Sunday 15th September,200210944العددالأحد 8 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (/13 48) خالد الفيصل: كيف؟ (/13 48)
مقدمة للبحث في الصبغيات الفكرية «خالد الشخص / النص»
عبدالله نور

كان الأمير قد شرّف (قرية المفتاحة) بافتتاح المعرض الرابع للكتاب العربي، وقامت جامعة الملك خالد ومكتبة العبيكان مشكورتين بكل أمور هذا المعرض الذي يضم ثلاثين ألف عنوان وشارك فيه عدد لا بأس به من المكتبات ودور النشر، وحضر حفل الافتتاح معالي وزير التعليم العالي الأستاذ خالد العنقري وأعجبني فيه هذه اللياقة واللباقة في الشكل والمضمون وهما من الفضائل التي لا يفتأ سمو الأمير في ترداد الحديث عنها في معظم أحاديثه.
كان الأمير وهو يتجول في المكتبة لا أقول إنه يتجول بل كان يتفَحَّص كل عناوين الكتب المعروضة، كان وقوراً ومنشرحاً ومتفائلاً بكل ما تعنيه الكلمات، وكان لا ينفك عن السؤال عن كل كتاب جديد لأي كاتب بارز في موضوعه والمسؤولون عن المعرض يشرحون ذلك قدر استطاعتهم، ولربما هو يسأل عن شيء وهو عالم به ولكن ذلك من أبواب اللياقة واللباقة أيضاً.
كنت بدوري لا أحرص على أن أكون في طليعة القوم الذين يرغبون أن يكونوا في الصورة الإعلامية الاحتفالية البارزة، لا أحرص على ذلك ولا ظننت أني وددت أن أحرص ذات مرة إلا في هذه اللحظات التي توقف فيها الأمير عند القسم الخاص بالثقافة وبالفكر العربي.
كانت رفوف هذا القسم تضم عناوين بعض الكتب المتخصصة في قضايا الثقافة والفكر العربي، وفيهم من هو عضو في (مؤسسة الفكر العربي) وفيهم من سيشارك هذا العام في (مهرجان القاهرة الثقافي) وأعني الدكتور محمد جابر الأنصاري وهناك كتب أخرى من سلسلة (مركز دراسات الوحدة) بالجامعة العربية، لقد توقف الأمير أكثر الوقت وليس مجرد لحظات عند رفوف هذا القسم وكان أكثر الكتب رواجاً وقبولاً كتاب (انتحار المثقفين العرب) للدكتور الأنصاري آنف الذكر، وجميع قضايا الفكر العربي، كما لا يخفى على المختصين، تدور هذه الأيام حول عصر (ما بعد الحداثة) أو عصر (العولمة). وقد اقتنيت بعضاً منها ونقلت رؤوس الأقلام المهمة في (كراسة) خاصة بي سأحاول بإيجاز شديد نقل المتيسر نقله للقارئ الكريم.
أولاً : مأزق الوجود الإسرائيلي (ص12):
1) يخشى الحرب كما يخشى السلام.
2) يطمع في اقتصاد المنطقة ويخاف من الاندماج في المنطقة.
3) يخاف من السلام فتتحول (فلسطين) إلى قنبلة بشرية.
4) يشعر بكلفة الاحتلال ويخاف أن تتطور المقاومة لكي تصير إلى مطاردة إلى ما وراء الحدود.
5) يقتل (رابين) بحجة التفريط ويقتل (السلام) بحجة الأمن.
6) يشعر بأن وجود (اللوبي اليهودي الأمريكي) لن يدوم طويلاً.
7) يشعر بأن مأزق (تكوينه) يحمل بذور (موته).
ثانياً : ما بعد الحداثة أو (العولمة) (ص5):
1) نهاية الخرافات الكبرى.
2) نهاية الجدل الفكري.
3) نهاية مناهج التأويل.
4) مجتمع العلم والعلماء.
5) اقتصاد الخدمات.
6) تغير البناء المهني.
7) قيام (التكنولوجيا الذكية) وتحكمها بالمجتمع.
ثالثاً : مخاطر (العولمة) (ص91):
1) موت المجتمعات التي لم (تتحدث) فقر ثقافي، فقر معرفي، فقر علمي.
2) مجتمع (1) ثقافة القوة. (2) قوة الثقافة (ثقافة الانتاج العلمي).
3) ثقافة الأمم تقاس ب«عقولها» وليس بما تملكه في أراضيها.
4) مجتمع الصناعات.
5) إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية.
6) التفكك الأسري والمجتمعي.
7) أمراض الاكتئاب والعدوانية.
رابعاً : مزايا العولمة (ص95):
1) مجتمع الاتصال (الثقافة المفتوحة).
2) مجتمع الشفافية والتسامح.
3) فلسفة عقل المعلومات.
خامساً : أزمة الفكر العربي في العلوم الاجتماعية:
1) افتقاره للشرعية.
2) عدم ارتباطه بالواقع.
3) غياب الفكر المنهجي النقدي.
4) ضعف مساهمة العلوم الاجتماعية في التنمية.
5) عجز العلوم العربية عن فهم أزمة الإنسان.
هذه العناوين الخمسة مأخوذة من كتاب (مناهج العلوم الاجتماعية) الذي نشرته جريدة الرياض في العام الماضي لأحد الدكاترة العلماء المختصين البارزين وقد زلَّ من الذاكرة الآن، وقد أعجبني فنقلت في كراستي بعض عناوينه ومقولاته الهامة، وأود كلما سنحت الفرصة أن أعطي القارئ الكريم مقدمة تمهيدية لكي نقترب من فهم الجينات أو الصبغيات الفكرية التي نظن أنها مجموعة الخلايا العصبية التي تقوم عليها (مؤسسة الفكر العربي) وهي نفس الصبغيات التي يتألف منها فكر الأمير خالد شخصاً ونصاً.
لا نريد أن نظل نردد الأمراض التي يقال بأنها أصابت الكون في عصر العولمة، لا نريد أن نردد ونقول: (لقد ولى كل ما هو خير) ، و(قد أهلكنا الوحش الالكتروني) فالإنسان ليس مجرد سلعة أو مجرد اجراء، إنه إنسان وإنسان يفعل إنسانيته التي يشعر بها أصحاب الضمائر الحية؟!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved