Monday 7th October,200210966العددالأثنين 1 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثول مرفأ الصيد ومحطة الغوص 3/6 ثول مرفأ الصيد ومحطة الغوص 3/6
حكايات وأساطير لا تزال متجددة في ذاكرة الأدب الشعبي في ثول
«تحت البراقع سم نافع» من أشهر الأمثال الشعبية التي لا تزال متداولة
«محمد بن عارف، الدغلوي، أبو زنيدة» أعلام الشعر في ثول

  حلقات أعدها: عدنان حسون علي العُمري
حين وجدنا ألعاباً شعبية كثيرة في قرية ثول قادنا هذا إلى البحث عن الأدب الشعبي فيها وخاصة انها بلد ساحلية ولها اجواء مختلفة عن كثير من القرى في المملكة وتوقعنا تفرداً في الأدب الشعبي مثل الألعاب الشعبية وبالفعل ما توقعناه وجدناه فهناك الأمثال الشعبية الكثيرة والجميلة والمعبرة عن الكثير من نفسية وسلوك الأجداد في ثول.
وكذلك الشعر الشعبي الذي هو ديوان أهل ثول إلى الآن وهناك الحكايات الشعبية أو الأسطورية التي عن طريقها الآن نفسر وندرس التاريخ القديم..
الأدب الشعبي
طرق الأدب الشعبي عدة أبواب في الحياة وعالج قضايا مهمة في حياة المجتمعات القديمة وعرف بعادات تقاليد شعوب وأمم وحفظ لنا منها مبادئ سامية نبيلة تتمثل في هذه الحميمية البعيدة عن التعصب وهذا الانتماء القوي لهذه الأرض الطيبة المباركة فكان بلا أدنى شك تاريخاً قائماً بذاته نرى فيه كثيراً من ملامح الحضارات القديمة التي توحي بها تلك المآثر الجميلة الخالدة في كافة أوجه الحياة.
فأهل ثول يمتلكون ثروة هائلة من التراث الشعبي الأصيل والمرويات الشفهية كالشعر والحكايات الخرافية والأساطير علاوة على ذلك هناك المثل الشعبي والحكمة المأثورة وغيرهما من الفنون الأدبية الشعبية الأصيلة، وقد كان أكثر أنواع الأدب الشعبي اهتماماً وحفاظاً هو الشعر الذي لا تجد شخصاً إلا ويحفظ كثيراً أو قليلاً منه لأنه الأكثر قرباً من حياة الناس ويعالج كثيراً من قضاياهم واهتماماتهم كما أنه سريع التداول والانتشار وسوف نستعرض بعضاً من النماذج الأدبية الشعبية التي مازالت تتردد على ألسنة العامة من الناس وقد اندثر كثير من هذه النماذج إلا اننا حاولنا وبذلنا جهداً كبيراً لعلنا نكون محظوظين حتى نستشف بعضاً من هذه الهموم التي كان الأدب الشاهد الوحيد الذي يثبتها.
الشعر الشعبي
الشعر له تاريخ حافل بالحقائق والتجارب الإنسانية الجميلة يصور لنا الواقع بكل صدق وأمانة وينقل لنا صورة حية من صور الكفاح والتعاون المشترك انه مرآة صادقة تعكس مآثر الأجداد وتراثهم وأفعالهم الطيبة سواء في حروبهم أو في سلمهم او في مبادئهم وأخلاقهم.
وللشعر الشعبي أنواع كثيرة منها المديح والرثاء والغزل والفخر والحماسة والهجاء.
وأما أنواعه فهي المجالسي الذي يتخذ من الجلوس والانصات مجالاً له حيث يقوم الشاعر أو الراوي بإلقاء القصيدة على مسامع الناس وهم يستمعون اليه ويرددون معه البيت الأخير والنوع الثاني فهو المجرورة وتشتهر به مدينة الطائف وقراها ولذلك يسمى بالمجرور الطائفي وهناك القصائد المقولة وشعر المبادع والكسرات وشعر المراسلات. وفي هذا الجزء سوف نتناول بعضاً من النماذج الشعرية ونثبتها هنا لأنها في الحقيقة ما هي إلا تراث حافل ومن الشعراء المشهورين في ثول الشاعر المرحوم عبيد ابوزنيدة من ذوي سلامة والدغلوي ومحمد وحسن أبناء عارف وغيرهم كثيرون.
الأمثال الشعبية
تشتهر قرية ثول بكثرة الأمثال الشعبية عند أهلها والأمثال عبارة عن حكم جمعت في تعابير تمتاز بالإيجاز البلاغي والذوق الرفيع والمثل دليل خبرة عظيمة في الحياة ودليل ذكاء وإيحاء بالنظر الثاقب البعيد وإدراك للأمور الحياتية العامة. ولكل شعب امثاله ولا تخلو أمة من الأمم من ذلك وهي تنبع من كل فئات المجتمع ولا تخص فئة دون أخرى فهي أقوال ماثورة مجهولة المؤلف والأمثال الشعبية لها نصيب الأسد في توجيه سلوك الفرد لأنها تنبع من صميم التجربة الإنسانية الرائدة وثول معروفة بالأمثال ومن أمثالها الشعبية:
- تطلع الشمس وتملأ البلاد.
- تحت البراقع سم نافع.
- ابوزيد معروف ولو على ظهر خيشة.
- الجار قبل الدار.
- دار العزة ليلة ولا دار المهونة ألف عام.
شعراء ثول
الشاعر: محمد بن عارف
وهو من فخذ العرافنة الذي يعود لقبيلة السراحين شاعر ذو حكمة بالغة واسلوب شيق جميل سلس العبارة بارع في اختيار الألفاظ وذو طابع مليء بالصور الجميلة الأخاذة وهو من الشعراء الذين تمكنوا من دفع ادواتهم باتجاه الضوء والظهور فكان بحق من اشهر شعراء قرية ثول ومن قصائده:


قال الذي من حالة الوقت محتار
يمسي ويصبح في تهاويل وأفكار
فيما كتب للعمر في صرف الأعمار
تبع الشقاوة والتعب والتماني
العمر نهى والفنى في حراويه
ان زل يوم أقبل الليل قافيه
يقبل ويقفي في تمادي تماديه
والخاتمة تاجي بختم المباني
يا لله يا عالم بغيبي وسري
انت الذي تعلم بحالة مقري

الدغلوي
يقال إنه حمود بن عبدالرحمن شيخ الجحادلة بعد ابن حميدان ويقال إنه شخص آخر ولكن عرف أنه رجل من ذوي عمران فقد اشتهر بالحكمة والصلاح.. ومن قصائد الدغلوي:


لا يارسيلي على حر من الزلبات ناقيه
تسعه جدوده وابوه امزود العشرة بحادي
اسمه سعيدان ياللي ما تعرفونه باسميه
راعيه يفوح لياما جاه هل الركب الجيادي
الشيخ عايش بن محمد الدغلوي

هو والد الشيخ عبدالحميد بن عايش أحد كبار الجحادلة ومعروف بالحكمة والمعرفة ومن حفظة القرآن الكريم ومن الذين اشتهروا بالتعليم واشتغلوا به فكانت له معليمة خاصة ومن قصائده بعض هذه الأبيات من المجالسي:


ابديت باسم اللي عليه الجلالات
هو العليم وعالم بالحنفيات
الخالق المعبود رب السموات
اللي علا اسمه على كل عالي

عبيد أبو زنيدة
شاعر أمي لا يقرأ ولا يكتب وهو من ذوي سلامة أحد فروع قبيلة البحارة من الجحادلة تميز شعره بالبساطة والعفوية جميل الأسلوب شيق العبارة ويعتبر من أفضل الشعراء في ثول ولكن لا توجد غير هذه الأبيات من قصائده:


لا وابي إلا الكبر قمت اتشكوى من شكاوية
واشكي حفى الرجل والنفاد احسه في عظامي
والشوف يا جملة الحيان ما هو في مغاربة
اشوف من دون فض الشوف لماع العسامي
والشيب لو بجحده ما ينجحد فيه شواريه
الشيب في عارضي يا ناس يقسمها قسامي
قالوا لي انه نذير الموت وانا الموت محريه
والعمر لو طال لابدي مقاربه السلامي
المسعد اللي على طول الدوام الرب مهديه
الرب مهديه قايم في صلاته والصيامي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved