Thursday 24th October,200210983العددالخميس 18 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خالد الفيصل: كيف؟ (48/47) خالد الفيصل: كيف؟ (48/47)
مقدمة للبحث في الصِّبغيات الفكرية خالدالشخص/ النص
عبدالله نور

العنود بنت عبدالله ابن محمد آل سعود
هي سمو الأميرة العنود بنت عبدالله بن محمد آل سعود، قرينة الأمير خالد الفيصل وأم أولاده، وشريكته الأولى من الألف إلى الياء، ليس قبلها شيء وليس بعدها شيء، امرأة حازمة إلى أبعد ما يصل إليه الحزم، ولها تميز ملحوظ في نوعية الحياة الهادئة المطمئنة والنور المشع المتجدد الذي يتميز به منزل الأمير حين كان في الرياض وفي بقية مساكنه الأخرى في عسير وفي جدة وفي منزله في الرياض، وكنت فيما سبق قد غلطت في اسمها واختلط باسم والدته هيا بنت تركي، والصحيح أنها بنت عبدالله بن محمد، أما الوالدة رحمها الله فهي هيا بنت تركي.
لا أكون مبالغاً إذا قلت بأن من المستحيل أن تسمع في منزل الأمير صوت إبرة أو صوت خادم أو صوت آلة أو صوت أي حركة من نوع الأصوات المعتادة في بقية المنازل، وبالرغم من كونها ذات دور بارز في الاشراف على الأنشطة النسائية الموازية في منطقة عسير، ولها إسهام مكمل في بقية الأدوار الانمائية من أول خطوة إلى الآن، ولكن قدرتها العجيبة في إذكاء شعلة الابداع المشترك فيما بينها وبين الأمير أمر لا نظير له البتة.
حدثني غير واحد من أهل عسير أنها كانت دوماً تفاجئ المدرسة التي يدرس فيها الأمير سعود في أبها، وحين عرفت أنه يتفوق على أقرانه لم تطمئن لما عرفته، بل اتصلت بنفسها بالمدرسة لتسأل وتحقق وتفهم كيف تفوق؟ ولماذا؟ وهل روعي في ذلك لأنه ابن الأمير خالد وكيف ولماذا ومتى وأين، وصارت تدرس كافة البيانات وتدقق فيها حتى اطمأن قلبها إلى النتيجة نفسها، كل هذا وهي دائماً في تكرار التعليمات السابقة واللاحقة بألا يكون للأمير سعود أي امتياز عن زملائه في أي أمر من أمور الدراسة والحياة التعليمية بأكملها.
نسيت أن أذكر بأن هذا كله يسري على اخوته الذين تخرجوا من قبله، بل نسيت أن أذكر بأن سمو الأميرة - رعاها الله - قد نشأت في حبوة من سمو الأميرة الراحلة حصة الأحمد السديري والدة مولاي المليك الفهد وبقية الإخوة الميامين، فلا عجب من نجابة الأصل وزكاء البيت والتربية وأصالة النبع والمحتد والفرع والغرس الطيب في الأرض الطيبة.
ولا عجب مع هذا كله أن يسميها الأمير «قصيدة العمر» وان يهديها ديوانه ومجموع أشعاره وأن يكون الاهداء في تاج أول الديوان، وقد جعلها شمس محبته في دنياه، ووصف صور قصائده كلها بأنها لمحة من خيالها، ووصفها بكونها «عنود الصيد» ووصف عمره أو حياته بأنها كلها قصيدة حب مهداة للعنود، يقول الأمير: إلى قصيدة العمر أمر بندر:


لك يا عنود الصيد حرفي ومعناي
عمري قصيدة حب قدمتها لك
معك أشرقت شمس المحبة بدنياي
صورة قصيدي لمحة من خيالك

صدق الأمير، فمن يتمعن في شعر الأمير كله فإنه يصل إلى نتيجة مؤداها أن الحب والعمل هما الرمزان الأساسيان في انقاذ روحه من العدم، أو هما المجدافان اللذان يمخر بهما عباب العاطفة بكل مياهها وبحارها اللامتناهية.
الحب والعمل وجهان متقابلان متعانقان كالوجود والعدم، والحب في كل أشكاله المتسامية في الوجدان الطبيعي والإنساني، والحب في شكله الفروسي حيث تكون المرأة مركز الدائرة ومركز الخلاص، وفي كل أشعار الأمير خالد تتبدى المرأة المنقذ الذي يستدعيه في الليل، والأنجم، والسهر، والشعور بالضعف والتعب.
إنها روحه الذائبة في كل ما هو جميل ومقدس وخالد، إنها دوماً في حالات متماهية في صورة الظبي مرة، وصورة الفرس مرة أخرى، وفي صورة الضمير المستتر مرات ومرات، إنه دائماً في حالة احتفال بالذكريات الجميلة والرائعة، ودائماً حزين وحزين أبداً لأن الوقت سريع الزوال، وأنه لا حيلة لديه للإمساك به أو الإمساك بأطياف الذكريات ولا حيلة إلا أن يحتفل بالذكريات التي يمارس تخليقها من حرير الزمن الذي لا يعود، إن هذا الحب هو رمز خلاصه ورمز عذابه.
أما الرمز الثاني فهو العمل والعمل المتواصل والمتجدد والدائم والقوي حتى صميم الروح، ولأن حبه عظيم فإنه لا يرغب إلا في كل عمل عظيم، لا بل عظيم وخالد، إنه بالعمل يتحدى الزمن المتغير والتعب الراكد، طالع إلى وجه الأمير عندما يفتتح مشروعاً كان في حكم المستحيل تراه يشرق مثل الشمس في جبين الفضاء الرحب، مثل شمس محبته التي لا تدعه يستريح ليلتقط أنفاس القصيدة إلا لكي يعاود الرحيل في صحراء اليباب والاغتراب والعذاب، وهكذا هي حياة خالد حب صامد، وعمل صامد، وشعر صامد.
استدراكات ضرورية وهامة
طالما أنني استدركت وصححت اسم العنود الكامل فلا بأس من الاشارة السريعة إلى بعض الأوهام والأخطاء التي حصلت في مقالاتي السابقة ومنها على سبيل الذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سعد بن فيصل بن عبدالعزيز شقيق الأمير خالد الفيصل مولود في الطائف وليس في الأحساء، ومنها أن تخصص الأمير خالد هو «اقتصاد وعلوم سياسية» وليس «ميزانية» ومنها أن القصة التي مرت حول زيارة الراحل الشهيد الفيصل لبريطانيا لم تشمل الزيارة جامعة أكسفورد وحكاية «الروب» الذي خلعوه ليست سوى وهم ولا أساس لها من الحقيقة، ومنها أن الأستاذ محمد الوابل كان الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية إبان تأسيسها إلى أن ترك المؤسسة، وهناك من الأخطاء المطبعية مالا داعي لذكره، غير أنه لابد من الاشارة إلى أن جميع المقالات السابقة قد كتبت في مدى أيام قليلة معدودة على الأصابع بناءً على طلب الأمين المساعد لمؤسسة الفكر العربي الأستاذ علي موسى حيث طلب مني إعداد نبذة عن منتدى الأمير خالد الأدبي فأحببت كتابتها ونشرها على عجل، ولقد بدا لي أو بدا لبعضهم أن يطبعها في «كتاب» فإن صحت النية فإنني سأعيد صياغتي بشكل أفضل وبلغة أجمل وفي هيكل أكمل. لأن هناك عشرين نقطة تأخذ عشرين حلقة تزيد عن هذه الحلقات تغطي نشاطات:
1- مؤسسة الملك فيصل الخيرية، 2- جائزة الملك فيصل العالمية بفروعها الكاملة، 3- مركز الملك فيصل، 4- متحف الملك فيصل، 5- وهذا مهم جداً وهو موضوع «الحب الفروسي في شعر الأمير خالد الفيصل، المرأة كأنموذج»، 6- توسع في القضايا التي أوجزتها في شعره مثل :
1- الشعر والزمن «لاهنت»، 2- الاغتراب الايجابي، 3- التسامي بالحب، 4- التسامي بالمدح والفخر «وطنيات»، 5- سلطانيات، 6- شعر الاعتراف كريادة غير مسبوقة، 7- العرضة: قصيدة العرضة كريادة غير مسبوقة، 8- التجديد في الأوزان، 9- الشوارد وما جرى مجرى الأمثال.
خالد الفيصل: كيف؟!


يا غالي الأثمان غلوك بالحيل
من يوم سمُّوا بك جميل المحيا
شخصٍ تِمنِّيته على العدل والميل
والحمد لله يوم خِلِّي تهيا
أشَبِّهه باللي عسيف من الخيل
تِلْعبْ ونا حبل الرَّسن في يديا
أورق غرامه مثل غرس على سيل
مشهاة قلبي يوم جالي شِهيا
أعِنّ له عنَّة هَلِ الكيف للهيل
ما ذاق راعي الكيف ذقته هنيا
حِبَّه سرى بي سَرْية الغيم بالليل
نسيم ليلَه مَالِ للشوق هَيَّا

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved