Sunday 29th September,200210958العددالأحد 22 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثم ماذا ثم ماذا
صورة القصيبي في فضيحة بريطانية!
بدر بن سعود

فجرت (الصنداي تايمز) يوم الأحد الماضي فضيحة أخلاقية بريطانية، بعدما عرضت على رأس صفحتها الأولى وفي سبعة أعمدة، خبراً عن ضبط مائة شخص من قائمة ضمت ألفين، بتهمة اشتراكهم في موقع إنترنت يروج لصور القُصَّر وهم في أوضاع مخلَّة، إذْ إن القانون البريطاني ومثله الأمريكي لا يسمحان باستغلال القُصَّر دون الثامنة عشرة ضمن أنشطة مصنفة للبالغين، وقد تم الاستدلال عليهم بطريقة ذكية تحاكي المقولة الشعبية (رجل الذيب تجر الذيب) حيث استعان الأمنيون بعضووية شخص قبض عليه لذات السبب، ليزرعوا أحد عناصرهم داخل المجموعة المستفيدة من خدمات الموقع المشبوه، وتوصلوا بالتالي لمعرفة الألف وتسعة وتسعين شخصاً المتبقين، بواسطة بطاقات الائتمان التي اشتركوا بها.. اللافت هنا أن بين المشتركين فئات يفترض أنها بعيدة تماماً ولا تطالها الشبهات، ما لم تكن مهمتها مراقبة السلوكيات المنحرفة وتحييدها، فقد حوت القائمة أسماء لمحامين كبار ومُدَّعين عامين وأمناء بلديات و30 رجل شرطة وقاضياً في المحكمة العليا، وهذه مصيبة مدويَّة تمس مفاصل الأمن والقضاء البريطاني وتدنس رايته المفترض بياضها،
وهي أيضاً تستدعي صوراً أخرى لمواقف متفرقة لا مجال لذكرها، كما تبرز وهو الأهم انعكاساً محلياً لدور ريادي وفضيلة مطلوبة، تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز في حجبها للمواقع المخلة، ما دامت النوازع الانحرافية متوفرة لدى الكبار والصغار بنفس الدرجة، واتذكر مثلاً تلك المؤسسة العلمية الأمريكية التي تعطلت شبكتها الداخلية لأن العلماء الوقورين، كانوا يتبادلون الصور الفاضحة فيما بينهم بغزارة، بينما تقول الفرضيات المتفائلة والدراسات الاجتماعية المتخصصة، إن إعمال العقل والانشغال بالعمل يبطل مفعول الغزيرة، وهذا محض افتراء وغثيان علمي مرفوض، لا يؤيده إلا جاهل أو صاحب مصلحة، بل وحتى العقيدة إذا كانت متهاونة أو مهادنة فإنها تنجرف نحو هاوية الانحراف، وإليكم قصة الناسك المعروفة، الذي خيَّرته المرأة أن يخلو بها أو يقتل الطفل أو يعاقر الخمر، واختار الأخيرة ليفعل الثلاث كلها.. بالتأكيد المجتمع البريطاني ليس قدوة أو نموذجاً محبذاً للاستدلال عند البعض، ولكنه أيضاً يقدم تجربة إنسانية لمجتمع مفتوح،
والإنسان يبقى إنساناً مهما اختلفت أماكن الولادة والنشأة.. يتأثر بما يجري حوله ويوظف تجاوزات الآخرين ليبين ويبرز تجاوزاته، أو ربما احتاج وفي حالات خاصة، إلى إقحام مدارس التشكيليين: التكعيبية والوحشية والسوريالية والدادئية، كي يخاطب مجتمعات اليوتوبيا العربية المغلقة.. لقد جال الخاطر كثيراً واستوقفه الخبر متأخراً قليلاً، ولا أدري لماذا كانت صورة شمسية مكبرة، للدكتور غازي القصيبي ماثلة أمام المخيلة وأنا أقرأ، هل لأن الدكتور ذا السفارتين والثلاث وزارات، الإداري والأديب والسياسي والشاعر، يتمتع بحس مختلف، بدا واضحاً بمجرد وصوله لمقعد الوزارة الجديدة (وزارة المياه) عندما وجه باستقبال الأفكار الشعبية حول المياه دون قيد أو شرط، وهو بطبيعة الحال سلوك إداري غير معتاد، أم لأننا بحاجة إلى مسؤولين يقتدون بكفاءة وشجاعة ونزاهة القصيبي؟
أترك الإجابة لكم..

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved