يجلس خلف شاشته الصغيرة لساعات طوال يحرك أصابعه بسرعة كبيرة على لوحة المفاتيح وعندما تنظر في تلك الشاشة المظلمة قليلا تبدو لك رموز غريبة وبرامج أغرب لم تعهدها من قبل تستغرب تركيزه الفائق على ما أمامه! تسأله ما تلك البرامج التي تعبث بها وماذا تفعل؟ إني أراك على الإنترنت ولكنك لست في أحد مواقع المنتديات ولا «الشات» حتى إن «ماسنجرك» مغلق. يلتفت إليك بابتسامة بدون معنى وعين تبرق كنسر يحلق في الفضاء يراقب فريسة على الأرض. تهز كتفيك في لا مبالاة وتتجه في طريقك للخروج. ولكن لحظة هل تعلم ماذا كان يفعل صاحبك في الخلف؟
هل تعلم أنه كان يقوم ببعض عمليات القرصنة أو الهاكرز بمعنى أوضح؟ نعم هذه هي صورة الهاكر في عيون البشر ولكن هل هذه الصورة صحيحة؟ هي قريبة من الصحة ولكنها ليست كاملة الجوانب. من خلال خبرة شخصية متواضعة أعترف أنه أصبح من الصعوبة في الوقت الحالي معرفة ما إذا كان هذا الشخص من الهاكرز أم لا بالرغم من أنه في الماضي كان يسهل تمييزهم عن غيرهم. قد يكون لسبب انتشار علم القرصنة المعلوماتية بشكل كبير دور في هذا الاختلاف ولكن يبقى الخوف والحذر سبباً آخر لهذا التخفي المطلوب والمشروع في رأيي.
إنني هنا لا أتحدث عن أطفال الهاكرز أو السكريبتات والبرامج الجاهزة كألعاب الكمبيوتر ولكني أتحدث عن فئة من المحترفين يندر أن تجدها في مجتمعنا المحلي بالرغم من أن عددهم يبدو كثيرا ولكن تعدد الأسماء على الإنترنت ينفع في كثير من الأحيان كنوع من التعددية والكثرة. هؤلاء الهاكرز يصنفون من العباقرة ومعدل ذكائهم في الغالب مرتفع نسبيا عن باقي المجتمع وهي حقيقة علمية ثابتة. ولكن يبقى هناك عدد من المزايا السيئة في الهاكرز وهي واضحة جدا للجميع منها عدم الانضباط والانصياع لأوامر من هم أعلى مرتبة كالمديرين في الغالب.
وبالرغم من أن تركيز هذه الفئة من محترفي الكمبيوتر عالية جدا ويجدر أن تجدها في غيرهم إلا أنهم يبدون أمام العامة في الغالب ضعيفي التركيز وكثيري السرحان وفي كثير من الأحيان تبدو شخصياتهم محبوبة لدى الناس حتى من دون معرفة أنهم من الهاكرز لكنهم يحبذون الانعزالية والاختلاء بأنفسهم معظم الوقت وخاصة عند عملهم على أجهزة الحاسب. ومعرفتهم تقودهم للبحث عن المزيد من المعلومات بشكل قانوني أو غير قانوني. بالطبع الحديث هنا ليس عن المخربين ولكن عن الهاكرز بشكل عام فالمخربون نوع من الهاكرز انحرف عن الطريق الصحيح. تلك المعلومات تقودهم لعالم آخر بعيد كل البعد عن عالم الإنترنت المعروف ولهذا لقبوا بسكان العالم السفلي. يغضبهم انتهاك خصوصياتهم كما يدفعهم للانتقام الاستهتار بهموم التعرض لهم.إنهم بكل بساطة عالم جذاب ولكن علمهم في نفس الوقت سلاح ذو حدين أحده ما قاتل والآخر ساحر فخطأ واحد يؤدي للانحراف عن الطريق الصحيح وكل الهاكرز يتعلمون في البداية القاعدة الأولى في هذا العالم وهي تجنب التدمير والتخريبب أي طريقة ممكنة. من وجهة نظر الكثيرين فشخصية الهاكرز محبوبة شعبيا ولحد كبير بالرغم من مخالفتهم للقانون ولكن قد تكون عبقريتهم هي سبب شعبيتهم الجارفة من يدري! قال مرة مسئول كبير بأنهم «روبن هود الإنترنت» فهل توافقه؟
Shortcut
الهجمات الإلكترونية بدأت في الاحتماء بشكل كبير والعدد أكبر من المصرح به وهي عادة التزييف الشهيرة.
كانوا يظنون أن تغيير نظام ويندوز واستخدام يونكس سيحميهم من الهجمات ولم يعلموا أن المشكلة بهم هم وليس بنظامهم.بالرغم من أن الإنترنت لديهم قبل الآخرين إلا أن الآخرين تعلموا أكثر منهم وتفوقوا على دفاعاتهم الإنترنتية بأنواعها.
| 
