Sunday 20th October,200210979العددالأحد 14 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عندما تفْجع الصحيفة برحيل عزيز..! عندما تفْجع الصحيفة برحيل عزيز..!
حمد بن عبدالله القاضي

بقدر مافي قراءة «الصحيفة اليومية» من متعة واطلالة صباحية على ما يدور في دنياك الصغيرة والكبيرة ومن حولك إلا ان قراءة الصحيفة «تنكّد» عليك يومك احيانا عندما تفاجئك بل تفجعك وأنت تقرؤها بخبر رحيل عزيز «لم تعلم برحيله إلا من خلال سطورها»!
وهذا ما كان معي صباح السبت الماضي وأنا أقرأ صحيفة «الجزيرة» وإذا بخبر غياب الصديق الاستاذ عبدالله بن عبدالرحمن السلوم، وانتقاله الى ـ رحمة الله ـ.
لقد انتابني الريب، وجنحت فيه الى تكذيب مارأت عيناي.. ولكنها الحقيقة امامي.
** لا أزال أتخيَّل الراحل الغالي بين أروقة الامارة، وفي مكتب أمير الرياض شعلة من نشاط وعمل وتفان، وهكذا ـ في لحظة ـ يخبو هذا الشعاع.. ويهدأ هذا النشط.. ويغيب هذا العزيز.. عليه ـ رحمة الله ـ بقدر ما اعطى، وبقدر ما ساعد من محتاج، وسهل من امر مضطر، وحنا على محتاج.
** لم يخفف من غيمة الحزن والتأثر على رحيل هذا الانسان إلا تذكر قول الحي الذي لايموت «كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام»!
أجل كل من عليها فان، وكفى بذلك عزاء لنا عندما يغادرنا عزيز، ويخطف الموت من بين ايدينا قريباً.
انه ليس بيننا نحن الاحياء وبين من غادرونا الى الحياة الاخرى سوى «فارق التوقيت» كما قال احد الحكماء.
** لقد كان الراحل العزيز وزير صدق لمن ائتمنه على العمل. ووثق به سمو الأمير سلمان، وكان نعم الأمين، فقد شهد المئات الذين يأتون الى امارة الرياض يومياً جهد وعطاء وتفاني الرجل في اداء عمله، والاخلاص في حق واجب الامانة الملقاة عليه.. يحْفزه على ذلك مراعاة ربه، وحبه لمن حمَّلوه الامانة.
اذكر هنا موقفاً له تم خلال الاجازة الصيفية الماضية عندما كان سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز خارج المملكة، وبعثت للاستاذ عبدالله السلوم ورقة خاصة فيها امر يسرّ سمو الأمير سلمان، وكنت اريد من الاستاذ السلوم الاطلاع على هذه الورقة ـ فقط ـ من منطلق معرفتي بمحبته لسمو الأمير سلمان، وبعد وصول هذه الورقة الى السلوم بساعات رأيته يهاتفني شاكراً ومشيراً الى انه بعث بها الى الأمير سلمان لأنه رأى فيها ما يسره، وأراد ـ من محبته له ـ ادخال السرور عليه من خلال اطلاعه عليها.
إنه موقف يشير الى اخلاص ومحبة هذا الرجل العزيز لمن يعمل معهم وتحت قيادتهم سواء كانوا حاضرين أم غائبين.
** وبعد:
«فكيف يلمُّ» الموت روحا
توزّعت بأرواح كل الناس الطيب في الزهر»
رحم الله الغائب العزيز عبدالله بن عبدالرحمن السلوم، ورحم الله كل الغالين الراحلين من ابنائنا، وجمعنا بهم في دار لا ألم ولا فراق ولا موت فيها، في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved