Wednesday 27th November,200211017العددالاربعاء 22 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مركاز مركاز
مبادرة ولي العهد
حسين علي حسين

عندما يقوم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بجولة تفقدية للأحياء الشعبية فمعنى ذلك ببساطة ان هناك مشكلة، وهذه المشكلة التي همَّشها الاعلام كثيراً، رغم ان أحداً لم يطلب منهم ذلك، يعرفها سمو ولي العهد بحسه الأبوي المسؤول، الذي يتلمس حاجات كافة المواطنين ليس عبر المكاتبات والاجتماعات الرسمية مع المسؤولين، ولكنه بين وقت وآخر يقف على الطبيعة ليرى حجم المشكلة وطريقة علاجها.. فالفقر وتدني مستوى المعيشة أو الدخل الفردي أو قلة فرص العمل أمام الشباب، كل هذه المشكلات، ليست عورة ينبغي سترها عن بقية المنعمين، فهذا لا يحل المشكلة، بل إنه يجعلها مثل البركان الهادىء، مرشحة للانفجار في أي لحظة، وجولة سموه الكريم اضافة الى أنها وضعت الاصبع على الجرح أوصلت رسالته الى كافة المسؤولين لتدارس هذه المشكلة وأوصلت رسالة لرجال المال والأعمال وأهل البر، ليمدوا أيديهم ويساعدوا الدولة في ردم هوة الفقر، الموجودة ليس في بعض أزقة الرياض، ولكنها موجودة في كافة أرجاء المملكة، لذلك لابد من التحرك بانشاء المساكن الشعبية، لهذه الأسر، ولابد من فتح مشروع نطلق عليه «مشروع الأسر المنتجة» لكي تقوم كل أسرة، من هذه الأسر، بأداء الدور المطلوب منها، بدلاً من ان تكون عالة على المجتمع، أو رهينة لمعونة الضمان الاجتماعي، التي لم تعد تسد شيئا أمام غول الغلاء وكثرة المتطلبات.. فلا يكفي ان توزع المواد التموينية، أو الملابس، أو الأثاث، على منازل الأسر الفقيرة أو المعدمة، بل لابد من تعويد هذه الأسر، على أن تكون أسراً منتجة، تكسب قوتها بيديها.. وهذا هو الدور الذي يجب ان تتبناه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وما أكثر الأعمال والمهن التي من الممكن ان تمارسها النساء والرجال والأبناء في المنازل.
لقد كانت أولى البشائر التي نتجت عن زيارة سمو ولي العهد، تبرع الأمير الوليد بن طلال، ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل أو الفقراء، وليت جمعيات البر، والجمعيات الخيرية، ورجال الأعمال يقومون بنفس المبادرة، وليس مهما أن تتمثل كافة المبادرات، في بناء المساكن، فالفقير يحتاج الى سيارة تاكسي أو ورشة أو دورة تدريبية مهنية أو معمل، هناك العديد من الطرق لنرسم البسمة على وجه كل أسرة سعودية، إن زكاة رجال الأعمال، والبنوك، لو وظفت لهذا الغرض لما أصبح في بلادنا فقير واحد.. ولما وجدنا شاباً ينتحر لأن ظروف المعيشة أجبرته على ذلك، ولما وجدنا زوجة تطلق من زوجها، أو رجالاً ونساء ينامون تحت الكباري، أو بجانب مقالب النفايات.
الفقر ليس عيباً ولا عورة، ولكن العيب في عدم الاعلان عنه تمهيداً للقضاء عليه، ومبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خطوة هامة جاءت في وقتها، وقت الخير والتقرب الى الله، وليس هناك أفضل من التقرب الى الله، بالسعي من أجل اعادة البسمة الى وجه محتاج.
إننا بهذه المناسبة نريد ان نتساءل لماذا العديد من رجال الأعمال لدينا، يقومون بتقديم المنح، وبناء المساكن والمدارس، وتقديم المعونات المادية، والعينية، للمحتاجين في العديد من الدول، وإذا بحثنا عن مساهمة واحدة، لبعض هؤلاء في بلادنا، لأهلهم، واخوانهم، لما وجدنا شيئاً، بل ان بعض هؤلاء، يضن على أبناء بلده، بوظائف بسيطة، في شركاته، ومؤسساته، هذا غير المعونات التي تجمع من بعض الهيئات الخيرية على مدار العام، لتوزع في الخارج، ولها أمام كل محل تجاري، مندوب يجمع المعونات، ليتم ترحيلها، أولاً بأول، الى خارج الحدود.. لسنا ضد مساعدة الآخرين، ولكننا نعتقد ان سد فجوات الفقر والعوز والبطالة في بلادنا لها أولوية.

فاكس: 4533173

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved