Tuesday 17th September,200210946العددالثلاثاء 10 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (/15 48) خالد الفيصل: كيف؟ (/15 48)
مقدمة للبحث في الصبغيات الفكرية «خالد الشخص / النص»
عبدالله نور

يبدو لي أن مؤسسة مكتبة «العبيكان» صاحب نظرة بعيدة وطموح متصاعد وثابت، ذلك لكوني لم أكتف بالتجوال والشراء من معرضه في «المفتاحة» ولكن ترددت مراراً على فرع «مكتبة العبيكان» في «أبها/ خميس مشيط» وقلت: إنه فرع والواقع أنه شبيه بالمقر الأساسي بالرياض، وكنت في حاجة إلى كتاب «معجم الأساطير السامية» فلم أجده في الفرع فأسعدني الموظف البارز السيد «قَمْشَع القحطاني» وطلبه من الرياض فحصلت عليه وصرت على إلمام بكل وسائل الحصول على كتب العبيكان من المكان الرئيسي.
وأنا أثني على العبيكان هنا عمداً وقصداً، لأنني أشهد بأن الكلفة عالية، والتجهيزات والموجودات مطابقة لما في الرياض، والموظفون على الكفاية المطلوبة، وكل شيء على ما يرام عدا قلة «الرُّواد»، لقد زرت المكتبة في أوقات شتى ولم أر غيري صباح مساء، علماً بأنه لا يوجد له منافس في الكتب ومبيعاتها أو في «القرطاسيات» و«المكتبيات» ونحوها، أشهد أن هذا حصل والدراسة متوقفة، والجامعة لم تبدأ بعد، ويظهر أن «العبيكان» يخطط لامتلاك السوق بعد قراءة فاحصة لتنامي «التعليم» من جهة، وتنامي «الثقافة من جهة أخرى» وتنامي السكان ممزوجاً بهذا العنوان الذي هو عنوان لكل منطقة عسير حيث هي في نظر أميرها، وفي نظر أهلها مدينة الفنون، مدينة الثقافة، وأنا أضيف بأنها أضحت كذلك مدينة «المفكرين» لأنها بها مؤسس «مؤسسة الفكر العربي» الأمير خالد الفيصل.
على أي حال، فإن الحديث عن الكتب التي اشتريت، أو اقتنيت، أو أهديت إليّ حديث يطول.
فلندع الكتب ولنتحدث عن «الثقافة والناس» في فكر الأمير خالد الفيصل.
حضرت عدة جوائز يقوم الأمير بنفسه بتقديمها وهي منسوبة إلى غير شخصه الكريم، منسوبة إلى «أبها» ولكن فهمت من بعض الذين أثق بهم أنها كانت باسمه الكريم ثم جرى تحويل عنوانها إلى «أبها» وقيل لي: بأن مجموع الجائزة الذي يصل إلى «مليون» ريال، من حساب الأمير، وهناك الآن دراسة لمشروع استثماري يقوم بالصرف عليها من عوائده المالية؟!
أذكر أنني حضرت جائزة «أبها» وفي الكراسة عندي أنها مصنفة إلى عدة فروع، فهناك جائزة أبها للخدمة الوطنية، تعطى للموظف أو المواطن، أو الدائرة المثالية، وأيضاً جائزة أبها للتعليم العام وجائزة أبها للتعليم الجامعي، وجائزة أبها «الثقافية» وينالها المبدعون في 1) الشعر 2) القصة 3) المسرح 4) الفن التشكيلي.
ونالها في «الإدارة المثالية» هذا العام الدكتور فهد العرابي الحارثي، والأستاذ هاني فؤاد أبو غزالة.
وهناك «جائزة المفتاحة» ولها حديث خاص، وهناك من المظاهر الثقافية في عسير، هناك «مجلس الأمير» في قصر الضيافة، لقد سموه «منتدى خالد الأدبي» في الرياض إلى عسير فأصبحت كل لياليه منتديات، وكان منتداه في الرياض له يوم أربعاء للأدب الفصيح، ويوم خميس للشعبي، فإذا هو في عسير يملأ كل الأسبوع وله في كل يوم شأن مخصوص وقضايا مخصوصة.
مثل عادته في الرياض يوم أن كان مديراً عاماً لرعاية الشباب، كذلك هو في وسمه ورسمه في منطقة عسير، يخرج إلى ضيوفه في قصر الضيافة قبيل المغرب ليصلي معهم أو إذا فاتته الصلاة فإنه قادم بُعيد المغرب لا محالة، وكنت أظن أن يوم السبت مخصوص للأدباء والكتّاب ونحوهم فإذا هو مخصوص للعلماء الفضلاء في علوم الدين، ورجالات القضاء والدعوة والإرشاد ولمن هو في مقامهم من أساتذة الجامعات والكليات ونحوها، وتحيَّرت أين أجلس لولا أنني لمحت مكانا يجلس فيه خاصَّة الأمير من الناس ولكنه مليء وليس فيه مكان فجلست في طرف الديوان، ورحت أرقب كلام الجميع وأقارن بين نظري في الأمير ومجلسه الليلة وبين نظري فيه ومنتداه ومجالسه في الرياض.
لقد أصبحت «إستراتيجية الفكر» عند الأمير واضحة في كل عبارة، أو إشارة، أو إلماحة، وبرزت قدامي مواهب جديدة في قدرته على استذكار كل ما هو حيوي وضروري ومفيد للاستعادة، كان لا يتكلم بمثل كلامه الذي كنا نسمعه مع أهل الرياضة، أو أهل الخيل أو عامة الناس، كان في كل أحاديثه مثلاً راقياً في أدب الكلام، حيث تتناغم النظرة بالنبرة والعبارة بالإشارة، ولربما كان يتجلى أكثر وأكثر حين يتوقف في المسائل التي يعتمد فيها على البوح والبث العاطفي، حين يتحدث بكل ما لديه من قدرات هندسية في فنون الخطاب.
هندسة كلامه، مثل هندسة بيته، مثل هندسة أفكاره، وحتى في طعامه وشرابه مثل هندسة شعره.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved