* موسكو الوكالات :
أفادت أجهزة الأمن الروسية التي أوردت تصريحها وكالة أنباء انترفاكس ان مفاوضات بدأت أمس الخميس مع المجموعة الشيشانية التي تحتجز مئات الرهائن في مسرح في جنوب موسكو في وقت أفرج فيه عن خمسة رهائن، وكان مسلحون لفوا اجسادهم بالمتفجرات قد اقتحموا مسرحا أثناء احدى الحفلات أول أمس وزرعوا فيه قنابل وهددوا بقتل الرهائن إذا حاول رجال الامن اقتحام المبنى.
وأفاد الكسندر ماتشيفسكي ممثل الكرملين في المكان ان ممثلا للسلطةالروسية يتحدث إلى المقاتلين الشيشان.
وأفاد مراسل وكالة «انترفاكس» للانباء عن افراج المجموعة عن خمسة رهائن بينهم أجنبي، والأربعة الباقون هم ثلاثة أطفال وامرأة وفق المصدر ذاته.
وكانت المجموعة أعلنت في وقت سابق انها أفرجت عن كل الاطفال.
وذكرت وكالة ريا-نوفوستي نقلا عن خلية الازمة التي شكلتها السلطات الروسيةان محتجزي الرهائن يقترحون استبدال كل عشرة رهائن بنائب روسي، وكان المقاتلون الشيشان أعلنوا على موقعهم على شبكة الانترنت ان مساعد قائد المجموعة موفسار باراييف أعلن حوالي الساعة العاشرة في موسكو ان المجموعة تستعد للافراج عن ثلاثين أجنبيا من الرهائن.
وقد توجه سفير النمسا وعدد كبير من الدبلوماسيين الالمان والاستراليين والبريطانيين والهولنديين والامريكيين صباح أمس إلى مكان احتجاز الرهائن بانتظار الافراج عن رعايا بلادهم.
أكد ناطق باسم المجموعة الشيشانية الخاطفة ان أيا من المحتجزين لم يصب بأذى. وقال الناطق في مقابلة مع راديو لندن ان المسلحين الشيشان جادون وانهم سيبدأون في تصفية الرهائن في غضون أيام إذا لم تستجب لمطالبهم، ويطالب الخاطفون المدججون بالسلاح بانهاء الحملة العسكرية الروسية في الشيشان.
وأشارت القناة إلى ان المجموعة المسلحة تطالب بانسحاب الجيش الروسي من الشيشان في غضون سبعة أيام وهددت بنسف المسرح بمن فيه إذا ما حاولت الشرطة اقتحامه وأشارت مصادر إلى ان وضع الرهائن في داخل المسرح صعب للغاية خاصة مع تناقص الاغذية ومياه الشرب رغم ادخال بعضها إلى المبنى.
ومن جانبه ذكر راديو مونت كارلو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألغى زيارة مقررة لالمانيا والبرتغال بسبب عملية احتجاز الرهائن.
وقال الراديو: إن الحادث اثر على مجمل الوضع السياسي في موسكو حيث اعلنت وزارة التربية والتعليم اغلاق المدارس الواقعة في احياء قريبة من مكان الاحتجاز خشية وقوع حوادث ارهابية مشابهة.
وأضاف الراديو ان المهاجمين لم يسمحوا بوصول سيارة كانت تحمل مواداً غذائية وماء إلى الرهائن.
وأفادت انباء من جانب آخر ان شرطيا روسيا لقي مصرعه عندما حاول دخول المسرح الذي يسيطر عليه المسلحون الشيشان.
وقالت القناة: ان الشرطي كان قد اقترب من المبنى الرئيسي للمسرح متظاهراً بالسكر وعندما لم يلتزم بانذار المسلحين تم اطلاق النار عليه.
وأفاد راديو «العالم الان» الذي يبث من أمريكا ان البيت الابيض أصدر بيانا أعرب فيه عن تضامن الحكومة والشعب في الولايات المتحدة مع الشعب الروسي في هذا الوقت العصيب.
وأضاف البيان ان ما من قضية أو مصالح وطنية تبرر احتجاز الابرياء كرهائن.
وأشار الراديو إلى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عقد اجتماعا طارئا في الكرملين مع كبار مساعديه لبحث الوضع، وذكرت التقارير أنه سمع صوت انفجار كبير بالقرب من المسرح الذي يتم فيه احتجاز الرهائن.
وذكر تليفزيون «بي.بي.سي» الاخباري البريطاني أمس الخميس أنه سمع أيضا صوت إطلاق نار في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات مع الخاطفين.
وأشار التليفزيون إلى أن اثنين من البرلمانيين من أصل شيشانى يقومون بالتحدث للخاطفين في حين تحاصر مجموعة من القوات الروسية المسرح من الخارج مشيراً إلى أن هذه هي أكبر عملية جريئة من نوعها يقوم بها مسلحون شيشانيون في روسيا.
يذكر أن القوات الروسية دخلت الشيشان لأول مرة منذ 8 سنوات بدعوى القضاء على الثوار الشيشانيين ثم انسحبت منها بعد ذلك في شهر يونيو عام 1996 أمام المقاومة الشيشانية ثم عاودت حملتها العسكرية مرة أخرى في عام 1999 بعد اتهام المسلحين الشيشانيين بمسؤوليتهم عن انفجارين وقعا في مبنيين سكنيين في موسكو وراح ضحيتهما المئات من الاشخاص، وأعلنت احدى الرهائن في اتصال هاتفي مباشر مع إذاعة «أصداء موسكو» صباح أمس ان الاشخاص المحتجزين يخشون ان تؤدي العملية إلى وقوع مجزرة كما حصل في بودينوفسك (جنوب روسيا) عام 1995.
وقالت طبيبة القلب ماريا بصوت هادىء نحن فعلا خائفون ان يحصل هنا ماحصل في بودينوفسك الناس من حولي قالوا لي ان كل شيء كان هادئا في بودينوفسك ثم بدأ الهجوم وقتل أناس فيه.
وأضافت فعلا لا نريد ان يحصل هجوم للمرة الاولى نريد حلا سلميا.
ومن جهة أخرى قالت مراسلة لإذاعة «أصداء موسكو» محتجزة في المسرح ان أفراد المجموعة المسلحة أطلقوا عيارات نارية من أحد أبواب المبنى.
وقالت: لا نعلم لماذا حصل اطلاق النار مضيفة ان الرهائن مصابون بالذعر ويطالبون بعدم شن أي هجوم.
وأكد مراسل وكالة فرانس برس في المكان ان عيارين ناريين أطلقا على مايبدو خارج المسرح.
| 
