Thursday 12th September,200210941العددالخميس 5 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قراءة في كتاب «ورق اللعب: تاريخه، ورموزه، وحكمه»للأستاذ عبدالرحمن الشقير قراءة في كتاب «ورق اللعب: تاريخه، ورموزه، وحكمه»للأستاذ عبدالرحمن الشقير
عبد الله بن محمد المنيف

يغفل الكتّاب العرب قديماً وكذلك العرب المحدثون أيضاً عن ذكر كثير من ألعاب التسلية التي تمارس في المجتمع العربي الإسلامي، وذلك من باب كونها لهواً لايجب التنويه إليه أو به أو أنه أقل من أن يذكر في مصدر من المصادر، ولعل هذا السبب وأسباباً أخرى فات القارئ العربي الكثير من تفاصيل معيشة وعادات الإنسان قديماً. لهذا يحمد للأوروبيين على الأقل ومنهم المستشرقون على وجه الخصوص، وكذلك المعنيون بدراسات آثار الشرق الاهتمام بهذا الجانب، ومع ذلك لا نعدم ان نجد من العرب أنفسهم من أتعب نفسه برصد ماكان العربي يمارسه في ساعات فراغه وأنسه مع أصحابه وخلانه.
لذا يحمد للأخ الباحث عبدالرحمن الشقير هذا العمل الذي يعد لبنة أساسية يشار إليها في التأليف في هذا الباب، وهذا ليس بغريب عنه، لعلمي بنشاطه وجده ومثابرته ومقدرته على التقاط اللطائف وتسليط الضوء على كثير من هذه الموضوعات الطريفة والجادة في الوقت نفسه والتي يغفل عنها كثير من الكتّاب العرب كما أعلم أنه يعد الآن لموضوع جميل وشائك وهو عن الهلال في الحضارة الإسلامية، وقد استغرق من وقته الشيء الكثير اسأل الله تعالى لي وله والجميع التوفيق.
وأعود فأقول إن مثل هذه الأعمال جديرة بالإبراز، ولفت نظر دارسي الحياة الاجتماعية لمثل هذه الدراسة التي قد تكون ليست ذا بال الآن.
إلا أنها فيما بعد سوف يحتاج الباحث إلى وقت كبير للتعرف عليها إذا احتاج معرفة مايتعلق بها في جميع مراحلها.
فأقول إنني استمتعت بهذه الدراسة الجادة والطريفة في آن.
وقد جاء هذا العمل كاملاً في (144) صفحة من القطع المتوسط. وصدر عن دار كثيرا ما تتحفنا بمثل هذه الدراسات الجادة، وهي دار الفيصل الثقافية.
وقد اعتمد الباحث على كثير من المصادر العربية على قلتها بحيث تلاحظ ان الأخ عبدالرحمن يغوص لالتقاط كثير من المعلومات التي تخدم كتابه في مصادر ليست مظان لمثل هذا البحث، وهذا مما يشكر له، كما كان للمصادر الأجنبية التي عاد إليها أكبر الأثر في الخروج بهذا العمل إلى حيز الوجود.
كما كان للاشكال واللوحات القديمة منها والحديثة أكبر الأثر في دعم هذا العمل ليدرك القارئ مدى التطور الذي وصلت إليه لعبة الورق هذه حتى وصلت بهذا الشكل، ولعل من الملاحظ ان كثيراً ممن يمارس هذه اللعبة يجهل تمام الجهل تاريخها ورموزها، وان كانوا لايجهلون حكمها الشرعي.. وذلك من خلال طرحي لهذا على كثير ممن يمارسها بشكل شبه يومي.
وقد قسم الباحث دراسته هذه بعد المقدمة إلى نقاط متعددة تحدث في ص(9) عن مصادر هذه الدراسة والدراسات السابقة لها وبين أهدافه منها ومايسعى إليه من طرح مثل هذه الدراسة.
وجاء في ص(19) فعنون لهذا ب: تاريخ ورق اللعب، تحدث فيه عن أسماء ورق اللعب وتاريخه الذي قسمه إلى ثلاثة أقسام:
الأول: عن أصل ورق اللعب ومنشؤه، والثاني إلى: متى عرفت أوروبا ورق اللعب، وكيف انتشر فيها، هذا القسم تناول فيه الباحث مفردتين الأولى منها عن المجموعات التاريخية لورق اللعب. والثانية عن موقف الحكومات الأوروبية والكنائس من ورق اللعب.
أما القسم الثالث فكان تحت عنوان: ورق اللعب عند العرب، حيث تناوله في نقطتين هما: ورق اللعب عند المماليك، ومجموعة ورق اللعب عند المماليك.
وبعد ذلك تناول الباحث تاريخ طباعة ورق اللعب، ثم مواصفات ورق اللعب، ثم عدد كروت اللعبة، وإن كان الصحيح أن يقول بطاقات اللعبة.
ثم تناول رموز ورق اللعب، وأخيراً حكم ورق اللعب.
وبهذا ختم هذا العمل بالمصادر والمراجع ثم فهرس المحتويات.
وبعد هذا العرض لهذا العمل أود أن أذكر بعض الملاحظات التي عنت لي وذكرت بعضها لأخي عبدالرحمن، وبعضها أورده هنا وهي:
1- ذكر الباحث ان يوركهارت لم يذكر ورق اللعب في كتابه على دقة ملاحظاته بحسب قول الأخ عبدالرحمن ص(13)، مع ان الحقيقة ان يوركهارت كما قال عنه الأخ عبدالرحمن، قد ذكرها في كتابه، رحلات في شبه جزيرة العرب، ص(189) وهذا نصها:
«كما ان لعب الكتشينة (الجنجفة) شائع في معظم المقاهي العربية وهم يستخدمون بطاقات لعب أو أوراقاً صغيرة صينية».
2- لم ينبه الباحث مع علمي بمعرفته بهذا الخطأ إلى ماوقع فيه محقق كتاب: كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع، وهو لابن حجر الهيتمي المكي، وليس ابن حجر الهيثمي المصري، كما ورد على غلاف الكتاب، لابن الهيتمي غير الهيثمي.
3- لم يورد الباحث القرآن الكريم ضمن قائمة المراجع، مع اعتماده عليه في ص (124).
4- لم يورد الباحث كتابي أحمد تيمور «لعب العرب» وكتاب السامي في الأسامي، لأحمد بن محمد الميداني، ضمن قائمة المراجع مع أنه أشار إليه في ص (57).
5- وهي ملاحظة طفيفة تمثله في عدم استكمال بيانات النشر وفق المتعارف عليه ببليوجرافياً في قائمة النشر للمراجع التي اعتمد عليها المؤلف وجاءت تحت الأرقام التالية: 12، 18، 23.
6- حفلت الكلمة الأخيرة في التعريف بالكتاب بخطأ هو مخالف لكلام المؤلف في المقدمة في جعلها ان هناك اتحاداً لهذه اللعب مع ان الصح لا اتحاد لها.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved