Sunday 8th December,200211028العددالأحد 4 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

90% من المعروض للبيع صناعة محلية 90% من المعروض للبيع صناعة محلية
الذهب زينة وخزينة ولايستغني عنه الكثيرون

* تحقيق وتصوير سعد بن عبدالعزيز الخرجي:
الذهب من المقتنيات الثمينة التي تتهافت عليها المرأة في كل زمان ومكان، فالذهب عرف قديماً بانه من المعادن النفيسة التي قد توفر للناس الامل من غدر الزمان، كما ان كمية الاحتياطات من الذهب كانت تحدد قوة اقتصاد الدول وقيمة عملتها بين العملات الاخرى. وهناك دول عرفت بانتاجها للذهب كجنوب افريقيا والولايات المتحدة الامريكية واستراليا والصين وكندا ودول اخرى عديدة.
الا ان تذبذب اسعار الذهب وتراوح اسعاره بين الانخفاض والارتفاع في القيمة في الآونة الاخيرة هز مكانته نوعاً ما وأدى الى اعراض البعض عن اقتناء المعدن النفيس وعدم اقبال الكثير من الناس على شرائه بكميات كبيرة«الجزيرة» بدورها قامت بجولة في اسواق الذهب بمحافظة الخرمة للتعرف عن كثب على اسعاره ومدى اقبال الناس على اقتنائه والتعرف على آراء التجار ومرتادي السوق حول مكانة المعدن وطرحنا امامهم جملة من المحاور وعدداً من المواضيع ومناقشتهم حولها فكانت هذه الحصيلة:
الذهب رمز المحبة
كان اللقاء الاول مع الاستاذ مشعل بن صالح السواط فقال: إن الذهب من المعادن النفسية ولايمكن بأي حال من الاحوال ان يستغنى عنه خاصة النساء لان الذهب يعتبر رمز المحبة ودائماً ما يقدم كهدايا سواء كانت هذه من الزوج لزوجته او من الاخ لأخته او من الابن لوالدته فالذهب هو«ذهب» فإذا ارتفع سعره او نزل فسوف يقبل الناس على شرائه ومن المستبعد ان يأتي يوم يستغني الناس فيه عن اقتنائه.
عياض بن مطلق الشلوي «موظف» قال: ان سعر الذهب غير مستقر وحالياً يتراوح سعر الجرام ما بين 36 الى 45 ريالاً مشيراً الى انه مهما انخفض او ارتفع سعر الذهب فالناس سوف يقبلون على شراء الذهب لانه منذ القدم بجاذبيته معروف.
العوامل المتحكمة في سعره
ويرجع عبدالرحمن بن سعد العبيسي«تاجر مجوهرات» الاسباب والعوامل المتحكمة في اسعار الذهب الى جملة من الامور منها العرض والطلب فاذا كان الطلب على شراء الذهب جيداً وكبيراً فمن الطبيعي ان ترتفع الاسعار، واذا كان الطلب قليلاً فان السعر ينخفض ومن العوامل ايضاً الاحداث السياسية بين الدول فاذا كان هناك اضطرابات بين بعض الدول، فالسعر يرتفع والعكس صحيح وايضاً من العوامل المحركة للاسعار المواسم المختلفة فتجده ايام الاجازات مرتفعاً وخاصة الاجازات التي يصاحبها موسم الزواجات كإجازة الصيف مثلاً وكذلك الايام التي تسبق ايام عيد الفطر المبارك وايام عيد الاضحى حيث تشهد اسواق الذهب قوة شرائية كبيرة لكثرة الطلب، اما بقية الايام كايام الدراسة فيقل الطلب وبالتالي تصل الاسعار الى مستويات متدنية الى حدٍ ما.
أشكاله وأنواعه
ويحدثنا الاستاذ يعيش بن احمد اليعيش«صاحب محل ذهب» عن اشكال الذهب وانواعه قائلاً: تزخر الاسواق بالعديد من الانواع والاشكال في عالم الذهب المتجدد، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر الذهب البحريني والذهب السنغافوري والذهب الايطالي وذهب دبي اضافة الى الذهب المصنع محلياً في المملكة وهو ما يمثل نسبة 90% من الذهب المعروض في اسواق الذهب في بلادنا، فنحن نفتخر بصناعة محلية اصبحت عالمية بفضل ما تنتجة مصانعنا المحلية من جودة ممتازة ونادرة في صناعة الذهب وذلك مثل ذهب لازردي وذهب طيبة وذهب العثيم وذهب المصلي وغيرها كثير.
مبيناً ان صناعة الذهب المحلية اصبحت تنافس الصناعة العالمية لدرجة ان اصبح الذهب السعودي يصدر إلى الدول العربية والإسلامية والاجنبية، ويباع هناك باسعار أغلى من الاسعار المحلية، وهذا يدل على امتيازه بالجودة وتصاميمه الرائعة المفضلة والمرغوبة لدى الجميع.
الماضي والحاضر
وعن مدى الإقبال على شراء الذهب في الوقت الراهن ومقارنة ذلك بالزمن الماضي يوضح صالح بن سعد الزير صاحب محل للمجوهرات بقوله: عند المقارنة بين العصور الفارطة والعصر الحالي فان الاقبال على الذهب يعتبر اقل الى حد كبير ويعود ذلك لعدة اسباب منها المهر الذي كان يقدم قديماً بالنسبة لكمية الذهب كبيرة للعروس حيث يقوم العريس في العادة بصحبة اخوته وامه بشراء ذهب العروس، وهم يحرصون اشد الحرص على ارضاء العروس واهلها بما يعني الإكثار من شراء كمية الذهب، اما في العصر الحاضر فان العريس يقدم المهر على هيئة مبلغ من المال وتقوم العروس بنفسها بصحبة اهلها باختيار ما يلزمها من ذهب، وهي غالباً تكتفي بعدد من الانواع التي ترى انها ضرورية في عمليات اللبس وتبعد عن التكلف في شراء الذهب وفي بعض الاحيان تعمد إلى شراء انواع معينة في الاكسسورات الجميلة.
ومن الاسباب التي ادت إلى قلة الطلب على شراء الذهب في الوقت الراهن مواكبة الموضة الحديثة الدارجة في هذا الوقت حيث اصبحت النساء يبحثن عن الجمال وعدم التكلف في لبس المعادن الثمينة ويكتفين بلبس نوع واحد من الذهب او الالماس، وهذا عكس ما كان عليه العصر الماضي حيث كانت المرأة في المناسبات العامة تتباهى بلبس الحلي المتنوعة وتتزين بها في المحافل العائلية المتعددة.
صناعة الذهب
وحسبما أفاد به مفيز بن مهدي مفيز السبيعي فان صناعة الذهب تنقسم الى ثلاثة اقسام فالقسم الاول هو الذي تم صناعته آلياً عن طريق المصانع والثاني يصنع يدوياً عن طريق كوادر بشرية تملك اياد ماهرة في تصنيع الذهب والثالث الذي يجمع بين العمل الآلي والعمل اليدوي، اما نوع الذهب فهو واحد وليس هناك فرق بينها الا في العيار فتجد على سبيل المثال ذهب عيار 21 وآخر عيار 22 ونوع ثالث وهو عيار 18 مضيفاً ان هناك انواعاً من التشكيلات لايمكن عملها إلا يدوياً وقد يفضل البعض الذهب المصنوع يدوياً عن المصنوع آلياً إلا ان سعر هذا النوع غال جداً والفرق بين عمل الآلة اسرع والكمية اكبر اما عمل اليد فالكمية اقل والعمل ابطأ ولكنه على كل حال احسن واجود وأفضل من عمل المصانع الآلية.
نتحمل الخسارة
وفي مكان آخر من السوق التقينا يوسف بن حمد الشعيل فقال: ان سعر الذهب حالياً غير مستقر، وذلك نظراً لاسعار الذهب في الاسواق العالمية، ولكن هذا لن يستمر لاننا نحن كتجار علينا ان نتحمل الخسارة والفائدة معاً إلا ان الخسارة ليست كبيرة كما يتصور البعض مؤكداً ان الناس يقبلون على شراء الذهب في جميع المواسم فمثلاً لونزل سعر الذهب او ارتفع هل هذا يعني انهم يمتنعون عن شراء الذهب؟ ويرد على سؤاله قائلاً: هذا مستحيل لان الحياة مستمرة والناس يقبلون على الزواج فليس من المعقول ان ينتظر المعرس الى حين انخفاض سعر الذهب حتى يشتري الذهب لعروسه مشيراً الى ان الفرق سوف يكون فقط في خدمة العمل أو اليد«المصنعية» اما عن التشكيلات أو التصاميم فانها تعتمد على اذواق النساء فكل امرأة لها ذوقها الخاص في عملية الشراء وفي اختيار التشكيلة فالبعض منهن يفضلن التشكيلة المحلية والاخريات يفضلن الممزوج ما بين القديم والحديث والبعض الآخر يفضلن التشكيلات الخليجية.
له قيمته عند الحاجة
أحمد بن فهد الشريف«موظف» قال: ان الاقبال على شراء الذهب في الفترة الحالية اقل بسبب ارتفاع سعره في الاسواق العالمية حيث وصل الآن إلى 46 ريالاً للجرام الواحد مؤكداً انه في حالة انخفاض الاسعار يقبل الناس على الشراء وفي حالة ارتفاعها تجد ان القليل من الناس هم من يشترون الذهب الا اذا كان هناك مناسبة عامة حيث إن الذهب لايمكن الاستغناء عنه«فالذهب ذهب» وله قيمته عند اعادة البيع حيث يفضل بعض الناس شراء الذهب لوقت الحاجة كما يقولون وعموماً من لديه القدرة على الاحتفاظ بالذهب قد يصبح في يوم ما من الاغنياء ويمكنه مبادلته في وقت الحاجة بمبالغ نقدية حسب الكمية التي يمتلكها.
زينة وخزينة
ولكن ماذا تقول النساء وهل صحيح ان الذهب فقد بريقه؟
تقول ن. س: ان الذهب لايمكن ان يفقد قيمته لانه يرمز الى الحب حيث تكون اغلب الهدايا في المناسبات من الذهب كما ان المرأة تتفاخر بلبس الذهب في المناسبات والاعياد مشيرة الى ان الذهب لايمكن ان يفقد بريقه ابداً لان مهر المرأة في اغلب الاحيان هو الذهب فكيف تستطيع الاستغناء عنه؟ فالذهب وجد للنساء!!
وتضيف ح.ع: ان المرأة تتجمل بالذهب منذ قديم الزمان من ايام الفراعنة والاشوريين والكلدانيين الى يومنا هذا فالشخص الذي يهادي المرأة لابد ان يقدم لها الذهب كرمز للمحبة والوفاء وتجديد الألفة سواء كان بين زوجين او الإخوة مؤكدة ان اغلب النساء يحببن الذهب كهدايا تقدم لهن ولايرضين بديلاً عنه حتى ولوقل سعره وهو في النهاية ذهب، وهناك العديد من النساء وخاصة الكبيرات في السن يكنزن الذهب للايام القادمة لان الذهب له قيمته عند اعادة بيعه.
أما م. ع. م فتؤكد ان صناعة الذهب في تطور مستمر وبأحسن الآلات التي تستطيع ان تشكل وترسم اشكالاً جذابة عكس تشكيلة الذهب في الماضي وتضيف: برغم ان كل شيء في تطور مستمر الا ان بعض التشكيلات التي تعمل يدوياً لها بريقها الخاص لان الذهب المصنوع باليد له لمسة جمالية معينة لايعرفها الكثيرون.
وقالت م.ك: اني احب شراء الذهب باستمرار حتى ولو ارتفع سعره وينطبق عليه المثل القديم القائل«الذهب زينة وخزينة».
وعن مستلزمات العروس من الذهب والحلي توضح م.ع.د ان ذهب العروس يختلف من منطقة الى منطقة اخرى فتجد المرأة في منطقة في شمال المملكة يختلف اختيارها عن المرأة التي في المنطقة الغربية مثلاً، ولكن هناك انواع منتشرة وغالباً ما تقدم العروس على شرائها بشكل عام، وذلك مثل الاساور والبناجر والهامة والقلادة الكبيرة والكف والجزام اضافة الى الاطقم متعددة الاشكال والاوزان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved