المدخل النفسي بين المعلِّم والمتعلِّم له أهمية بالغة في إقبال المتعلِّم على أخذ التَّجارب والخبرات عنه في اطمئنان وثقة...
والثقة المنبثقة عن الاطمئنان عندما تتحقق لدى المتعلِّم، فإنَّها تبسط الجسر للمعلِّم كي يتقدَّم إليه بكلِّ ما عنده، فإن وجد الجسر واضحاً لا عراقيل فيه فإنَّه يسعى لأن يزوِّده بأكثر ممَّا عنده فلا تكاد مرحلة الدَّرس تنقضي بينهما إلاَّ ويكون الطريق قد أثمر... وأورفت أشجاره...
ولقد أثبتت لديَّ تجربة مدَّ الجسور مداخل نفسية مع الدَّراسات في حصد نتائج مذهلة من النَّجاح والاكتساب وتحقيق أكثر الأهداف التي أضعها عندما أبدأ الأداء معهن...
تساءلت صبيات كثيرات كيف يمكن أن نصل إلى بعض معلِّماتنا ممَن يحطِّمن الجسور بيننا وبينهن فلا نكاد نستطيع أن نصل إليهن على الأقل لمعرفة المزيد أو لإيضاح الكثير ممَّا بسطنه لنا من الخبرات فشقَّ علينا أن نستوعبها أو نفهمها بمفردنا، حتى إذا ما غادرت الواحدة منهن قاعة الدَّرس، تلفتنا من حولنا فلا نعد نراها، وتتقطَّع بيننا وبينها السُّبل أدناها وأقصاها، فإذا ما أطلَّت علينا في الدَّرس الذي يلي عقدنا العزم على الحديث معها... لكنَّها بمجرد انتهاء «إلقائها» لا نكاد نجدها، وكأنَّها شيءٌ من الملح يذوب بسرعة فائقة وسط أفواج المتزاحمات في الطُّرق والسَّاحات في موقع الدِّراسة...
ومثل هذا النَّمط من «المعلِّمين والمعلِّمات» أو كما يحلو لزميلات وزملاء في الجامعة مصطلح «الأساتذة والأستاذات» يحتاج إلى وقفة صادقة مع النَّفس وتوجيه السُّؤال إليها:
أوَليس من يدرس على يديَّ هو امتداد لي؟...
فكيف تكون أنت في امتدادك؟
إنَّ الصُّورة التي تحب أن تكون عليها ليستْ تتحقق إلاَّ متى كان دربك إلى من يتعلَّم على يديك هو المدخل النّفسي الذي يمنحه الثِّقة والاطمئنان... وذلك بمدَّك الجسور بينك وبينه حتى يتحوَّل الجسر على امتداده درباً مغروساً بالأشجار التي عندما تورق وتثمر فأنت أوَّلُ من سوف يتذوَّق حصادها ويسعد بثمارها.
| 
