Sunday 24th November,200211014العددالأحد 19 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ماذا قال الأمير عبدالله للفقر؟ ماذا قال الأمير عبدالله للفقر؟
د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني / رئيس «دار الدراسات الاقتصادية» - الرياض

لعل الأمير عبدالله في زيارته للأحياء الشعبية بمدينة الرياض ولقاء المواطنين الفقراء قد التمس القول المأثور «لو كان الفقر رجلاً لقتلته». كانت زيارته حدثاً مهماً بكل المقاييس وجاءت في توقيت مناسب في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة. وقد جسَّد الأمير عبدالله في زيارته دور الحاكم في ضرورة وقوفه شخصياً على أحوال الناس وتلمس احتياجاتهم والنظر في أوضاعهم ووضع الحلول لتجاوز هذه الاختناقات الاجتماعية التي أفرزتها فترة الطفرة وأخلت بالتوازن المادي في المجتمع. أكد الأمير عبدالله في زيارته هذه مسؤولية المجتمع كله. والمجتمع السوي هو المجتمع الذي يعترف بالخلل ويتحمل مسؤولية إصلاحه وتوازنه. الخطأ سمة إنسانية ولكن إنسانية الإنسان لا تكون إلا بالاعتراف بالخطأ وإصلاحه.
وهذا ما يضع المجتمع كله أمام مسؤوليته. وهذه مسؤولية المجتمع كله، بأجهزته وأفراده على حد سواء. وأعلن الأمير عبدالله بكل وضوح عن ضرورة التصدي لهذه الأوضاع ومعالجتها وفق رؤية إستراتيجية علمية تسبر أغوار هذه الحالة وتضع لها حلاً جذرياً يضمن كرامة الإنسان في مجتمع يحتكم إلى شرع الله الذي حثنا على أن نكون مجتمعاً متماسكاً يشد بعضنا البعض. إيمانناً بأن الله قد وزع الأرزاق لا يعفينا من مسؤولية وجود فئات فقيرة في المجتمع لا تكاد تقوى على مواجهة أعباء الحياة المتزايدة. كلنا نتحمل هذه المسؤولية. وشظف العيش له إفرازات اجتماعية واقتصادية تطول المجتمع كله. وانحسار دخل الأسر الفقيرة يوقعها في شراك الجهل والجريمة والبطالة فيختل توازن المجتمع كله، وتنشأ طبقة اقتصادية لا تستطيع الاندماج في حركة الإنتاج في هيكل الاقتصاد.
زيارة الأمير عبدالله دعوة صريحة لمواجهة واقعنا الاجتماعي والالتفاف إلى الداخل ووضع هذه المسألة ضمن أولويات التنمية. والتنمية عمل جماعي لا تقوم به أجهزة الدولة فقط، بل هو أيضاً مسؤولية المجتمع المدني الذي يجب أن ينظر الى هذا الواقع ويعترف بوجوده ويعمل على إصلاحه. هذه الفئات الفقيرة تحتاج إلى دعم وبرنامج تنمية يدخلهم في عجلة الإنتاج ومسار التنمية، تحتاج إلى رؤية إستراتيجية علمية تستند الى آليات عملية تقدم لهم عوناً يقودهم إلى العمل والخروج من دائرة الفقر. هكذا نستطيع أن نقتل الفقر ونعيد هذه الفئة الى الحياة الكريمة التي يستحق ان ينعم بها كل من أنعم الله عليه بالعيش فوق هذه الأرض الطيِّبة ليكون هذا الاستحقاق واقعاً يتجسَّد فوق كل جزء منها ليصدق فينا قول الحق سبحانه وتعالى بأننا خير أمة أخرجت للناس. وبوركت أيها الأمير.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved