن واع ومدرك لهذه المسؤولية مما يتطلب تعزيز كيانها وحمايتها من كافة أنواع القهر والعنف والاستغلال البدني والجنسي وتمكينها من القيام برسالتها الحقيقية في تنشئة الاجيال. وأكد الدكتور الزيد ان الشرائع الإلهية حثت على تحقيق الحياة السوية للإنسان وعرفته بالسبل الصحيحة لايجاد المجتمع النظيف من خلال النواة الأولى له وهي الأسرة التي يركز عليها الإسلام باعتبارها نواة المجتمع والخلية الأولى التي يجب ان تبنى على الإيمان والمودة والثقة والمسؤولية المتبادلة ليجد الرجل والمرأة في احضانها طيب الحياة واستقرار النفس وليتغذى اطفال اليوم ورجال الغد بهذه العواطف الإنسانية النبيلة ويشيعوها في المجتمع وينقلوها في كل الميادين التي يتعاملون معها.
وبين الدكتور عبدالرحمن الزيد ان الإسلام اتخذ لتحقيق هذه الغاية سبيلاً وسطاً شأنه في كل القضايا التي تهم الإنسان حيث وضع المرأة في مكان وسط بين الانغلاق الذي يعطل مواهبها وكفاءتها والانفلات والتحلل الذي يجعل منها طاقة مدمرة لنفسها وللمجتمع المحيط بها كما ان الإسلام اوجب عليها مسؤوليات كثيرة للمشاركة في الحياة العامة بكل ميادينها العلمية والاقتصادية والاجتماعية دون ان تفقد وظيفتها الأولى وهي رعاية البيت وتنشئة البنين والبنات واعدادهم النفسي والثقافي مشيراً إلى أن التصور الإسلامي لمهمة الأسرة ولوظيفة الوالدين والمرأة ومسؤولياتها بصفة خاصة يعتبر احدي النظريات الاجتماعية التي يقدمها الإسلام اليوم لمجتمع حديث يفقد التوازن وينتقل من طرف لاخر ويلبس الشهوات والاهواء اقنعة زائفة باسم الحرية الفردية التي من شأنها تدمير الأسرة وتفكيك روابط المجتمع وتجريد الاباء من مسؤولياتهم في تربية الاطفال ورعايتهم. وشدد الدكتور الزيد على ضرورة دراسة المنهاج الإسلامي بموضوعية وانصاف بعيدا عن الحملات الموجهة المغرضة التي تسعى لاغراض سياسية سطحية موضحاً ان الإسلام يشن حربا لا هوادة فيها ضد المفاسد التي يشكو منها المجتمع كالزنا والشذوذ والجريمة والمسكرات والمخدرات وذلك من خلال ايقاظ الوازع النفسي والمناعة الذاتية لدى الإنسان بكل الوسائل وبتطبيق التشريعات الرادعة التي تكفل مقاومة الانحراف ويسعى إلى اغلاق المنافذ التي تؤدي إلى ذلك كالاختلاط المنفلت والزينة المسرفة والعادات المشينة.
|