Wednesday 25th September,200210954العددالاربعاء 18 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (/22 48) خالد الفيصل: كيف؟ (/22 48)
مقدمة للبحث في الصِّبغيات الفكرية خالدالشخص/ النص
عبدالله نور

التربية هذا اللغز الواضح الغامض
وعلى غير عادة منزل الأمير، من حيث السكينة والهدوء، قام الصياح على عادة الخدم في كثرة صياحهم ووصل الصوت مزعجاً إلي حيث نسْمعه ونحن بعد الظهيرة في مجلس الأمير قد طاب لنا بعد الغداء أن نظل منتظرين إلى ما بعد العصر لنروح إلى مكان في البرية يقال له: الجافي، مدعوين إلى حفل وسمر وعشاء.
لم يكن الأمير جالساً معنا والصياح قد زاد ثم ما لبث أن هجد بالكلية، وقيل لي فيما بعد بأن الأمير بندر الذي قدم لتوه من مدينة (لندن) وجاء لتوه من المدرسة فانزعج من السائق، سائق سيارته لأنه دهس (القطة) فهي تعبر الطريق ولم يحاول أن يتفاداها، أو يأبه لدهسها وكأنها شيء بلا روح، أو مخلوق ليس له عند الله اعتبار وليس للناس عقل يتصرفون به، وظل الأمير الذي كنت لم آره حتى الساعة ينافح في هذه القضية حتى استجابوا له فعزلوا السائق عن خدمته فرضي هو في غيظ من هذا المجتمع الجديد الذي جاء إليه ليعيش ويتعايش معه مدى العمر كله.
كان في السابعة من عمره، أخذ من أعمامه ومن أخواله الحسن والأحسن ثم زاد على الجميع بالطول الباهي والسرعة في الأخذ واللَّقن.
كان علي ما يبدو مولوداً في (بريطانيا) حيث يدرس والده ومنعزلاً بعض الشيء لبعده عن الألفة والأقران، ولم تمض بضعة شهور حتى انطلق واندمج وصار كالهواء يملأ كل فراغ في قصر الأمير.
وللأمير في تربية أولاده وتأديبهم أسلوب موزع بينه وبين زوجته سمو الأميرة العنود بنت تركي، ولا يظهر أمام الناس وعند أولاده في مكانة الأب الآمر الناهي ولا يبدو أنه يحب تربيتهم وتأديبهم أمام الناس، ولم أره كغيره من الآباء يقوم فيسِرَّ بالكلام أو يوحي لهم بالإشارة أو بما يقوم مكان الإشارة، وفي الأسبوع الأول من وصول الأمير بندر إلى الرياض كان يحتاج إلى بعض الملابس الملائمة فنزلنا إلى سوق (الثميري) الأمير خالد وابنه الأمير بندر وأنا، وهذه أول مرة أشرف بمرافقة الأمير وهو يتسوق مثل الناس وكنت أظنه مثل غيره يعتمد على وكيل يقوم مقامه.
مَنْ عَظُمت همَّتُه، عظُمت هيبته!!
حدثني ولدي المهندس عبدالرحمن النور أنه في دراسته الجامعية في جامعة البترول والمعادن (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) كان والأمير بندر بن خالد الفيصل زميلين متجاورين ولكن كان تخصص عبدالرحمن (هندسة تعدين) وتخصص سمو الأمير بندر (هندسة نظم وأساليب) وقال: إنهما يسكنان في سكن الجامعة وأنه في سكنه يعاني من تذبذب (الكهرباء) وعنده متاعب في عينيه وراجع في أمر تغيير غرفته ولكن الجامعة لم تستجب له فشكا الأمر إلى الأمير بندر بن خالد فقام بدوره بمراجعة المسؤولين في الجامعة فلم يستجيبوا له أيضاً فعاد إلى ولدي عبدالرحمن وقال له: هذه غرفتي، خذها واسكن فيها، ودعني الآن فقد تدبرت أمري في واحدة من غرف الجامعة، وبادر إبني بقبول رغبته ظناً منه بأنه قد حصل على غرفة مناسبة ولكن الذي حصل أن الأمير لا يملك شيئاً من هذا، ولكن يملك ما هو أعظم من هذا، لديه هذه الهمة العالية التي جذبت إليه هذه الهيبة المثالية، ذهب وأخبر المسؤولين بأنه قد تبرع بغرفته لزميله من باب النخوة والأريحية فزميله مريض وقدامه اختبار قريب وأخبرهم أنه الآن بلا سكن وعليهم أن يتصرفوا أو يتصرف هو بما هو مناسب، وفعلاً تصرفوا فهيأوا له غرفة صالحة، وأصلحوا الخراب في غرفة عبدالرحمن، وصارت الحادثة أحدوثة الشباب إذا ما انقضت في كلامهم استعادوها من جديد!!
كان الأمير بندر كسائر الطلبة الجامعيين في حال أكلهم وشربهم ولباسهم وأسلوب حياتهم الجامعية بكل ما فيها من تقشف وكفاف.
وهذه هي حياة الأمير خالد في أسلوب حياته في أمريكا وبريطانيا، كان يتمنى أن يذوق الأكل على طريقة السعوديين فيقضي الشهور الطوال المتتابعة ولا يقضى له ذلك، ولعله ينتهز زيارة واحد من أعمامه فيقوم بزيارته في الفندق لينال غدوة أو عشوة ولو لمرة واحدة.
أما ملابسه في جامعة (اكسفورد) فتظل عليه وقد استحالت الوانها إلى لون التراب ولا يقدر على تغييرها أو حتى اصلاحها.
والأمير بندر بن خالد الفيصل الآن في مكان العينين لسمو الأمير خالد، وأيضاً في مكان الساعدين فهو خليفته في أعماله الجليلة ذات الأهمية الخاصة، والثاني من أولاد الأمير هو نجله الأمير سلطان، تخرج أيضا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ودخل في السلك العسكري ولا يبين إلا في النادر من الأوقات.
وفيه مواهب نادرة وفصاحة بينة ووالده الأمير خالد يفسح له المجال للكلام لتظهر منه بعض الحجج النادرة فيما لا يخطر على البال من المسائل العويصه.
والثالث: آخر العنقود الأمير سعود بن خالد، تخرج من (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) تخصص (علوم سياسية) في حفل (المفتاحه) أنابه سمو الأمير سعود بن عبدالله لاستلام الجائزة وترك له أن يختار نيابة عندما يروق له من الكلمات المناسبة مثل بقية الفائزين، فتقدم الأمير سعود بن خالد إلى المنصة واستلم الجائزة ولم يزد في كلامه على ثلاث كلمات وهي (كلفني الأمير سعود بن عبدالله أن استلم جائزته واشكر الأمير خالد، فشكراً للأمير خالد) لقد أوجز وانجز.
عود على بدء: هل التربية لغز؟؟
لا أظن فيما قرأت وعلمت شيئاً من العلوم الانسانية مثل علم التربية، تتجاذبها كل العلوم الاجتماعية وصارت بعد جذبها في (عصر العولمة) قد ضاعت عنها وهي بدورها ضاعت في المسالك وصارت مثل طفل تائه في بلد يأكل أهله لحوم البشر. إن محور (التعليم) في مهرجان القاهرة لابد وأن يثير العواصف لأنه هو نفسه عاصفة العواصف. اللهم سترك!!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved