Saturday 19th October,200210978العددالسبت 13 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (48/42) خالد الفيصل: كيف؟ (48/42)
مقدمة للبحث في الصِّبغيات الفكرية
خالدالشخص/ النص
عبدالله نور

يا عبدالله.. لماذا يا عبدالله؟!
بين يدي ثلاث نسخ لمجلة «المفتاحة»وهي مجلة باذخة أكثر مما ينبغي، ذات ورق صقيل وألوان خلابة وإخراج ضعيف وتبويب عشوائي، حاولت جهد النظر أن أقرأ أسماء القائمين عليها فلم احصل على طائل رغم كونها مطبوعة في مطابع الجنوب حيث تُطبع «بيادر» ولكن شتَّان بين الاثنين، حاولت ان أعثر على دليل لابواب المجلة او افهم توجهاتها فلم أعثر على شيء من هذا، فصرت أقلب النظر ذات اليمين وذات الشمال واوشكت ان أصرف النظر عنها لولا أن تدارك بصري هذا اللقاء الذي اجراه رئيس التحرير «؟؟» مع الأمير بندر بن خالد الفيصل.
لقاء قصير ليس فيه أي مجهود مبذول من رئيس التحرير فكانت الاجوبة على قدر حال السائل ولا عجب في ذلك، ان هذا الشبل من ذاك الاسد.
في مثل هذه اللقاءات هناك عدة مناسبات ولي فيها بعض التعليقات على بعض اللقاءات التي أجريت مع الأمير خالد الفيصل، لقاءات صحفية، وتلفزيونية، وندوات أدبية، واذا شئت ان ترى الأمير خالد في أروع تجلياته فالأمر يتعلق بالأسئلة ونوعيتها والدوافع النبيلة وراءها، وبظروف اخرى مرتبطة بالمزاج الثقافي في الزمان والمكان.
ليست الأسئلة كلها على نسق واحد، فبعضها عقيم، او بليد، او مجرد، او غير منتج، وبعضها على طريقة «اضرب واهرب»، وبعضها مخادع، او مخاتل، او استفزازي، وبعضها متميع مثل سائل لايمكن وصفه.
في اللقاءات الاخيرة لسمو الأمير ظهر في أحسنها ماينبغي ان يكون عليه القادة المؤسسون الحقيقيون، لقد كان يتكلم بكل مافي جسمه من قوة وايمان وعزيمة، كان في كل اجابة مقنعاً بأسلوب صاعق كالكهرباء وناعم كالحرير، وهناك بعض الاسئلة المخادعة التي يقف خلفها سائل مغرور وكان يشبع غروره بإجابة مزدوجة فيها مايرضي غروره وفيها طاقة شاحنة تنير لها طريق الادب في السؤال الخصب وليس السؤال المخادع، وكنت في بعض المواقف اخشى عليه من الملل في غياب الاسئلة المنتجة التي تدفع الموضوع إلى حيوية افضل واكثر انتاجية وفعالية، ولكن يدهشني قدرة الأمير على كبت مشاعره ومهارته في فرض المستوى العالي من التعامل مع الاسئلة وسط الفوضى والتشتت.
وفي لقاء هذه المجلة مع الأمير بندر لم أجد أسئلة ذات قيمة، والأنكى من هذا لم اجد اللغة الحية ولو على أبسط المستويات الصحفية.
هل ماتت اللغة العربية أيضاً؟!
حين كنا صغاراً في الصفوف التمهيدية في «معهد الرياض العلمي» دخل علينا الفصل مدرِّس في مادة «التفسير» وراح يشرح قوله تعالى {سّبَّحّ لٌلَّهٌ مّا فٌي السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ } فكان يشرح هكذا: سَبَّح لله أي سُبَّح لله، أي سَبَّح لله، مافي السموات أي مافي السماوات، ومافي الأرض أي مافي الأرض، فكنا نضحك من شرحه كل عمر طفولتنا إلى هذه الأيام كلما تقابلنا ولو بعد حين من الدهر، وهاهنا يقول رئيس تحرير المجلة عن الأمير بندر هكذا «بندر بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير شاب يهتم جداً بكل ما يهتم به، محاط بالشعر والامارة من كل الجهات، رياضي مميز، وفي رياضات مميزة» هكذا قال: فمالذي فهمتم او مالذي عرفتم، او مالذي تودون ان أفهمه من كلام كهذا، انه كلام ميت، ولايقل عنه في الموت إلا هذا السؤال الذي يقول: «سمو الأمير وماذا عن الفن هل تمارس منه شيئاً»، مثل هذا السؤال يسمونه السؤال الميت، مثل الذي يسألك لماذا قامت الحرب بين أمريكا والعراق، أو كيف قامت الحرب العالمية الثانية، ويسمونه «ميِّتْ» لأنه يحتاج الى محاضرة وليس الى جواب، وعلى الأمير ان يجيب عن فقرات في صميم السؤال نفسه، فيشرح ماهو الفن، وماذا يعنى بالفن، وماذا ولماذا وكيف.
وأخيراً: أنا لست الفنان الذي في خاطرك أيها السائل الكريم، ولكن هذا رئيس التحرير لم يكف عن السؤال تلو السؤال فهو لكي يسأل الأمير: هل تكتب الشعر مثل والدك يحاول ان يزبرق السؤال فيقول: «صاحب السمو.. يحيط بك الشعر من كل الجهات فأين أنت منه»؟؟ ياله من سؤال ثم يالهذا السؤال الآتي من سؤال، هكذا يقول السائل: هل حاولت كتابة الشعر ام ان ايمانك بأنه قدرة خاصة يمنعك من المحاولة»، لقد سأل ثم تبرع بإجابة غير لائقة، إذاً مالذي يدريك بأنه ممنوع لأن الشعر قدرة خاصة، ولماذا لايملك هذه القدرة وهي تصير في الغالب موروثة، وهذا النوع من الاسئلة يسمونه «السؤال المهين» لأن المسؤول في مكان محرج للغاية، فإن قال انه شاعر قيل كيف حصلت على هذه القدرة الخاصة، كيف سرقتها من الوالد وان قال لست بشاعر، قيل له ولماذا لاتقدر على ماقدر عليه أبوك!!
وأخيراً عثرت على المشرف العام، إنه الأستاذ عبدالله بن علي بن محيا، ولقد وددت ان أمزق كل هذه المقالة لأن الرجل والحق يقال ممسك بزمام الأمور في عمله على خير ما يرام، ومايزال في أول الشباب وفي قمة عطائه، والعزاء لي أنه جواد ولكل جواد كبوة!!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved