Wednesday 27th November,200211017العددالاربعاء 22 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

البوارد البوارد
سمو الأمير عبد الله ونبل المقاصد
د. دلال بنت مخلد الحربي

تأتي مبادرة سمو الأمير عبد الله بن عبدالعزيز في زيارة الأحياءالشعبية في الرياض التي تقطنها بعض الأسر الفقيرة، مبادرة كريمة تبين بوضوح سعي سموه للتعرف عن كثب على وضع أبناء شعبه.
لم يكن هذا السلوك بغريب عن سموه وهو الذي عرف باهتمامه الكبير بقضايا الوطن والمواطن، وهي سمة اتسم بها ولاة أمر هذه البلاد من تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وهي بادرة من دون شك عظيمة تتطلب من كل مسؤول أن يجعلها نصب عينيه اذ ليس من المعقول معالجة قضايا الناس من خلال مكاتب مغلقة كما قال سموه.
إن الأمر يتطلب من كل مسؤول مهما صغر وضعه أو كبر أن يبادر في تفقد الجوانب التي هو مسؤول عنها تفقداً ميدانياً، فالوزير يحتاج إلى تفقد المرافق التي تتبعه وهو مسؤول عنها تفقداً دائماً بحيث يقف على كل كبيرة وصغيرة ويعرف السلبيات والايجابيات وينصف المظلومين ويحد من الممارسات الخاطئة التي تقوم على الوساطات، وبهرجة الأعمال اخفاء للحقائق، أو التي لا تعرف إلا من خلال تقارير نظرية يشوبها الكثير من عدم الصحة ومحاولة تحسين الصورة رغبة في البقاء في المنصب، أو النظر بأعين الآخرين والسماع بآذانهم.
وإذا تدرجنا تنازلياً فإن مدير الادارة يحتاج إلى أن يقوم بجولات تفتيشية على ادارته لمعرفة ما يدور فيها بكل دقة، ومدير المدرسة أومديرة المدرسة تحتاج إلى مثل ذلك، ثم الأهم من هذا كله أمناء ورؤساء البلديات في المدن والقرى يحتاجون إلى التخلي عن «بشوتهم» والخروج من مكاتبهم إلى الحارات والأزقة ليقفوا بأم أعينهم على الحقائق المجردة، التي غالباً ما تكون محزنة لأنها لم تتشرف بزيارة مسؤول البلدية ذات يوم.
ونعود إلى زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله التي توجها بتكليف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بوضع دراسة عن مستوى الفقر في المملكة، وهو اعتراف بوجود هذه المشكلة الاجتماعية العويصة، ولا شك أن الدراسة ستكون بداية لوضع الخطط والحلول للقضاء على هذه المشكلة التي يفترض ألا تكون موجودة في مجتمع اسلامي شعاره التكاتف والتراحم.
ولعلي هنا أشيد بمبادرة صاحب السمو الملكي الوليد بن طلال الذي بادر بالاستجابة لنداء صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله إلى التجار والأثرياء والقادرين بضرورة اسهامهم في معالجة هذه المشكلة فأعلن عن نيته بناء عشرة آلاف وحدة سكنية في مختلف أنحاء المملكة في مدة عشر سنوات، أي ألف وحدة سكنية كل سنة، وهو بذلك يظهر مشاركته ويظهر دعمه لخطط الدولة الرامية الى الحد من مشكلة الفقر، والأمل كبير في أن تتوالى المبادرات من الأثرياء والقادرين، ولعل في مبادرة موظفي مؤسسة الجزيرة الصحفية ما يدعو المؤسسات والأفراد الى الاسهام بدور فاعل في علاج هذه القضية.
ان هذه الشفافية في التعامل التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله تستدعي شفافية في التعامل من كل المسؤولين، فالوقت لم يعد يحتمل حجب الحقائق ومحاولة تجميل الصورة في اطار براق زاهٍ، سرعان ما يتبدد عندما يكون هناك مشكل يظهر أن الصورة مشوهة وليست جميلة.
لقد كان الأمير عبد الله كعادته شجاعاً وهو يصر أن تظهر الصورة كما هي، صورة بؤس المكان، وصورة بؤس الناس الذين دخل إلى منازلهم ووقف معهم وكانت علامات الأسى والحزن واضحة جلية على وجه سموه معبِّرة عن مشاركته في احزانهم والشعور بأوضاعهم المتردية.
هذه المشاعر الانسانية النبيلة التي عبَّر عنها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله هي ما يجب أن يحمله كل مسؤول في هذه الدولة، لأن الفقر كما هو معروف في كل العالم سبب رئيسي من أسباب المشاكل الاجتماعية بل الأمنية. ويسبب تفاقمه إلى احداث خلخلة في بنية المجتمع.
لسمو الأمير عبد الله الدعاء الصادق بأن يكلل الله عز وجل كل أعماله بالنجاح والتوفيق، وان يساعده على تحقيق ما يصبو إليه من رفعة هذا الوطن.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved