بدأت الحرب الإلكترونية مرة أخرى ولكن في هذه المرة اتسعت الأهداف لتخرج من نطاق المواقع الإسرائيلية فقط إلى المواقع الأمريكية والبريطانية وبالطبع فإن القضية الأولى في هذه الحرب هي فلسطين المغتصبة وتليها العراق المهددة بالضرب في أي لحظة.
وفي الأسبوع الماضي وفي هذه الزاوية تحدثنا عن هذه الحرب وقلنا انها ستنطلق مع أول صافرة إنذار في العراق ولكن خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش عجل بها ولم يترك وقتا لانتظار صافرة الإنذار، فخطابه حمل التهديد الصريح بضرب العراق بأسرع وقت بل ان البعض توقع ضربها في نفس اليوم ومن هنا أرادت تلك الجماعات والتنظيمات أن تسجل موقفا صريحا منذ البداية. الموضوع نشر كاملا في «الجزيرة» يوم الأحد الماضي ولسنا بحاجة للحديث عنه مرة أخرى فلست ممن يحبذون الحديث عن الماضي ولكن المستقبل هو ما يهمني. المعلومات الأخيرة تفيد أن الهاكرز الغربيون يحاولون لم الصفوف ومن ثم الانتقام من عملية «ارفعوا أيديكم القذرة عن العراق» وكل هذا في النهاية يصب في مصلحةالمهاجمين لأن عملية الرد ستظهر بشكل أكبر بكثير من عملية الهجوم الأولى وستغطي رائحتها لتفوح في كل الأماكن ابتداء من منتديات الهاكرز وانتهاء لشاشات المراهقين. بالطبع سيظهر في الساحة من يمجد نفسه في هذه العمليات بالرغم من أنه لا يمت لها بصلة من قريب ولا من بعيد ولكن هؤلاء القلة يورطون أنفسهم من حيث لا يعلمون. فالجميع أصبح مراقبا على الإنترنت وبالأخص المنتديات والمواقع العربية وهذا كله بسبب 11 سبتمبر بكل تأكيد.
ما يهمنا في الموضوع ليس أولئك المراهقين ولكن من يعملون في صمت وهدوء ولا يتحدثون كثيرا، ولا تستغرب إذا ما أردت الدخول على موقعك المفضل على النت لتجده على غير عادته يحمل شعارات لم تعهدها فيه وأيضا كلمات بذيئة، فالحرب القادمة ستظهر حقيقة الحرب الإلكترونية من سرقة وتخريب وحتى اختراقات شخصية فالكل يبحث عن الثأر. وعندما يكون منطق الحديث هو الثأر فالعقول ستكون في سبات عميق ولن يكون هناك مجال للتفكير، فالعمليات لا بد أن تتم بسرعة ودقة وبكل تأكيد بكثرة. فالرد الغربي والإسرائيلي لا بد أن يكون قاسيا وشرسا للمواقع العربية والإسلامية ولكن لن يستطيعوا فعل أكثر مما فعل فيهم في الهجوم الأول فاختراق 155 موقعا ليس أمرا هينا خاصة إذا ما كانت تلك المواقع أمريكية وبريطانية وإسرائيلية فهذه الدول تعتبر جميعها من الدول المتطورة جدا في تقنية المعلومات ولكن مهارة وكفاءة المهاجمين جعلت منها أضحوكة في أفواه الآخرين.
المحزن في الأمر أن الجيوش الإلكترونية من تلك الدول بدأت بالتجمع والاستعانة بأفراد من دول أخرى ولكن المفرح في نفس الوقت هو أن هذه التجمعات والتنظيمات دائما ما تصاب بالفشل الذريع والسبب هو عدم وجود قضية حقيقية يدافعون عنها.
Shortcut
-البروكسي السعودي حجب تتبع منفذي الهجمات الأولى وتلك فائدة أخرى للبروكسي العزيز وإن كانت حجب المواقع السيئة أعظم فائدة له.
-العدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة من المملكة حسب المعلومات الأخيرة ولكن المتباهين باشتراكهم في العمليات يفوق أصابع كل قبيلة الديناصورات المنقرضة.
-باكستان، فلسطين، الهند، وكذلك الحليف الجديد الصين جميعهم شاركوا ولو بشكل رمزي في العمليات.
| 
