Sunday 22nd September,200210951العددالأحد 15 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
80/20%
خالد أبا الحسن

كنت في حديث هاتفي مع صديق عزيز دار حول قضايا عديدة كان منها ما يتعلق بإدارة الموارد البشرية، وبين لي أبو فيصل، وهي كنيته، أنه قد مر من خلال عمله مهندسا في أحد المصانع الوطنية بدورات عديدة في العمل الإداري، ولأنه انتهى من إحداها مؤخرا، فقد سرد علي شيئا مما استفاده من ورشة العمل الإداري تلك وكان من ذلك مفهوم 80/20%. وأفاد بأن مقتضى هذا المفهوم أن الموارد والطاقات البشرية التي نعمل معها قد لا يتم الاستفادة من قدراتها بشكل كاف، وقد يكون ما نحصل عليه من أداء وظيفي لا يتعدى ما نسبته 20% أو يحوم حول هذا الرقم، بينما تضيع نسبة 80% من الطاقات والكفاءات والمهارات هباء لأنه لايتم استغلالها بشكل سليم أو لا تتم تهيئة الظروف لذلك الموظف أو العامل لكي يعطي ما لديه من جهد بما يعود بالمصلحة على الدائرة التي يعمل بها، كما أشار إلى كثير من هذه الطاقات تضيع هدرا لخلافات بين الموظفين أو عدم استلطاف أو توائم بينهم. وقد لا يكون المدير على علاقة جيدة بمن يعمل تحت يده لدرجة تمكنه من معرفة ما لديهم، ويتسبب ضعف معرفته بهم في سوء تقدير أدائهم وإخلاصهم في عملهم، بينما يفوز المتملقون ذوي القدرات الوصولية العالية في الحصول على مثل تلك التقديرات لا لشيء سوى أنه يحسن تقديم نفسه لمديريه بينما قد يكون ما يقدمه لمصلحة العمل أقل بكثير من ذلك الموظف الآخر الذي لا يملك الكثير من المهارات التسويقية كي يقدم شخصيته للآخرين بإطار مذهب..
النقطة الأولى هي ما يهمني هنا، فقد أشغلتني هذه الفكرة كثيرا، وأغراني أبوفيصل حين قال: فكر يا أبا محمد في مبدأ80/20%. فستجد أنه ينطبق على ظواهر كثيرة جدا مما حولك، ولم أحتج بعد كلامه معي على الهاتف أن أتذكر ما دفعني للتفكير فيه. فقد تملكتني الفكرة من ذلك الحين. ووجدت أن ما أشار إليه لم يبتعد عن الحقيقة.
وما يتعلق بحديثنا هنا، هو التفكير في الحد الذي ينطبق عليه هذا المبدأ في علاقتنا بالإنترنت والحاسب الآلي.
السؤال هو: كم نسبة استفادتنا من أجهزة الحاسب الآلي مقابل ما نصرفه لاقتنائها؟ كم نسبة استفادتنا من الإنترنت مقابل ما نصرفه للارتباط بها؟ كم هي نسبة استفادتنا من برامج الحاسب الآلي التي نجدها في أجهزتنا؟ أعتقد أن نسبة 20% سخية كثيرا بالنظر إلى ما يحدث في واقع الأمر، ولا بد بالطبع من استثناء من يستحق ذلك.
أذكر عبارة طريفة قالها رجل شرطة لسائق سيارة كان يقودها دون أن يربط حزام الأمان، قال له: (لقد دفعت ثمن هذا الحزام ضمن قيمة السيارة، ولا بد لك أن تستفيد مما دفعت ثمنه، وإلا فستدفع ثمنا أكثر من ذلك!)
صدق الشرطي فيما قال، وبالنسبة لأجهزة الحاسب الآلي، فإن غالب مستخدميها في أوساطنا يربطونها بالإنترنت،
وحين تتأمل الوقت والجهد الذي يبذله البعض عند اقتناء الجهاز، تعجب من الحال.فهم يمضون وقتا طويلا في التسوق ويرهقون الباعة بطلب المواصفات التي لايشق لها غبار، ثم ينتهي بهم الأمر لشراء جهاز سريع بذاكرة متينة وشاشة كبيرة وترسانة تقنية من الملحقات من طابعات ملونة وماسحات وكاميرات رقمية وغيرها.
والنهاية: محادثة ومواقع حوار! هل ترقى المحادثة والحوار لنعتبرها استغلالا بنسبة 20% من قدرات الجهاز؟ وهل نعتبر أنفسنا حصلنا على هذه النسبة فيما يتعلق بالبرامج التي نحصل عليها في ذلك الجهاز؟
في ظني. أن جهازا من طراز486 قادر على توفير خدمتي المحادثة والحوار دون عناء أو فرق عن أي جهاز آخر.
ما نحتاجه هو إعادة النظر في علاقتنا بالتقنية، لننظر فيما يمكنها عمله لنا، وما يمكننا عمله من خلالها، يجب علينا أن نعرف أن الحاسب الآلي جهاز إنتاج، وليس جهاز تسلية كغيره من الأجهزة الأخرى. ويجب أن يتطور موقفنا من التقنية لننظر إليها من زاوية الإنتاج والفاعلية،
لا من زاوية الاستهلاك والتسلية والترفيه التي لم تسلم منها السيارة والجوال وسواها.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved