|
|
| |||||||||
حقاً إن الشعر هو «ديوان العرب» سجل مفتوح لأيامهم ومعاركهم وأفراحهم وأحزانهم وأمجادهم وخوفهم ورجائهم، وهناك قصائد خلدت ذكرهم، قصائد مرتعشة بالترقب والتحفز، قصائد مترعة بعمق الرؤية وضخامة المسؤولية، مجللة بصدق الشعور، قصائد نابضة بالوعي التاريخي، والتجذر الاجتماعي، من هذه القصائد قصيدة لايكف الطرف من التمعن فيها، والعقل من التأمل لها، دائماً شاخصة أمامنا في حمأة الحياة، لتصرخ من اعماقها بأن التاريخ يعيد نفسه، وأن هذه الليلة شديدة الشبه بالبارحة، هذه القصيدة قصيدة جاهلية لشاعر جاهلي، أمضه حال قومه من الهيام بالمادية، ولهثهم لتنمية أموالهم، والنوم ملء جفونهم في وقت يتربص بهم عدوهم، ويعد العدة لسحقهم، فالشاعر مسكون بهمٍ أقلقه، وهو مصير قومه. هذا الشاعر هو «لقيط بن يعمر الإيادي» شاعر جاهلي فحل، من أهل الحيرة كان يحسن الفارسية، لذا اتصل بكسرى سابور الملقب ب«ذي الأكتاف» فكان من كتابه، والمطلعين على اسرار دولته، ومن مقدمي تراجمه، |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |