Sunday 22nd September,200210951العددالأحد 15 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (/19 48) خالد الفيصل: كيف؟ (/19 48)
مقدمة للبحث في الصبغيات الفكرية «خالد الشخص / النص»
عبدالله نور

خالد، والرياض، والأربعاء
في يوم الأربعاء من هذا الأسبوع يلتقي الأمير خالد الفيصل بالنخبة المنتقاة من أهل الفكر (سعوديين وغير سعوديين) (عرب/ غير عرب) ـ (رجال/ نساء) (طبعاً النساء في قاعة تلفزيون).
ومكان اللقاء: مركز الملك فهد الثقافي، وكما علمت من مصدر مسؤول فإن الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب سيكون على رأس المستقبلين وسيكون موضوع اللقاء أو الأمسية حول (مؤسسة الفكر العربي) كيف؟!
يا سمو الأمير كيف؟!
وكلمة: كيف: أسهل كلمة في اللغة وفي نفس الوقت أعظم كلمة وأصعب كلمة وأقسى كلمة، ولكنها أعظم كلمة في التأريخ.
فلولا: كيف
ما تقدمت الإنسانية، ولا أنجزت كل هذه التطورات الشاهقة، وكل انسان في هذه الحياة من ساعة مولده حتى آخر لحظة عند المغادرة يلهج بهذه الكلمة ويتعب نفسه والناس معه ويغادر بعد أن تلفظ بها من الأعداد ما يملأ مليون عمارة من ناطحات السحاب، ويهلك وفي نفسه غصة من كيف!! ولكن لولاها ما عاش، ولو عاش فميزان سعادته أو شقائه يكمن في مؤشر الكيف، إنه يشقى بالكيف ويموت بالكيف ويسعد بالكيف ويتطور بالكيف، ولكن كيف!!
ـ كيف يدور الزمن بالإنسان!!
كان الأمير مديراً عاماً لرعاية الشباب ويلقى المفكرين كل يوم الأربعاء في منزله في الملز، وغادر إلى عسير وأول ميزانية خطط لها ما تزال تحت رحمة اللجنة المعقودة للمناقشة في وزارة التخطيط، وغادر دون أن يسعد ولو بمجرد المناقشة!!
واليوم يدور الزمان ليلتقي بالأمراء والوزراء والأدباء والمثقفين والإعلاميين والمخترعين والمكتشفين من السعوديين وغيرهم ومن الرجال والنساء، اليوم يدور الزمن وفي يوم الأربعاء يدور مع الأمير دورة إربعاوية طافت وتطوف مع الأفلاك السماوية داخل ومع المليارات من الدوائر المتداخلة والمتفارجة والمتعامدة والمتقاطعة، والمتباينة والمتكاملة والهابطة والرافعة ولكن كيف؟!
غادر الرياض وها هو يعود إلى الرياض، رحل وما عنده من العمر والتجارب والمال والأصدقاء والعلاقات إلا المستور من كل ذلك، وها هو يعود وهو يملك من ذلك ما يكفي لقارة، لقارة، نعم.
غادر وهو لا يطمح إلا أن يعمل في شؤون الثقافة، وعاد إلى عاصمة الثقافة أميراً على (مؤسسة الفكر العربي).
اليوم يوم الشجعان
إن حضور الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب على رأس الحضور أمر له ألف مغزى وألف ألف مغزى.
إنه قبل كل شيء الفرع الكبير من تلك الدوحة الشامخة الأمير الفيصلاني فيصل بن فهد، وهو نائب الأمير خالد في (مؤسسة الفكر العربي) وعلى رأس الأعضاء الأمناء المؤسسين بعد الأمير خالد، إنه عين الأمير وروح عينه، وماء المستقبل، والنجم الذي ترنو إليه أبصار المثقفين وتهفو إليه آمال الشباب وتنظر إليه بعيونهم وآماقهم تنظر إلى الفيصل بن فهد، وتومىء أيديهم إلى إنجازات الفيصل وقلوبهم تخفق صوب الأمير خالد، والأرواح كلها مشدودة إلى واقع عربي يتأرجح بين هاويتين فإما الحياة الكريمة وإما أن يتعاظم الأعداء وما فائدة بلا كرامة.
ما فائدة الحياة بلا كرامة، وما فائدة الكرامة بلا ثقافة، وما فائدة الحياة بلا فكر، ما فائدة الوجود كله بلا أدب، بلا علم، بلا مسؤولية، بلا رجال يعرفونها، ويحملون أمانتها، ويتعلَّمون ويعلِّمون، ويواجهون المشكلات الثقافية في معركة الثقافة في الميادين الثقافية، في المنازل، في المقاهي، في الفنادق، في الأندية، في الشوارع، في وهج الشمس وزمهرير الشتاء، في كل مكان، وفي كل زمان، ولا شك أن حضور كل هذه النخبة من أهل المسؤوليات ضروري للفكر العربي بوجه عام، وللسعوديين بوجه خاص، وخاص جدا، ولا مناص من اتهام من يتخلف من المدعوين، بالقصور بالوعي، ومن اتهام القائمين على المركز إذا هم أهملوا من لا ينبغي إهماله بالجهل، لأننا نحن أول مسؤول عن الثقافة في العالم قاطبة، وكفى بالقرآن حسيباً.
نحن أمة القرآن، أي نحن أمة الثقافة وتقصيرنا واضح، والوقت قد حان لشرح هذا الواقع الثقافي المزري، فلئن لم نبادر الآن الآن وليس غداً يأكلنا الذباب قبل أن يأكلنا الأعداء.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved