الجولة.. وما بعد الجولة..!
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني / محافظة البدائع

جولة سمو ولي العهد في الأحياء الفقيرة في الرياض تمثل اهتمام الرجل الثاني في الهرم القيادي في البلاد لتحديد خط الفقر والقضاء على مسببات الفقر.. وجولته تمثل أعلى درجات الاحساس بالمسؤولية والامانة الملقاة على عاتق الحاكم.. لقد كان سموه حكيماً في التحريك الإعلامي والاجتماعي لهذه الفئة المنسية.. ولقد كان معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن إبراهيم النملة صريحاً في مصارحته وجريئاً في طرحه وفي عدم لجوئه إلى بريق المنصب والتعمية والتغطية على المسؤول عن الحقائق.. ولقد كان سمو ولي العهد أكثر صراحة حين قال عن الحلول: «إن مشكلة الفقر لا تعالج بقرارات ارتجالية ولا تحلها الأمنيات والأحلام».. مشكلة الفقر هذه فتح سمو ولي العهد أعيننا وأعين المسؤولين عليها.. حتى لا نكون ولا يكونون كالنعامة التي تدس رأسها في التراب حتى لا يصطادها الصياد.. ولكن الفقر إذا لم تتم المسارعة إلى ايجاد حلول ناجعة له بعيداً عن الرياء والنفاق وشطب الحقائب فيسطادنا نحن.. لقد ولى زمن المجاملات والنفاق الاجتماعي بهذه الصرخة المدوية التي أطلقها سموه.. كانت امتداداً لتعاميمه المؤكدة والمستمرة التي تستشعر المسؤولية حول عدم اهمال أي معاملة والاجابة عنها خلال ايام معدودة.. هذه الجولة نزول إلى الميدان ومعرفة الواقع بعيداً عن الابراج العاجية والمكاتب الوثيرة التي اعتاد كثير من المسؤولين التمترس خلفها.. يضع بينه وبين المواطنين ستاراً من سكرتير ومكتب يدخل عليه المواطن منه ويبدأ بالتسول والمناشدة، بل ان رد هذا المسؤول السلام فهو يتكلم «رافعاً خشمه».. ولا ينظر إلا ربع عين.. ثم يسأل عن المعاملة والخطاب الذي «ورِّد» والذي لم يورَّد..!!
ويبدأ بمحاضرة طويلة عريضة عن النظام الذي ينتهك باسم الحفاظ على النظام وباسم العدالة والمساواة.
جولة سمو ولي العهد مثال يحتذى لكل مسؤول واستراتيجية يجب أن تتضافر الجهود لإنجاحها بدءاً بتخطيط الاحياء المتخلفة والفقيرة في كل مدينة أو قرية وانتهاء بالاهتمام بمكاتب الضمان الاجتماعي واعداد دليل للبحث عن المستحقين عن الضمان الاجتماعي وزيادة امكانات موظف الضمان.. وإعداد برامج للتوظيف والاستثمار في المجالات الحرفية والمهنية لمثل قاطني هذه الأحياء لكي يفيدوا ويستفيدوا.