Friday 8th November,200210998العددالجمعة 3 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أسرة آل الراشد، ودورهم مع الملك عبد العزيز: (1- 2) (أولا: دور الشيخ عبد الله بن راشد في عسير) أسرة آل الراشد، ودورهم مع الملك عبد العزيز: (1- 2) (أولا: دور الشيخ عبد الله بن راشد في عسير)
د : عمر بن غرامة العمروي

اطلعت على ما نشرته جريدة الجزيرة الغراء بعدديها، الاول: رقم «10911» وتاريخ 14/6/1423هـ بعنوان: «بلد القصب»، والثاني: رقم «10960» وتاريخ 24/7/1423هـ بعنوان: «الملك عبد العزيز زار القصب ثلاث مرات في ضيافة إبراهيم بن راشد».
وبعد قراءتي لهذين المقالين، سررت كثيرا بمعرفة أسرة الشيخ عبد الله بن راشد، ذلك العالم الفرضي البارع، وأحد علماء نجد الكبار، واحد الدعاة المصلحين في الاقطار، الذي رسخ العقيدة، وبين ما اندرس من الشريعة، الى كل من طالتهم الخرافات والبدع، وغمرتهم الامور الشركية من كل فاسق ومبتدع، في جزيرة العرب مهبط الوحي، وبلد الحرمين الشريفين، قبل توحيد اقاليمها على يد القائد المؤسس الباني جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، الذي قضى على الخسران والهوان، بحد السيف والسنان، مستمدا نهجه الذي رسمه لحكمه ودولته من وحي السماء، وسنة خاتم الانبياء والمرسلين - عليه الصلاة والسلام - فجعلها دولة اسلامية، لا شرقية ولا غربية، شعاره راية التوحيد العملاقة، التي رفعها وجعلها في كل الاقاليم خفاقة، فأبدل الفرقة بالجماعة، والمعصية بالطاعة، والشقاء بالسعادة، والعمى بالبصيرة، فضعضع الله اركان أعدائه، وزلزل أقدامهم، ونخب قلوبهم، وهزم أفئدتهم، وأرعب قلوبهم فطاشت سهامهم وخيب آمالهم، وكذب ظنونهم، نصر الله، فنصره، ورفع شأنه - فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته آمين، والحمد لله رب العالمين.
أعود فأقول: نعم سررت بمعرفة أسرة الشيخ عبد الله بن راشد، الذي سأتحدث عنه في هذا المقال بشكل موجز، القصد من ذلك إيضاح بعض الحقائق القيمة، ومنها:
1- وفاته وقد ورد في كثير من المراجع، وهو يخالف الواقع.
2- دوره الأول مع الملك عبد العزيز، في استمالة شيوخ وقبائل اقليم عسير، وما قام به من اعمال في النصف الاول من عام 1338هـ.
3- دوره الثاني مع الامير عبد العزيز بن مساعد حتى سقطت عسير.
4- دوره الثالث في رئاسة الوفد السعودي، وابرام اتفاقية صبيا المشهورة نيابة عن جلالة الملك عبد العزيز مع السيد الادريسي.
ولما تقدم بيانه اقول: انه بناء على ما لدي من حصيلة علمية «وثائقية» عن ذلك الشيخ الفاضل، وعن ابناء اسرته الكريمة الذين كانوا للملك عبد العزيز، سندا وعونا بعد الله، فسأبدأ بالبيان عن الشيخ عبد الله فأقول:
اسمه ونسبه: هو العالم الجليل، والفرضي الشهير الشيخ عبد الله بن محمد بن راشد بن جلعود العنزي(1)، من قبيلة عنزة المشهورة.
مولده ونشأته: ولد في قرية «بابة» من أعمال القصب، احدى بلدان الوشم سنة 1279هـ، ونشأ في حضانة ابويه، فربياه وأحسنا تربيته، فلما بلغ السابعة من عمره دفعه والده الى معلم يعلم القرآن في بلد القصب يومئذ، فتعلمه وحفظه عن ظهر قلب، ثم شرع في طلب العلوم الشرعية، على يد علماء الوشم، ثم ارتحل مع ابيه الى روضة سدير، فاستوطنها سكنا ولازم علماءها، وأخذ عنهم اصول الدين وفروعه، والحديث وعلومه، والقرآن وعلومه، فلما كان نبيها، ذكيا، محبا للعلم، متفانيا فيه انتفع بما تعلم، وتفتحت آفاقه، وعلت همته وطلب المزيد.
فرحل الى الرياض، وفيها تزود بالعلوم، وطلب المعيشة حيث اشتغل بالزراعة في احد بساتين ضاحية «صياح»(2)، وتقع صياح الى الغرب من وسط مدينة الرياض اليوم، على جانب وادي حنيفة، وفيما بين باطن الرياض ومنفوحة، وصياح هذه هي التي اغار عليها ابن رشيد سنة 1306هـ فقطع نخلها، وخيم فيها وفرض حصاره على الامام عبد الرحمن بن فيصل، وعلى الرياض يومئذ، وفي ذلك يقول شاعر ابن رشيد:
ما حلى بصياح من يوم بنينا الخيام
والبيوت السمر والخيل والمركي وراه
واصل الشيخ ابن راشد تعليمه ليلا وفي الصباح الباكر، ولازم علماء الرياض الكبار، واشتغل باقي نهاره بالزراعة للكسب الحلال، فما منعه تعليمه عن الكسب، ولا منعه كسبه عن التعليم، وهذه سمة الرجال الأشداء، فكان الشيخ عصاميا، مجدا ومجتهدا، فذاع صيته وشاع، فاستحق بذلك ان يطلق عليه لقب: فرضي زمانه - رحمه الله.
اشهر شيوخه الذين أخذ عنهم العلم(3).
1- علماء آل عتيق في الوشم.
2- الشيخ علي بن عيسى قاضي شقراء.
3- علماء آل شبانة في سدير.
4- العلامة الشيخ سليمان بن سحمان في الرياض.
5- الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ.
6- الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ.
وعندما أصبح عالما محيطا بأمور الشريعة السمحة اجازه شيوخه الذين أثنوا عليه وأكبروه، فجلس للتدريس في الرياض يعلم ابناءها، ومن اشهر تلاميذه الذين اخذوا عنه العلم(4):
1- الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاء في الحجاز.
2- الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية.
3- الشيخ عبد اللطيف بن ابراهيم آل الشيخ.
4- الشيخ محمد الناصر الحناكي.
5- الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رئيس الهيئات زمن الملك عبد العزيز.
6- الشيخ عبد الرحمن بن عودان.
7- الشيخ محمد بن علي البيز رئيس محاكم الطايف سابقا.
8- الشيخ فيصل بن عبد العزيز المبارك.
9- الشيخ عبد العزيز ابو حبيب.
وكل هؤلاء تولوا مناصب في عهد الملك عبد العزيز، وعهد ابنائه الذين تولوا الحكم من بعده - رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته.
وفاة الشيخ عبد الله: ذكرت كل المصادر انه توفي في شهر شعبان من عام 1339هـ، والصحيح ان وفاته - رحمه الله - كانت في ليلة الاربعاء الثاني من شهر محرم من عام 1339هـ، وفي مدينة ابها وهو يؤدي واجباته في الدعوة الى الله، وفيما كلفه به ولي الامر تجاه دينه، ووطنه، وامته، بعد ان ابرم اتفاقية صبيا مع السيد الادريسي، كما ثبت عندي من نص الوثيقة، المرسلة من الشيخين: ناصر بن حمد الجار الله، وفيصل بن عبد العزيز المبارك اعضاء الوفد، الى جلالة الملك عبد العزيز يعزيانه في الشيخ عبد الله، ويخبرانه بما تم مع الادريسي فقالا:
«من ناصر بن حمد الجار الله، وفيصل بن عبد العزيز المبارك الى جناب المكرم المحترم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل وفقه الله لما يرضيه ، وجعله ممن يخافه ويتقيه آمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والموجب هو ابلاغ جنابكم جزيل السلام والسؤال عن احوالكم.. الى قولهما: وفي مدة إقامتنا في صبيا حصل بعض قل الصحة لبعض الاخوياء.. وعند الخروج قدر الله على الشيخ عبد الله مثل الحمى يحصل معه فتور وقل لكل ما يثبت على ظهر المطية ثم تزايد عليه المرض في الدرب وجعلنا له سرير، وبعد وصولنا ابها توفي في ليلة الاربعاء الثاني من محرم، نرجو الله أن يحسن عزاكم فيه ويجبر مصيبتكم، ويغفر له، ويرحمه ويجمعنا به في دار الكرامة» هذا من نص الوثيقة الطويلة، التي ذكرا فيها اخبار رحلتهما كلها، والمحررة في يوم السابع من شهر محرم من عام 1339ه(5).
اخوانه، وابنائه من بعده: خلف من الابناء ثلاثة:
1- الشيخ عبد الرحمن، في الرياض، وله خمسة من الولد، وهم:
أ- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن، مساعد رئيس محاكم الرياض سابقا.
ب - عبد المحسن بن عبد الرحمن، من طلبة العلم القدامى ومن حفظة القرآن.
ج - محمد بن عبد الرحمن، كان موظفا في الحرس الوطني.
د - الشيخ صالح بن عبد الرحمن، وهو من خريجي كلية الشريعة القدامى وصاحب مكتبة الرياض الحديثة، اول مكتبة في المملكة العربية السعودية.
هـ - الشيخ سعد بن عبد الرحمن، طالب علم، وهو صاحب مكتبة المعارف في الرياض.
2- عبد المحسن بن عبد الله بن راشد، في سدير، ولم يخلف الا بنتا.
3- محمد بن عبد الله بن راشد، في سدير وقد خلف ابنا اسمه «محمد».
كما كان له من الاخوة اربعة، وهم:
1- ابراهيم بن محمد بن راشد، المشرف على القصب بأمر الملك عبد العزيز.
2- عثمان بن محمد بن راشد.
3- راشد بن محمد بن راشد، امير القصب من الملك عبد العزيز.
4- علي بن محمد بن راشد.
وسيأتي الحديث عنهم ان شاء الله في الحلقات القادمة(6).
الشيخ عبد الله بن راشد في كتب العلماء والمؤرخين:
قال عنه القاضي(7): «كان ابن راشد على جانب كبير من الاخلاق العالية، والصفات الحسنة، وكان له مكانة مرموقة عند الناس، وعند الملك عبد العزيز آل سعود، وصحبه مرتين، ثم بعثه مع الامير عبد العزيز بن مساعد الى عسير، واستولى ابن مساعد عليها».
وقال الشيخ البسام(8): «كان محل ثقة الملك عبد العزيز - رحمه الله -، فكان يبعثه في مهام الامور، فكان ينهي هذه الامور على أكمل وجه، وكان من آخر تلك المهام ان بعثه الى ابها مع الامير عبد العزيز بن مساعد.. الى قوله: ولبث بالقرب من ابها مع الجيش المرابط حتى توفي هناك».
وقال الشيخ هاشم النعمي: «وصل الى ابها.. وفد من الملك عبد العزيز - رحمه الله - برياسة محمد بن سلطان، والشيخ عبد الله بن راشد.. الى قوله: ولم يكن يخفى على الملك عبد العزيز ما يجري في عسير من أحداث في تلك اللحظة الحرجة، بل كان على علم تام بذلك من خلال ما يصله من الوفد السعودي الذي كان في أبها حين ذاك».
ثم قال: «بعث الملك عبد العزيز وفدا الى ابها مرة ثانية مؤلفا من خمسة مشايخ كبار، من ضمنهم: الشيخ عبد الله بن راشد الذي مربك ذكره، والشيخ فيصل المبارك، للاصلاح بين حسن والمتظلمين من عسير، غير ان حسنا اعتبر تلك الوساطة تدخلا في شؤون عسير الداخلية، وقد رجع الوفد من حيث اتى دون نتيجة»(9).
قلت: وهذا كله في النصف الاول من عام 1338هـ، ثم قال الشيخ النعمي: «وفي النصف الاخير من شهر شعبان 1338هـ وعندما لم تنجح المفاهمة السلمية، جهز الامام عبد العزيز قوة ضاربة قوامها ثلاثة آلاف مقاتل، وفيها عدد من الفرسان من اهل الخيل بقيادة الامير عبد العزيز بن مساعد لتوطيد الامن في عسير».
وقال الشيخ العقيلي(10): «وانقضى النصف الاول من عام 1338هـ في العرض والغراء والاستمالة، فلم تجد نفعا اذا، فلا تعدم وسيلة اخرى، فيتقدم بعض رؤساء القبائل بالتقدم الى الرياض شاكين ما نالهم من ظلم آل عائض، فيبادر الرياض الى التوسط في ازالة تظلماتهم فيرفض آل عائض تلك الوساطة بزعم انها تدخل سياسي في شؤونهم الداخلية، فيفر المتظلمون - وقد أريد البطش بهم - الى الرياض، وفي النصف الاخير من العام نفسه يتحرك جيش قوي من الرياض بقيادة الامير عبد العزيز بن مساعد الى عسير».
قلت: اما قوله: «تقدم بعض رؤساء القبائل بالتقدم الى الرياض شاكين ما نالهم من ظلم آل عائض» فهذا وقع في شهر صفر من عام 1338هـ، وكان وفدا كبيرا، لكنها لا تحضرني اسماؤهم الآن كلهم بل بعض منهم، لكن رؤساء القبائل ووجهاءها اعادوا التظلم والشكوى في تاريخ 15 من شهر ذي الحجة سنة 1338هـ، يوم ان كان الاميران حسن ومحمد آل عائض في الرياض، فبعثوا برسالة الى جلالة الملك عبد العزيز يقولون فيها بما نصه:
«من طرف آل عائض حسن ومحمد، حنا ندخل على الله، ثم عليك عدم رجوعهم الى طرفنا لأن رجوعهم عندنا ما يصير منه الا خراب بين القبائل، وخراب معاملة بيننا وبين المسلمين، لازم يحدونا على الخراب لان الفتنة منهم بدت واليهم تعود، وحنا ندخل على الله ثم عليك عدم رجوعهم الينا» هكذا قالوا والوثيقة طويلة(11).
وقال الدكتور محمد آل زلفة: الذي ذكر جوانب كثيرة عن دور الشيخ عبد الله بن راشد في ضم عسير الى الملك عبد العزيز، مع قائد القوات السعودية الامير عبد العزيز بن مساعد بعد بسط النفوذ استباب الامن في ابها وفرض النظام قال الدكتور: «كان اول اهتمام للنظام الجديد في عسير، هو ترسيخ وجوده، فقد بعث السلطان عبد العزيز بالتعليمات والتوجيهات الى الامير عبد العزيز بن مساعد، والشيخ عبد الله بن راشد، الواجب عليهما اتباعها في تسيير امور الحكم والادارة في الاقليم، ويجب ملاحظة ان «الملك» عبد العزيز اعطى لقائديه حرية التصرف فيما يريانه مناسبا، ولا يتفق مع تعليماته على ان يطلعانه على كل ما يفعلانه قائلا: «يرى الحاضر ما لا يرى الغائب» وقد وردت التعليمات في ملحق رسالتين بعث بهما الى كل من ابن مساعد، وابن راشد نشرهما مؤلف كتاب: «الامير عبد العزيز بن مساعد» ولم ينشر الرسائل(12).
قلت: وقد أثبتها الدكتور ابن زلفة في كتابه نقلا عن كتاب ابن مساعد المذكور، وهذا مما يثبت ان الشيخ عبد الله بن راشد، كان له دور كبير في ضم عسير كلها الى ملك الملك عبد العزيز، وقد ظهر ذلك جليا في اعمال ابن راشد وما ذاك الا لعلمه الواسع، وعقله الراجح، وإخلاصه الظاهر والباطن، خدمة لدينه وولي امره، ووطنه، ومجتمعه.
وكما كان الساعد الايمن، والمستشار للامير ابن مساعد، والقاضي والداعية، فكذلك كان الامير لا يتخذ اي قرار الا بموافقة الشيخ عليه، ذلك ان الملك عبد العزيز، كان يصدر الاوامر لهما بذلك على السواء، ويوصيهما بالثبات والتدبر فيما يعملانه، كما تشهد بذلك الوثائق وهي كثيرة، ومنها رسالتهما الى الشيخ مصطفى النعمي، التي بعثا بها في 26 من ذي القعدة سنة 1338هـ وفيها قالا: «من معلومكم ان قطعة عسير في سابق الامر قبل تغلب الدولة «التركية».. في ملك آل سعود وسيرتهم فيه معلومة في اقامة الدين» الى آخر ما ورد في الوثيقة، وهي طويلة (13).
وكذلك رسالة جلالته اليهما بشأن السيد الادريسي وقد أوضح فيها ما يجب ان يفعلوه مع الادريسي فقال(14): «من طرف الادريسي لابد انكم قد عرفتوا نتيجته، ولا توهقون معه في جميع امر فيه خلل على المسلمين، ورعاياهم الذين عنده، والذي مشتهينه ممن يواليه»(15) هكذا نص تعليمات الملك الى الامير ابن مساعد والشيخ ابن راشد على السواء.
وعن دور الشيخ ابن راشد في اتفاقية صبيا مع الادريسي قال الدكتور محمد آل زلفة(16) «توجه الشيخ ابن راشد على رأس وفد مكون من: ناصر بن محمد الجار الله، وفيصل بن عبد العزيز المبارك، الى مقر الادريسي في صبيا، وجرت بين الطرفين محادثات نتج عنها توقيع اتفاقية اخوية اسلامية، تم بموجبها ادخال منطقة عسير السراة بكاملها وشمال تهامة عسير تحت نفوذ الملك عبد العزيز.. الى قوله: ولكن الامر المهم الذي انجزه ابن راشد في مهمته هو: قيامه بهدم الاضرحة والقباب في صبيا، وعلى رأسها ضريح احمد بن ادريس الجد الاعلى للادريسي»(17).
قلت: وقد رأس الشيخ عبد الله بن راشد الوفد المكون من الشيخين:
ناصر بن محمد الجار الله، وفيصل بن عبد العزيز المبارك، ووفدوا على السيد الادريسي في صبيا، فاستقبلهم، وأكرمهم، ثم أبرموا معه اتفاقية صبيا، وهي مذكرة تفاهم تحفظ للجميع حقوق الاخوة الاسلامية، وجمع الكلمة على دين الله ورسوله، ودعوة الناس الى التعاون على البر والتقوى، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، هذه هي عناصر المذكرة الرئيسية، ثم بيان الحدود بين الطرفين، وقد ابرمت في يوم السادس عشر من شهر ذي الحجة من عام 1338هـ(18).
ومما لاشك فيه ان الملك عبد العزيز، كان يراعي في اختيار وتعيين قادة جيوشه، وامراء المقاطعات، والمستشارين، والقضاة، والدعاة، قواعد وصفات لاولئك الرجال، ومنها: ان يكونوا من وجهاء وعلية القوم، ومن كرماء وصناديد الرجال، ومن اهل الحل والعقد، وممن يشهد لهم بالاستقامة وحسن السلوك، وكان جلالته يتولى بنفسه التعيينات والاختيار بنفسه كما كان يتولى اصدار الاوامر والتعليمات مباشرة تبعا لمقتضيات الحاجة، وما يمليه الموقف طبقا للعوامل النفسية، زمانا، ومكانا، بكل حكمة وروية، وحزم وعزم في اناة وثبات.
للبحث صلة
هوامش:
(1) انظر روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين، للشيخ القاضي: 1/375 طبعة 2 سنة 1403هـ، وعلماء نجد خلال ستة قرون للشيخ ابن بسام: 2/540 طبعة 1 سنة 1398هـ.
(2) معجم اليمامة للشيخ ابن خميس: 2/83 - 85.
(3)(4) المصادر السابقة، وتذكرة أولي النهى والعرفان للشيخ ابراهيم بن عبد المحسن: 2/303.
(5) عندي صورة منها، من حفيده الشيخ صالح بن عبد الرحمن بن راشد.
(6) من إملاء الشيخ صالح الراشد.
(7) روضة الناظرين: 1/376 مصدر سابق.
(8) علماء نجد: 2/541 مصدر سابق.
(9) تاريخ عسير في الماضي والحاضر: ص 353، 354 طبع دارة الملك عبد العزيز.
(10) تاريخ المخلاف السليماني: 2/742 الطبعة الثانية.
(11) وعندي صورتها بختوم وأسماء مرسليها.
(12) عسير في عهد الملك عبد العزيز: ص38.
(13) صورة الوثيقة في مكتبتنا.
(14) نفس المصدر: ص 39، وانظر الامير عبد العزيز بن مساعد: حياته ومآثره: ص 74، 75.
(15) تاريخ المخلاف السليماني: 2/76 صورة فتغرافية، وفي:2/134 نصا.
(16) انظر عسير في عهد الملك عبد العزيز، وكتاب ابن مساعد، مصدران سابقان.
(17) نفس المصدرين السابقين.
(18) المصدران السابقان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved