Sunday 6th October,200210965العددالأحد 29 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثم ماذا ؟ ثم ماذا ؟
السعودية في عيون العملاء ..!(1 3)
بدر بن سعود

نشرت جريدة عربية معروفة بمواقفها المعادية للسعودية، تقريراً مترجماً يتناول العلاقة ما بين المؤسسة الدينية والحكومة، منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن، وقد احتضن التقرير أفكاراً تعبوية تستعدي المجموعات الدينية على السلطة، بصورة مسرحية مكشوفة خذلها المنطق وجافتها الموضوعية. منها مثلا: الإشغال المتعمد للإدارات الشرعية والهيئات بقضايا الآداب العامة، وقضايا شكلية مشابهة، بما يفوت عليها فرصة الالتفات للأمور الداخلية والخارجية الأخرى مشيرة إلى تأكيد وجهة نظرها السابحة في بحر الأوهام، إلى مذكرة وقعتها 400 شخصية دينية بعد حرب الخليج الثانية.
وقد قدمت الجريدة تفسيراتها الخاصة، أو لنقل ما يوافق رأيها، ويحاكي كتابات المستشرقين الأوائل، وتصريحات رامسفيلد الأخيرة، لتعلن للجموع أن رائحة المؤامرة تفوح، وتلك وصفة مضمونة أثبتت فضائية عربية فاعليتها، مستغلة شعبيتها هذه الأيام، جراء سقوط القناع الأمريكي، وظهور البشاعة الغربية بصورة واضحة لا تقبل التشكيك والجدل، وهي مفارقة، فالجريدة ومثلها الفضائية بعلمها أو بدون علمها، تمهد طريقاً مزينة بالورود لتستقبل المستعمر الجديد وتدق له الطبول، وإلا ما الداعي لدق اسفين الخلافات وإثارة النعرات المناطقية والمواقف الدينية في هذا الوقت تحديداً؟.
ولا أدري كيف يتناسى هؤلاء بأن جماعات الإسلام السياسي وليس الجماعات الدينية ذات المبادئ السليمة كما يسمونها، كانت وراء مآسي المصريين والجزائريين والكويتيين بدرجة أقل وصولا إلى السعوديين، وما ترتب عليهم بسبب سبتمبر المشؤوم.
إذن فمسألة المذكرة لو صحت، تدل على إدراك سليم وتقدير موقف موفق وناضج للقيادة السعودية لا العكس، باعتبار الرضوخ لمطالب المتطلعين للامامة السياسية، يفتح شهيتهم لما هو أكبر وهو أمر لا يقبله العاقل.
موضوع آخر تناوله التقرير المشبوه يخص المرأة، وقضية المرأة بالذات وحسبما جاءت طريقة عرضها تناسب الأفكار الغربية وتخطب ودها، ولا تساندها مباركة شعبية حقيقية في الوقت الحالي. أما الطامة الكبرى فقد نقلها لنا تقرير ثانٍ حرره مستشار أمريكي اسرائيلي، تولى أمره مواطنوه وكشفوا زيفه وخداعه، طالب فيه بتصرف عملي لحماية حقوق الأقليات والعمال الأجانب ومراقبة النفط السعودي، ووصف المنهج السلفي بالرجعي، مستخدماً لفظ «الوهابية» للحديث عنه.
الكل أصبح ينظر نيابة عنا، دون أدنى علم أو إدراك لطبيعة المجتمع السعودي ونسيجه الإسلامي المتعاضد والمتماسك حد التوحد، وهم يتصورون بأن النموذج الفرنسي الذي ساوى الكاثوليك بالبروتستانت يقبل إعادة الاستنساخ والتصدير، أو ربما ينتظرون فولتير عربي ليبشر الجموع المتعطشة باقتراب الفجر الكاذب!؟.
لم يتركوا فاصلة صغيرة إلا وحاولوا تشويهها والتعرض لها، فقط لأنهم يرون المملكة كحضور إسلامي، قاومت عوامل التعرية والتغريب، وارتضت الرسالة المحمدية منهجاً وطريقة حياة، لتبقى ثابتة أمام الإعصار الجارف لا تميل ولن تنكسر مهما حاولوا أو صورت لهم ظنونهم ذلك.
ثم ألا تستحي الأبواق البشرية، أمريكية الهوى وعربية الهوية ، من ممارسة السلوك ونقضيه في ذات الوقت. يقولون نحن ضد ضرب العراق، ويطالبون بدولة فلسطينية مستقلة مع وقف الإرهاب الاسرائيلي ومحاسبة المتسببين فيه، ويتساءلون لماذا لا نتفق على كلمة عربية واحدة في وجه التعنت الامريكي؟، ليأتوا بعدها بعبارات تنال من شخصيات حكامهم وشعوبهم بما فيهم عرفات نفسه. ما هذه الازدواجية؟، وكيف يحترمنا العالم ويهتم بمطالبنا، ونحن نهاجم بعضنا بعضا؟، ونجيد كيل التهم،، وتدبير الدسائس، وتوزيع الشتائم الدبلوماسية أحياناً ومنزوعة الدسم الدبلوماسي أحياناً أخرى.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved