Friday 15th November,200211005العددالجمعة 10 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حرب عالمية ثالثة..!!! حرب عالمية ثالثة..!!!
عبدالله نور

أقرأ في بعض الصحف المحلية والعربية أقوال الكتَّاب المذعورين من جرأة الرئيس الأمريكي في إقدامه على ضرب العراق بدون «الأمم المتحدة» ثم عدوله إلى الأمم المتحدة، ثم عزمه على ضرب العراق إذا لم ينفذ القرار الأخير بدون شروط أو تلكؤ، وأقرأ الاستنكارات هنا، وهناك لعرب وغير عرب.
عجباً ، عجباً
نحن الذين اشتعل الشيب في رؤوسنا نذكر أن كلينتون قبل بوش دائماً يردد «سنعمل وحدنا» نذكر في مؤتمرات الأمم المتحدة، حجبهم للحصص المالية الأمريكية، إذ لا يرون فيها فائدة ما داموا هم جيش الأمم المتحدة في كل الحالات التي تستدعي استخدام القوة.
نذكر ولا ننسي أبداً، أن حكاية «أسلحة الدمار الشامل» كانت تثار ضد العراق قبل قيام إسرائيل بتدمير «المفاعل النووي العراقي».
أما التحجج بالخطر الإسلامي، والخطر الإيراني، والخطر الليبي فهو الذي يظهر في السطح بلا قناع أو ثياب تنكرية.
أما إذا انكشفت الأقنعة فأمريكا ستضرب لأي سبب تراه مناسباً لإضفاء هيمنتها على العالم.
الجريمة سبب
الإرهاب سبب
زيادة السكان سبب
الديموقراطية وحقوق الإنسان سبب
منع انتشار الأسلحة سبب
الدفاع عن المصالح سبب
الدفاع والرد على أي هجوم متوقع على حليفتها أو أحد من حلفائها سبب.
أما الأمم المتحدة فهي في وضع لا تحسد عليه، كل هياكلها مترهلة غير متماسكة وجميع آليات صناعة القرار فيها متضعضعة وغير متوازنة.
أما الغموض في المهمات فحدِّث ولا حرج ، وأما المركزية التعسفية فيا لها من مركزية من بواقي عصور الظلام وإن شئت تأمل في طريقة التصويت
تأمل في عدم التوازن
تأمل في الجمعية العامة
تأمل في محكمة العدل
هياكل غير متوازنة وفجوة هائلة بين المهام، وبين الموارد، وبين الإمكانات.
إذن لا عذر لأمريكا أن تدع الأمم المتحدة تنفرد بالعالم، ولماذا تصلح الأمم المتحدة وتخسر عليها الأموال الطائلة ليربح غيرها وهي أحوج منها إلى الأمم المتحدة.
إذن، هو الأفضل أن تستبعد أمريكا الأمم المتحدة، وأن تتركها مشلولة، وأن تفتعل المشاكل بالطريقة المناسبة لها، إن شاءت عن طريق الأمم المتحدة، وإن شاءت بقرار مفتعل من الأمم المتحدة.
ولماذا نلوم أمريكا ما دامت لا تجد في الأمم المتحدة من يوازي أمريكا.
أمريكا هي سبب هلاك الأمم المتحدة .
وأمريكا قادرة على دفع الأمم المتحدة إلى ما تريده أمريكا، إذن ما الداعي إلى الأمم المتحدة.
نحن المساكين في العالم الثالث في حاجة إلى الأمم المتحدة ولا بد للعالم الباقي من ضرورة الحفاظ عليها.
هل هناك أحد يجهل المخاوف القابعة في قلب كل دولة من جاراتها.
هل هناك أحد يجهل أن «الجنوب» فقير، ومريض وجاهل وفي الأمم المتحدة ما يسد الرمق إلى حين.
حيل الله أقوى!!
الخلاص يحتاج إلى ولع
يقول «بول فاليري»:
«الحقيقة لا تحصل إلا بولع»
أحداث العراق الأخيرة ستدفع العرب إلى قلب التأريخ، ستدفع العرب إلى عالم التحولات النفسية العميقة، ستدفع العرب إلى ممارسة الفكر بإيمان حقيقي، بإيمان صادق يكشف لهم سر تخلفهم وأسرار أمراضهم.
ستدفع العرب إلى الحوار الحي مع ضمائرهم مع تأريخهم مع قدرهم وقبل كل شيء مع الله.
من البلادة أن تمر أحداث العراق ثم تمر التداعيات الحاصلة بعدها ويظل العرب على حالهم القديمة، يدقون الحبوب في مهراس أو مهباش ليس له قاع آه، آه، كم يتحمل المرء من المآسي كي يتعلَّم آه كم تحتاج الشعوب من الصبر على أدوار الساحر البدائي الجاهل في زمن الوثنية الأولى، كم تحتاج من الصبر إلى أن تتعلم لتعرف
تتعلم لتعمل
تتعلم لتكون
تتعلم لتشارك الآخرين
تتعلم لتكون هي الحياة، وفي قلب الحياة وفي روح الحياة تتعلم الحياة وتعلِّم الحياة
الحياة في أعلى وأسمى وأغنى وأقوى ما تكون الحياة
الحياة سر التكوين
الحياة سر الكينونة
حرب عالمية ثالثة؟؟؟
مما سبق ذكره فنحن الآن في حرب عالمية ثالثة، ويسميها فلاسفة الفكر المعاصر «الحرب العالمية الدافئة» مقابل «الحرب الباردة» هكذا «الحرب الدافئة».
هذا بالنسبة للعالم، أما العرب فهم في حالة «حرب ساخنة».
إن جحيم الموقف لا يمنح عقل العربي القدرة المناسبة «لتحديد وحجم وسرعة واتجاه تطور المتغيرات ودرجة التفاعل مع بعضها البعض».
ربما لأول مرة في تأريخ العرب يمر عليهم فصل الشتاء ولن يشعروا به ولئن كان الحظ مواتياً فلم يفاجئنا القدر بتقلبات مناخية مرعبة فنحن على خير!!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved