Sunday 20th October,200210979العددالأحد 14 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (48/43) خالد الفيصل: كيف؟ (48/43)
مقدمة للبحث في الصِّبغيات الفكرية خالدالشخص/ النص
عبدالله نور

ليس النص الذي أقصده هو النص الشعري الموجود في ديوانه الكامل «أشعار خالد الفيصل» بل يهمني قراءة النص النثري بكل أنواعه، ويؤسفني أنني لم أجد غير خطبته المدونة في كتاب «مسافة التنمية» وإن له في معظم المناسبات خطباً يصفونها ب«البتراء» وهو وصف مطابق للقصد والحال، ولو كنت من موظفي إمارة عسير لكنت قد جمعت شروحاته على المعاملات المعروضة عليه إذ هي من النصوص التي يهتم بدراستها المؤرخون والأدباء النقاد، ولأحد المستشرقين دراسة عن تواقيع بعض الخلفاء وأمثالهم من القادة المرموقين، وكذلك الرسائل الأدبية أو الإخوانية وحتى المدونات في سجلات الشرف في معارض الرسم والمتاحف والمؤسسات والمشاريع وغير ذلك، كل هذه نصوص يجب أن نلتفت إليها من الآن قبل الدخول في «الحكومة الالكترونية» فإنها لا تُبقي ولا تذر، أما الرسم ودراسة اللوحات المعروضة والتي لم تعرض فقد يكون من المتعذر جمعها ولكن نكتفي بالمرور عليها على ضوء المصورات المطبوعة بعد جمع العدد المناسب منها. ومن الطبيعي أن مثل هذا التناول سيكون فائضاً عن العدد المرسوم من هذه الحلقات ولذا فإنها تكون في ملاحق خاصة يتم نشرها في هذه الجريدة لاحقاً.
وعودة على البداية من كلامنا عن مجلة «بيادر» ومجلة «المفتاحة» فبين يديَّ الآن مجلة «أجنحة المسافر».
هذه تختلف كليًّا عن مجلة «المفتاحة» فهي مجلة رزينة متكاملة وجيدة بدرجة عالية. ولئن كانت السياحة في المملكة من نعميات الأمير خالد فإن صدور هذه المجلة كمتخصصة في «صناعة السياحة» لهو أمرٌ يدعو للفخر والإعجاب معاً.
وقد جاء في التوصيف «مجلة شهرية/ متخصصة بالسياحة والسفر» تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر، ولها نائبان لرئيس التحريرالذي لم يذكر اسمه وهما عبدالله العمري ومحمد محجوب، وهي من الحجم المتوسط «ص» ومبوبة تبويباً حسناً مع إخراج حسن وتوزيع حسن للألوان، ومزينة بصورة الأمير خالد «صورة غلاف» ومتوجة بموضوع عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وثلاثة مواضيع تحتل العدد بأكمله مع الأخبار والمنوعات، لكن الأهم عندي هناك مقالتان للأمير خالد، واحدة في قلب المجلة بعنوان «السياحة سلعتنا النقية» والأخرى على الغلاف الأخير بعنوان «الإعلام يرسخ سياسة الوطن».
ربما، لأبناء هذا الجيل يبدو الأمر من تحصيل الحاصل، والأمر في البداية ليس كذلك بالقطع، فلقد كنَّا نحن الذين نُحيط به ولا أستثني أحداً، كنَّا نضحك في أعطاف جيوبنا حين نسمعه يتحدث عن المستقبل السياحي في «عسير» ولم يكن هذا مؤمّلاً في المستقبل البعيد، بل كان في حكمة المستحيل، وعلى أبناء هذا الجيل أن يمعنوا النظر في عبارة «السياحة سلعتنا النظيفة» عليهم أن يمعنوا النظر في كلمة «نقية» ما معنى «نقية» وهل هناك سياحة غير نقية؟
نعم هناك سياحة أخرى لا تتوفر في بلادنا ولكن تتوفر في بلاد أخرى يقصدها هواة القطط الليلية والرقيق الأشقر و«المُثَلَّجات» و«المُفحَّمات» والباقي معروف وليس يتوفر في بلادنا، ولكن لدينا سياحة «نقية» أجهد الأمير نفسه في تأسيسها بكل ما لديه من جهد جهيد وعزم أكيد حتى صارت بلادنا ولله الحمد مقصد الملايين من أهلنا في الداخل والخارج والبلاد المجاورة.
وقد سبقت الإشارة إلى ذكر العدد الوفير من المرافق والمنتزهات والتسهيلات والفنادق ونحوها، ولم يقتصر ذلك على عسير وحدها بل تجاوز ذلك إلى المناطق الأخرى.
كل ذلك والأمير طموح في جذب المستثمرين من كبريات الشركات ورؤوس الأموال ليؤسس مشاريع سياحية عاجلة تَبُزُّ أحسن المشاريع في الشرق الأوسط وبأسرع وقت ممكن، وهو يطمح في العام القابل في أن تظلَّ عناصر الجذب السياحي قادرة على استمراريتها طوال العام صيفاً وشتاءً. وكان المؤمَّلُ قبل عشرة أعوام تقريباً أن تكون المنطقة متخصصة في النشاطات الرياضية المعنيَّة بألعاب القوى وغيرها، لأن المنطقة مؤهلة من كل النواحي لهذا النوع من الرياضات، ليس للسعوديين فقط، بل للعالم العربي بكامله، ولمن يرغب من البلدان الأخرى ولكن لا بد من القليل من الصبر وكل شيء بعزيمة الرجال لابد وأن يتحقق ويصبح المستحيل في متناول اليد وتحت النظر.
يقول الأمير في مقالته بعنوان «السياحة سلعتنا النقية»: علينا جميعاً إذن أن نُروِّج لسلعتنا السياحية «النقية» من خلال حسن التعامل مع ضيوفنا، وعلينا أن ندرك أننا الآن «صُنَّاع سياحة» وأن كل إنسانٍ في المنطقة هو عضو في آلية هذه الصناعة، وأنه يعيبنا كثيراً أن نسيء إلى السائح بأية صورة، فهو ضيفٌ لمنطقة تعرف جيداً واجب الضيافة، كلُّنا على يقين من أن مصلحة المنطقة وأبنائها هي في المحافظة على السائح وضمان عودته بالمعاملة الحسنة وبشاشة الوجه، بل والتغاضي عن الهفوات البسيطة منه، وعدم تصعيد الخلافات، والعقلانية في التربح وما إلى ذلك مما يؤكد مصداقيتنا في عيون القادمين.
وأُهيب بالإخوة المواطنين والزائرين على السواء أن يحفظوا ويحافظوا على المرافق السياحية والمرافق العامة ونظافتها، فقد أُقيمت من أجلكم والحفاظ عليها، كما لا يخفاكم، واجب ديني ووطني... وإنساني.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved