Sunday 1st September,200210930العددالأحد 23 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تعليقاً على مقال العمرى: تعليقاً على مقال العمرى:
الرقية الشرعية أنفع الوسائل لدفع البلاء!!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد اطلعت على المقالة التي كتبها الأستاذ سلمان العمري، بعنوان: «الرقية الشرعية بين الإبداع والابتداع»، في العدد ذي الرقم 10886 المؤرخ في 9/5/1423هـ، والمنشور في ملحق آفاق إسلامية، وقد رأيت في هذه المقالة ما يستحق التقدير والإشادة، فالموضوع مهم، والحاجة ماسة إليه، وقد وفق الكاتب في وضع يده على بعض الثقوب في تعاطي الرقية، وتناولها بغيرة صادقة، وأدب جم، وبعد عن التعميم أو التوهين من أمر الرقية والرقاة.
والرقية مثلها مثل أي عمل يتعاطاه البشر، معرض لوقوع الخلل والخطأ فيه، فكل ابن آدم خطاؤون، غير أن حتمية وقوع ذلك لا تعني السكوت عنه، أو عدم السعي في معالجته ولفت النظر إليه، بل نحن في أمس الحاجة إلى مراجعة كافة أعمالنا، وتقويمها بما يعين على سلامتها من المخالفات التي قد تحدث ضرراً في الأديان، أو في العقول أو الأبدان.
والرقية الشرعية من أنفع وسائل رفع البلاء أو دفعه، ويفترض في كل من يباشرها أن يكون ذا أهلية لذلك، وحيث إن مزاولة هذا الأمر متروكة لكل من أراد دون تنظيم أو ضوابط، فقد دخل مجالها أناس أحدثوا في الناس مفاهيم غريبة بشأن الأمراض والرقية، وتسببوا في تضرر كثير من الخلق، إما لجهلهم وتطفلهم على الرقية، وإما لبحثهم عن حظوظ شخصية من مال أو شهرة، وأنا لا أعتب على من يأخذ على رقيته أجراً أو جعلاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن في ذلك، لكن الذي لا يقبل أن يسعى المتطفلون إلى تكثير سواد مراجعيهم بالكذب والتخييل والإيهام بالأمراض بأن فيك عيناً أو سحراً أو مساً بلا أثرة من علم، إلا التخمين، وتضخيم الذات، وخداع المريض.
إن المريض الذي جاء يتلمس العافية - بإذن الله - مهيأ نفسياً لقبول ما قد يسمعه من بعض الرقاة، ولو كان محض تخرص، والناس يتفاوتون في مداركهم وعقولهم وقدرتهم على ضبط الأفكار والمشاعر، مما يوجب على كل متصدر للرقية أن يتقي الله فيهم، وأن يراعي ذلك، وأن يجعل رقيته سبباً في التخفيف عن هذا المريض، وعوناً له على التغلب على ما انتابه من ضعف أو تفريط، يذكره بالله جل وعلا، وأن كل مصيبة له فيها خير إذا صبر واتقى، وأن الشيطان يستغل هذه الأمراض والمصائب لزرع اليأس في نفسه، وتزيين ما حرم الله عليه من إتيان الكهان والسحرة.
ورب كلمة غير مسؤولة أطلقها أحدنا تكون سبباً لقطيعة أرحام، أو فساد ذات البين، أو مفارقة بين زوجين، وتشتيت أسرة، كل ذلك بتشخيص خاطئ، أو تسرع جاهل لا يحسن النظر في العواقب.
وقد رأيت وغيري ما للكلام الجميل، وتقوية الإيمان، وزرع الثقة في النفس، ودفع الأوهام من الآثار الطيبة ما يختصر الوقت، ويوفر الجهد، ويبعث الاغتباط في النفس، فيخرج المريض شاكراً لله، وتودعه راضياً مثنياً على الله بما هو أهله أن جعلك سبباً مباركاً.
ومن هنا فلعل من المناسب الإشارة إلى أهمية ما يلي:
الأول: متعلق بالرقاة، وهو أن يتعاهدوا أنفسهم بالتقوى، ويحذروا من فتنة الرقية، وأن يقصدوا بها ابتداءً التقرب إلى الله ونفع الناس وفق استطاعتهم، وأن يتجنبوا الرقية الجماعية، فإن أضرارها كثيرة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
الثاني: لعموم الناس أن يعلموا أن المصائب فيها تكفير للسيئات، وتكثير للحسنات، وتذكير بالله الغني، وأنها بسبب المعاصي والآثام، وعليهم أن يتأكدوا ممن هم ذاهبون إليه من مباشري الرقية، فيقصدوا من عرف بتقواه وورعه وتحريه واقتصاره على الرقية دون التشخيص.
الثالث: لجهات الاختصاص للتأكيد على أهمية تنظيم عمل الرقاة، ووضع الضوابط لذلك، حتى يمكن ضبط مسارها، وتنقيتها من الدخلاء وذوي الأهواء، والأمر يحتاج إلى تدخل سريع بمشاركة ذوي البصيرة والمعرفة بأوضاع الرقية والرقاة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

عبدالله بن محمد بن غميجان/الرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved