حلقات أعدها : سليمان الأفنس الشراري
في هذه الحلقة نتواصل معك عزيزي القارئ في هذه الحلقات التعريفية لإحدى عطاءات الخير والنماء طبرجل التي نشأت وكبرت في هذا العهد الزاهر ..
وقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن التطور الزراعي ومدى ما وصل إليه المزارع في طبرجل من وعي في مواكبته التطور الحضاري باستخدامه أحدث الآلات الزراعية المتطورة عالمياً واستغلاله عطاء الدولة السخي في إحياء الأرض لتعطي هي بسخاء وكرم من الله سبحانه فله أولا وأخيراً الشكر والثناء على أن أنعم الله علينا بنعمة الأمن والأمان ودولة فتية ترعى مصالح مواطنيها وتعطي بسخاء وسنواصل في هذه الحلقة عن جانب آخر من عطاءات الدولة المتعددة.
الكهرباء في طبرجل:
لقد دخلت الكهرباء اليوم مختلف مناحي الحياة بعد للإنسان فكان من اعتماده عليها في كل حياته.
فهي التي تبدد الظلمة وتحول الظلام الدامس والوحشة القاسية إلى ضياء وبها يطهو الإنسان طعامه، ويحفظه بها، ويدير بها آلاته ومصانعه، وغير ذلك من الخدمات التي لا حصر لها.
ونظراً لأهميتها خاصة في هذا العصر عصر التنمية والتقدم الذي تعيشه المملكة، فقد بذلت المملكة جهوداً عظيمة ودفعت بكل ما تملك محاولة إيصال الخدمة إلى كل أرجائها.
ولما كانت طبرجل إحدى مدن المملكة التي نشأ في هذا العصر، فقد حاولت الاستفادة من كل معطياته العملية والتكنولوجية، الذي عدة الكهرباء من عمده العملية الأساسية، لذلك سارعت للحصول على هذا العلماء.
ومن منطلق أن المشاركة الوطنية تعتبر إحدى مقومات عملية التنمية، فقد قام مجموعة من المواطنين في عام 1397هـ بجمع ما يقارب نصف مليون ريال للمساهمة في إنشاء نواة لمحطة كهربية تغذي منطقة طبرجل، ودعمت إمارة المنطقة حينها ذلك.
وقد تمت الموافقة على تبني إنشاء محطة كهرباء حكومية على حساب الدولة، وعلى أن تكون محطة كهرباء طبرجل ضمن محطات الكهرباء التابعة لمدينة الجوف.
وكان ذلك يتساير مع خطة الحكومة الرشيدة، التي تهدف إلى إنارة مدن وقرى المملكة، من خلال شبكات الكهرباء الممتدة عبر كل أراضيها، إيصال خدمة الكهرباء إلى كل مسكن، بل إلى كل مزرعة فكانت مكرمة الدولة كبيرة وسخية.
وفي إطار ذلك تم تنفيذ محطة كهرباء طبرجل، كمشروع ضخم بلغت تكاليفه حوالي 125 مليون ريال، ويعد جزءاً من مشروع كهرباء الجوف الذي بلغت مجموع تكاليفه آنذاك 968 مليون ريال.
وقد تم افتتاح مشروع كهرباء طبرجل في السابع والعشرين من شعبان عام 1403هـ في حفل ابتهاجي كبير كانت الكلمات فيه تعجز عن وصف المعجزة التي تحققت في هذا الجزء الغالي من بلادنا الغالية .. ولم تزل كلمات معالي الدكتور غازي القصيبي يرددها الناس هنا حينما افتتح إحدى ثمار الخير والعطاء الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين بمشروع كهرباء طبرجل حينما قال معاليه «اليوم نستطيع أن نقول للظلام خذ عصاك على ظهرك وارحل دون عودة».
وكان المشروع ويتكون من:
1 محطة التوليد الكهربائية بقدرة إجمالية 13000 كيلومتر.
2 خطوط نقل جهد 33000 فولت بطول فولت.
3 أربع محطات تحويل جهد 33000/1300 فولت.
4 خطوط نقل جهد 13800 فولت بطول 100 كيلومتر.
5 خطوط لتوزيع الجهد 220 فولت بطول 100 كيلومتر.
واشتمل المشروع على سكن ومكاتب لمنسوبي المشروع، يخدم أكثر من 4000 مشترك، ويغذى المشروع عدداً كبيراً من المدن والقرى التابعة لطبرجل منها، النبك أبو قصر ميقوع صبيحاء صديع العيساوية الفياض.
ويرتبط مشروع كهرباء طبرجل إدارياً ومالياً وفنياً بمشروع كهرباء الجوف المركزي، ولعل الهدف الأساسي من هذا الربط هو تضافر جهود المشروعين والتكامل بينهما، للاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة لكل منهما وتوصيل الخدمة الكهربائية لجميع المواطنين في المنطقة بأعلى كفاءة ممكنة وأقل تكلفة ممكنة.
وهكذا استقبلت طبرجل عطاء جديداً من عطاءات الخير في دولتنا الرشيدة، عطاء لبى حاجة المدينة ومواطنيها، وامتد ليغطي حاجة القرى والهجر المجاورة.
وكان ذلك لما لمسه المسؤولون بمدى أهمية الكهرباء في هذا العصر وبأثرها البالغ في دفع عجلة التنمية خاصة لمدينة مثل طبرجل تزخر بمستقبل واعد منوع وعطاء لا ينضب إن شاء الله.
لذا كانت سرعة التلبية من قبل المسؤولين قابلها أهل طبرجل بالعرفان والتقدير والولاء للحكومة الرشيدة أعزها الله.
فلقد تمت توسعة المحطة الكهربائية بطبرجل بمحطة توليد بلغت تكلفتها أكثر من 140 مليون ريال حيث تم تركيب:
وحدتي توليد توربينية غازية كاملة بجميع ملحقاتها قدرة الوحدة عند أحلك الظروف صيفاً حوالي 28 ميجاوات.
تم إنشاء خزاني وقود سعة الخزان الواحد 4000 متر مكعب مع كل التوصيلات والمتطلبات اللازمة.
تم إنشاء نظام معدات تفريغ وضخ الوقوع ومحطة تنقية ومعالجة الوقود الخام والديزل مع وحدات تسخين الوقود الخام ومحطة لمعالجة وتنقية المياه ونظام مكافحة الحريق لجميع أجزاء المحطة وجميع الأعمال والخدمات المساعدة الأخرى.
تم تركيب مولدي كهرباء للتوربينين ومحولي رقم 138/33 ك.ف ومحولي خدمة ولوحة مفاتيح ونظام التحكم والإنارة وجميع الأعمال الكهربائية.
يخدم المشروع حاليا أكثر من ستة آلاف مشترك.
القطاع الصحي بطبرجل
وفقا لما تهدف إليه الحكومة من تحقيق أعلى مستوى صحي للمواطنين في أرجاء المملكة كافة، الذي بدوره يساعد في نجاح خطط التنمية، التي وسيلتها وغايتها الإنسان فقد حرصت وزارة الصحة على تعميم خدماتها الطبية للمواطنين بهذه المنطقة بنوعيها الوقائي والعلاجي، وذلك من خلال افتتاح المستشفيات العامة والمراكز الصحية العديدة ودعماً للقطاع الصحي بالجوف، تم إنشاء مديرية عامة للشؤون الصحية في عام 1407هـ وباشرت مهامها آخذة في الاعتبار تحمل جميع أعبائها، فيما من شأنه رفع المستوى الصحي للمواطن.
وعلى مستوى مدينة طبرجل فقد تم في يوم الأربعاء 25/1/1406هـ افتتاح مستشفى طبرجل العام.
ويقدم خدماته لعموم سكان طبرجل من مقيمين ومواطنين وسكان القرى والهجر المجاورة.
وكان المستشفى يسع 60 سريراً، ويتكون من مبنى رئيسي يحتوي على أقسام تنويم للرجال وأقسام للنساء، ومختبرات، وأشعة، صيدلية داخلية، وبنك للدم، وقسم إسعاف، بالإضافة إلى العيادات الخارجية بكامل مستلزماتها وسكن للممرضات، وأقسام للباطنية والجراحة، والنساء والولادة، والأطفال، وطب الأسنان، والتخدير، والطب العام.
وقد تكلفت إنشاءات هذا المستشفى بمبلغ يقدر بحوالي 20 مليون ريال وقد تم توسعته بزيادة استيعاب استقباله بزيادة عدد الأسرة .
وبخلاف مستشفى طبرجل يوجد مستوصف الرعاية الصحية الأولية، أحدهما بمخطط الصالحية تم افتتاحه مساء الثلاثاء 21/11/1407هـ والمركز الآخر تم افتتاحه قبل ذلك بمخطط العزيزية.
كما ان القطاع الخاص في طبرجل يؤدي في الوقت نفسه دوراً مساعداً في سبيل خدمة المواطن ورفع مستواه الصحي من خلال المستوصفات الأهلية بالمنطقة.
وتقوم الوحدة الصحية المدرسية بطبرجل بدور كبير في هذا المجال حيث تؤدي دوراً بارزاً في ممارسة أسباب الوقاية والعلاج، فيما يختص بالناشئة من طلاب المدارس المختلفة بطبرجل وتوابعها، وكذلك منسوبي التعليم بعامة في المنطقة، اللذين يمثلان قطاعاً عريضاً من السكان في طبرجل.
هذا ولا يقتصر عمل القطاع الصحي في طبرجل على مجرد توقيع الكشف الطبي على المرضى من سكان المدينة وتوابعها، أو صرف العلاج المقرر لهم فحسب،
بل تمتد خدمات هذا القطاع لعمل برامج وإعداد محاضرات للتوعية الصحية من أخطار الأمراض وكيفية الوقاية منها، وتتم هذه البرامج والمحاضرات من خلال جدول زمني يتم تحديده بالتعاون بين مستشفى طبرجل والوحدة الصحية المدرسية، والمؤسسات والدوائر الحكومية، والمدارس في طبرجل.
طبرجل والسجاد اليدوي
بحكم سابق نمط حياة أهل هذه البلدة حيث كانوا بادية رحل فالسجاد هو أحد أهم المشغولات التي يتميز بها غالبية المجتمع في طبرجل ومع انها في السنوات الأخيرة بدأ تنحصر وتقل الا أن هناك محاولات في إحياء هذه الحرفة الهامة وهذا الجانب الهام من تراثنا القديم ..
فشاركت طبرجل في عدة معارض محلية في منطقة الجوف حيث حصلت على عدة جوائز تقديرية وحققت في أغلب المشاركات التفوق والمراكز الأولى وبيع من تلك المنتجات مشغولات من السجاد بقيم عالية ولا يزال الطلب على كثير منها يرد على كثير من الأسر في طبرجل.
مناخ طبرجل
تعد منطقة طبرجل أكثر المناطق جفافاً، حيث تؤدي الرياح الصيفية الساخنة إلى جفاف المنطقة صيفاً، أما في الفترة من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل تهب على المنطقة الرياح الجنوبية المصحوبة برذاذ من المطر. وتهب على المنطقة رياح نشطة تصل سرعتها إلى أكثر من 4 أمتار في الثانية، تكون مصحوبة في بعض الأحيان بعواصف رملية شديدة.
الأمطار
تهطل أمطار خفيفة ومتفرقة على منطقة طبرجل شتاء، وكذلك في فصل الربيع تكون مصحوبة بعواصف تغطي مساحات بسيطة.أما معظم الأمطار فتهطل خلال الفترة من أكتوبر يناير
وتشكل كمية الأمطار من فبراير إلى مايو حوالي 39% من كمية الأمطار الساقطة طوال العام التي تصل ذروتها في شهري مارس أكتوبر 9.ويبلغ المتوسط السنوي للأمطار حوالي 40 مم.
درجات الحرارة
تتأثر درجات الحرارة في هذه المنطقة بالرياح الجنوبية والشمالية التي تصحب معها البرودة والحرارة في فصلي الشتاء على التوالي.وتصل درجة الحرارة الصغرى في يناير إلى الصفر المئوي
وقد تنخفض لتصل تحت الصفر، تزداد تدريجياً «الصغرى» حتى تصل في شهر يوليو إلى 19 درجة مئوية،
بينما تتراوح درجة الحرارة العظمى بنفس الشهور «يناير يوليو» ما بين 19 41 درجة مئوية.
الرطوبة
تتبع الرطوبة النسبية نفس نمط درجات الحرارة والأمطار، حيث ترتفع في الشتاء فتبلغ 80%
وتنخفض في الشهور الجافة لتصل إلى أقل من 50% ابتداء من شهر مايو، ويصل المتوسط للرطوبة حوالي 5 ،36%.
| 
