ماذا تقولون عن الأطباء ورجال الأمن يا معلمون؟!

عزيزتي الجزيرة..
قرأت المداخلات المتتابعة على مقالي من طرف صالح العنزي وحمد بن خنين بالعدد «10939» حول ايجاد ناد للمعلمين بكل مدرسة وتألمت كثيرا حيث امتدت تلك المداخلات من حوار هادف الى تجريح وهذا لا يجب أن يكون من معلمين حازوا على شرف المهنة. فإذا كان هذا انفعالهم في الحوار فكيف يكون تعاملهم مع الطلبة الصغار؟!.. ثم انني لست مع ابن خنين ولا ضد العنزي فالعنزي طالب بنادٍ داخل أروقة المدرسة ومعروف عن ضيق الغالب من مدارسنا وحاجتها الى زيادة غرف لزيادة اعداد الطلاب وتعدد الأنشطة وغيرها. وابن خنين عندما برر عدم قناعته قد يكون صادقا من زاوية توفر الامكانيات وانعدام المكان وزيادة التبعات المالية والاشرافية ونحوها.
والحديث في هذا يطول فلو كان اقتراح صالح العنزي ايجاد ناد في كل منطقة وكل محافظة ويعمل بالفترة المسائية وبجهود ذاتية من أهدافه الرياضة ورفع الوعي الثقافي والمعرفي واقامة الدورات التدريبية في اختصاصات المعلمين واقامة الندوات والمحاضرات ويكون ذلك برسم عضوية يدفعها المعلم سنوياً ويكون هذا النادي تحت اشراف مجلس ادارة ينتخب بالتصويت وتشرف عليه ادارات التعليم وبهذا الرأي سيقتنع ابن خنين وغيره لأن هذا هو الحل الأسلم والوسط لكلا الطرفين ولعل مداخلتي جاءت انتصارا للكلمة التي أساء استخدامها بعض أصحاب تلك الردود ففي العدد «10945» كتب هشام الهليل ووصل به الأمر الى الغمز واللمز والمهم انه عاد ونشر مقالته مرة أخرى بالعدد «10962» متراجعا عما بدر منه وهذا شيء ايجابي ومع هذا لا يعفى من اساءته لشخص أفنى عمره في عالم الصحافة نرى كتاباته تخدم المصلحة العامة. وإذا كان ابن خنين أخطأ في فكرته أو لم يفهمها الآخرون فمجرد تضاد في الفكرة تهدم ما قدم فلكل جواد كبوة ولا مانع من المداخلة في ظل تحسين وتعديل الفكرة.
وإنني أقول لأصحاب تلك الردود ان مهنة التدريس شاقة ومتعبة ولكنها ليست كذلك مقارنة ببعض المهن الأخرى كالطب مثلا من حيث المعاناة أثناء دراسة المهنة وأثناء ممارسة العمل بمعدل 8 ساعات يوميا بما في ذلك يوم الخميس اضافة الى العمل بنظام الورديات ليلا ونهارا وهناك العاملون في القطاعات الأمنية الذين يعرضون أرواحهم للمخاطر في حراسة الحدود والمناوبات في مراكز الأمن. وأحب ان أهمس في أذن البعض ومنهم محمد الدوسري صاحب الرد بالعدد «10947» لماذا لا تواصل الدراسة وتذهب لتلك المهن؟! ثم إذا قلنا ان مهنة التدريس هي المهنة الأكثر مشقة فقد أعطى النظام مقابلاً لذلك الكثير من المزايا كالاجازات التي تصل الى 105 ومكافأة نهاية الخدمة والعلاوات المستمرة. ثم ان العبرة باتقان العمل والاخلاص فيه.