Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

16/7/1388هـ 8/10/1968م العدد 215 16/7/1388هـ 8/10/1968م العدد 215
من السحارة
إعداد: راشد الحمدان

لي مشكلة مع الكثيرين.. ولا شك أنها قد جرَّت عليّ الكثير من النعوت والصفات.. فلا شك أني فلان المتكبر.. المتغطرس.. لا شك أني فلان «اللي شايف نفسه» وأقسم بالله أني لم أشف نفسي ولا مرة «إلا في المرآة».. ولقد حاولت مراراً ولكني فشلت لأني نشأت من الفقر.. وسأنتهي إلى التراب.. وأكثر الفقراء لا يملكون إلا التراب..
أما المثقفون.. أو الذين قرأوا «شوية» فلا بد أنهم سيقولون عني بسبب هذه المشكلة كما قال أحد الشعراء في ثقيل من الثقلاء..
ليس على الله بمستنكر
ان يجمع العلم في واحد..
هذه المشكلة سببها هذا القلم «الذي يملك لياقة أكثر مني» كما أحب أحد المشجعين «طبعاً لقلمي مش لي» ان يقول ذلك.. ان قراءة هذه الزاوية.. وزاوية «تذاكر» والتي لم ينته الأخ تركي السديري من طبعها لأنها فيما يبدو لي أوجدت عنده نوعا من الارتباك في التمييز.. تماما كما يحدث لمن يريد التقدم لامتحان النظر في الالوان لدخول الطيران.. أقول: إن قراء ما اكتب.. اصبحوا كثيرين.. وهذا شيء افخر واعتز به.. ولكن كثيرا منهم يلاقونني في الشارع أو الإدارات الحكومية.. وحتى في الوزارة التي «أعمل بها» ويبدؤني أحدهم بالسلام الذي يشعرك بعمق المعرفة.. فأجدني محرجا واسلم بحرارة.. ولكني تعودت ان اذكر اسم الصديق عندما اسلم عليه.. لذلك أجدني اقول اهلا وسهلا.. كيف الحال.. ثم أُصاب بمغص نفسي فلا استطيع ان اقول كما تعودت..
وفي أوروبا وأمريكا يخبرك المسلم عن اسمه.. بعكسنا.. ولذلك أتمنى لو قال الصديق انا فلان الفلاني.. و«ما فيش» مانع ان يقول.. اشجع النادي الفلاني..
والداعي أيضاً وهو المهم جدا لكتابة هذه السطور.. هو ما حدث لي يوم الأربعاء الماضي في تمرين الهلال.. فقد كان من بين مجموعتنا شاب لم أره في حياتي أبداً.. وكان يلعب وكأنه قد هجر الكرة منذ زمن طويل.. إلا ان بعض حركاته أعطتني فكرة بأنه صاحب «سوابق» في الرياضة.. وكان يلعب معي بتجاوب أكثر.. وسمعت من يشجع ويقول «طيب يا حجاب».. فقلت في نفسي لعله «حجاباً» المغني.. وصدق حدسي بعد ذلك.. لقد كنت أتمنى رؤية هذا المطرب يركب في كل سيارة تاكسي.. وأيضاً خصوصي.. ويحبه أبناء البادية وحققت الرؤية في لعبه.. فأحسست انه يداعب الكرة «بقدم موسيقية» ولذلك لم ألاحظ عليه الخشونة.. «يا سلام لو لاعبينا صاروا مطربين قبل ما يصيروا لاعبين؟!».. وكلما قذف إليَّ بالكرة.. أحسست أن لحناً موسيقياً يداعب أذني.. وحتى الكرة عندما تأتيني منه.. تتدحرج وتتراقص طرباً من روعة مداعبته.. لا كما تعودت، أي الكرة من قدم «مثلاً» ابن نصيب.. أو مرشد.. أو عبود.. أو عثمان «سابقاً»..
لقد تكرمت الرياضة بتحقيق رغبتي ان أرى حجاباً.. ورأيته.. في ملعب الهلال.. رأيته يعزف ألحاناً رائعة في الكرة.. تنافس «في رأيي» ألحانه في الغناء..
تحياتي له.. ولكل عشاق الفن.. والرياضة فن.. مش كدا يا أستاذ سعيد بن يحيى؟؟..

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved