editorial picture

أهمية الإجماع الدولي

إلى أن تضرب الولايات المتحدة العراق فإن خلافات كثيرة تكون قد ظهرت على الساحة الدولية بسبب هذا اللغط الذي يصاحب التحضير للضربة وحول ما إذا كان العراق يملك أسلحة الدمار الشامل؟ ومدى شرعية شن حرب بدون تأييد من قبل الأمم المتحدة؟
وبينما يبدو أن هناك اتساقاً في الرؤى والمواقف بين الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن بقية حلفاء أمريكا لا يأخذون نفس الموقف، فقد توترت العلاقات بين واشنطن وألمانيا التي لا تحبذ عملاً عسكرياً، وتحدث الأمريكيون عمن يسعى إلى «تسميم» العلاقات بينهم وألمانيا فيما صدرت اعتذارات كثيرة من برلين بسبب عبارات عقدت مقارنات بين ما يحدث وما كان يفعله هتلر.
وهكذا تنشأ صراعات ومجادلات في أمور يمكن حسمها بجهد أقل..
وبالنسبة للموضوع الخاص بوجود الأسلحة فإن المفتشين التابعين للأمم المتحدة يمكنهم حسم هذا الأمر، وقد قبل العراق بعودة المفتشين، ومع ذلك هنالك حديث عن أن هذه العودة يجب أن تتم بشروط محددة وبقرار دولي من مجلس الأمن.
ويرى العراق في الشروط الجديدة التي تتم بصياغة أمريكية وبريطانية، حسبما تقول مصادر مجلس الأمن، لا يمكن أن يفجر المشاكل بينه وبين المفتشين خصوصاً إذا انطوت تلك الشروط على ما يمكن أن يستفز العراق.
وتبرز حاجة شديدة إلى حوار هادىء بعيداً عن دقات طبول الحرب التي تصم الاذان، خصوصاً ان العالم كله تقريباً ينحاز إلى الحلول السلمية وبالذات دول المنطقة التي تضررت من عدة حروب خلال العقد المنصرم ولا ترغب في المزيد منها.
وبينما تبدو مسألة المفتشين الدوليين في حيز التسوية والحل فان أهداف الولايات المتحدة الأخرى تجاه العراق بما في ذلك تغيير النظام لا تحظى بإجماع دولي، فلا أحد في أنحاء العالم يتطلع إلى ترسيخ مبدأ تغيير الأنظمة، حيث إن ذلك يعتبر تدخلاً واضحاً في شؤون الغير وهو تدخل لن ينتهي بمجرد تغيير الأنظمة وإنما يستمر التدخل في كل حين وآخر.
إن الخلافات الناشبة بشأن هذه الموضوعات ستؤدي إلى ساحة دولية تعج بالصراعات وقد تسفر عن حلول فردية إذا عصفت الخلافات بالحد الأدنى من التفاهم الدولي لتسوية المشاكل القائمة.


jazirah logo