Thursday 28th November,200211018العددالخميس 23 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ما الذي نملك غير الكلمات!! ما الذي نملك غير الكلمات!!
عبد الله نور

بين يدي أكثر من كتاب في أكثر من موهبة وفن، وأعني هذه المؤلفات التي أهداها لي الأستاذ المربي إبراهيم بن محمد شحبي.
لم يكن غريباً حين لقيته في فندق (قصر أبها) مع ثلة من أدباء وشعراء وفصاحي الشباب.
كنت قد قرأت له في جريدة «الوطن» وهو يكتب فيها وما يزال، يتميز بكونه من المخضرمين، وعقله متفتح، ومن رجالات التربية والتعليم في عسير.
سأكتفي بالحديث عن واحد من كتبه وأدع الباقي لمناسبات أخرى، وهذا الكتاب هو (أسماء وآراء في التربية والتعليم) والكتاب متوسط الحجم في (239) صفحة.
في الكتاب ترجمة مستوفاة لنخبة من معلمي (رجال ألمع) ونماذج من مقالات الرواد التربويين، هذا إلى جانب المقالات التي كتبها المؤلف وتم نشرها في بعض الصحف السعودية، وفي خاتمة الكتاب تقريظ في الدكتور محمد الأحمد الرشيد وزير المعارف، وفيه جرأة في الطرح وصدق في النظر، وتطلُّع الى التحديث والتطوير والاستفادة من كل منجزات العصر.
ؤألطف المقالات وأظرفها ما جاء تحت عنوان ( تربية تمزيق الرأي المخالف) ينتقد فيها قيام لجنة (فحص الكتب) بسحب كتاب (تعريف عام بدين الإسلام) لمؤلفه المرحوم فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
لقد جاء التعميم من الوزارة بنزع الصفحات من (79) إلى (84) دون تحديد للطبعة، أو تاريخها، أو الموضوعات، أو دار النشر.. إلخ.
لقد قام المؤلف بمراجعة الصفحات المطلوب نزعها فلم ير ما يستدعي ذلك إطلاقاً، وله ملحوظات حول منهجية لجنة (فحص الكتب) أوجزها بقوله عن الكتاب.
****
كتاب الطنطاوي فريد في بابه
طبع أكثر من عشرين طبعة
ترجم إلى عدم لغات
كان بفضل الله سبباً في نقل مسائل العقيدة من أسلوب علماء الكلام الذي لا يكاد يفهمهم إلا النخبة المتخصصة إلى مسائل واضحة مباشرة خاطب عقل المسلم:
بأجمل لغة
وأيسر أسلوب
ممتطيا المثل المضروب بعناية لإيصال الفكرة الى القارئ حتى من غير المسلمين.
وليكن رأي الشيخ الطنطاوي ليس رأي الجهمور في بعض التفاصيل الدقيقة في الموضوع، أفلا ننبّه على مخالفته للرأي الذي اخترناه؟؟
هل النزع والقطع والإقصاء هو منهج السلف الذين نتمسك برأيهم!!
وليكن الطنطاوي مخطئاً.
أليس في ثقتنا بحسن نواياه، ونقاء سريرته ما يشفع لكتابه من هذا الحكم القاسي!!
هل منهج السلف هو إقصاء المخالف
أو إلغاء فكرته تماماً
بالتأكيد لم يكن كذلك
لو كان كذلك ما وصلت إلينا كتب التراث التي امتلأت بآراء المخالفين ومناقشتها، والكشاف للزمخشري، وتفسير القرطبي شاهد على ذلك.
ويمضي أستاذنا وشيخنا إبراهيم الشحبي في نقد (لجنة الفحص) ويختمها بقوله:
(هذه تساؤلات أتوجه بها إلى لجنة فحص الكتب)
وما أريد إلا الإصلاح.
ونحن بدورنا نسأله عن صدى هذه المقالة، ولاسيما أنه تم نشرها في العام 1422هـ، هذا زيادة إلى كون كاتبها الأستاذ الشحبي من رجال التعليم المشهود لهم بالنباهة وطيب الذكر. وفي الكتاب من خطابات معالي وزير المعارف ما يشهد له بذلك. وبقية مؤلفاته عندي تشهد له بطول باعه وأهمية أفكاره.
هو يتساءل، ونحن بدورنا نتساءل، وكلانا لا نملك غير الكلمات (فلنقلها ربما تحضنها

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved