ورأيت إقليم «الحبله» وتحدثت عنه سابقاً. ولكن قبل الحبله توجد قرية يسمونها:« القُلْت» فما هو القلت؟!
هو الماء الباقي من السيل الجاري، يُمسِك به حوض من أرض صخرية ضيقة المسام ولا يتسرب منها الماء وتظل تحتفظ به طويلاً، فهو ماء خالد، والخلود هو البقاء الطويل، البقاء لأطول فترة ممكنة، أو البقاء الى الأبد ولا خلود لمخلوق إلا بعد الفصل.
المهم: نحن هنا في نجد نسمي تلك: القلته. ونقول للضيف أو الطارق لكي نطلب منه الدخول: نقول: اقلط، والقلطة من القلته، أو هذه من تلك، ونقول: كالد أي: قالط، وأعود فأفاجئكم بالقول: بأن اسم خالد المعروف هكذا في العربية هو تحريف من الاسم الأصلي، الاسم السامي القديم، كالد، والكالد هو الإنسان الخالد هو: القوي. ألم تسمع من أسماء الأعلام العربية الطبيب العربي: الحارث بن كلدة الثقفي. وأزعم أن اسم كندة من كلدة.
ثم إني أزعم بأن أول من تسمَّى باسم خالد، واحد من أنبياء بني إسرائيل من أحفاد موسى عليه السلام، وأزعم أن العبرية هي التي أحالت الكاف من كالد إلى خالد، وأقدم المعروفين باسم كالد: الكلدانيون، والمعروف باسم خالد في التأريخ العربي قبل الاسلام هو: خالد بن سفيان العبسي.
أما في العبرية فلا يزال الاسم عندهم باقيا ولكن ينطقونه هكذا: غولد، تحول من الكاف أو الخاء الى الغين، وعندهم اسم: غولدا مائير رئيسة إسرائيل المعروفة وغولدا مائير من كولدا، اسم تدليل ومبالغة كأنه يقابل خولدا، والقولدن: هو الذهبي من «قولد» ذهب، والذهب معدن يظل في زيه وجوهره الباهر من مبدأ صيرورته في الأرض إلى أن تقوم الساعة. الذهب هو خالد، هو كالد، هو قالد.
وحين نقول عن علم من الأعلام بأنهم قلَّدوه الوسام. فالتقليد هو التكليد، هو التخليد، وهل التكريم إلا تخليد لمن يستحق!!
خالد، وتصريفاته في أوروبا
ومن تصاريف خالد تحويله الى «كويليت» ترى هل يعلم أستاذنا يوسف الكويليت بهذا.
وفي أوروبا، غولد، كلودي، كلوديا، كالدينا، كاردينا، ولا تنس أن الذهب من خالد أيضا، ولا تنس أن اللكد وهو دفع الفرس بالعقبين لحثه على بذل أقصاه في العدو، فاللكد من الكلد، أي دعوة الفرس ليظل أكثر قوة من قبل، ولا تنس أن الذي يقول لك: اقلط، يقول أيضا ادخل واخلد الى الراحة، فالدخول من الفعل دخل هو أمر بالخلود ولكن بتركيب مقلوب، والدخل والدقل سواء، والأدلخ من أوصاف الجميل الناهي أو الزائد في جماله، أو في قوة جماله التي هي ستظل مثل «القلتة، القلت/ أطول عمراً في احتفاظه بالجمال/ بالماء.
الجذر المائي في اللغة
قلت في محاضرتي ليلة الأحد في قصر الضيافة بحضور الأمير ونفر من العلماء والأدباء وأساتذة الجامعات.
قلت: إن كل كلمة في اللغة العربية تعود في جذرها البعيد الى جذر مائي أو مضاد للمائية والشواهد كثيرة ولكن هدفي أن أثبت أن اسم منطقة عسير هو من عشتروت الماء، وكنت قبلا ألقيت مسامرة/ محاضرة في نادي أبها الأدبي، وكرّموني جزاهم الله خيراً بمنحني درع الريادة وقلت في المحاضرة بعض التفاصيل.
| 
