Wednesday 18th December,200211038العددالاربعاء 14 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العُمير.. التكريم المتوقع العُمير.. التكريم المتوقع
إبراهيم بن محمد السبيل

ودعت محافظة عنيزة ابناً باراً من أبنائها ورائداً من خيرة رواد العمل الخيري والتطوعي فيها.
شارك في تشييعه جموع غفيرة من داخل عنيزة ومن خارجها، لما له من مكانة كبيرة في قلوب كل من عرفوه.
لقد عاش محمد الصالح العُمير رحمه الله عيشة هادئة، بعيدة عن الأضواء حياة تتسم بالبساطة، والزهد، والعزوف عن دواعي الوجاهة، فلقد مرت عليه طفرة العقار والأسهم والفرص المادية مرور الكرام، يعايشها عن بعد ولا يشارك فيها.
عمل معلماً فأخلص لعمله وأدى رسالته على أفضل وجه منح طلابه كل مايملكه من قدرات تعليمية وتربوية، يغيِّر عقولهم وأفهامهم، ويرعى أخلاقهم ويستنهض فيها نوازع الدين القويم والقيم الفاضلة، يساعد المحتاج ويقف الى جانب كل من يفتقر الى الرعاية التربوية، أو الأسرية، يتابع مسيرتهم حتى بعد تجاوزهم لمرحلتهم الدراسية التي يعمل فيها.
ولا يزال كثيرون من طلابه الذين انبثوا في ميادين الحياة المختلفة يلهجون بذكره ويجنون ثمار غرسه.
ثم يغيِّر مجرى حياته العملية ليطلب التقاعد المبكر مكتفياً بقسط من الدخل الذي يوفر له عيشة الكفاف ويتفرغ للعمل الخيري الذي كان يمارسه طوال سني دراسته وعمله ويتولى إدارة جمعية البر الخيرية بعنيزة يمسح دموع الثكالى والأرامل ويرعى اليتامى والمطلقات والمعلقات وذوي الحاجة الرعاية التامة التي تخفف عنهم جميعاً عبء الحياة وذل الحاجة باذلاً جهده ووقته في تنمية الجمعية وزيادة قدراتها لتضاعف خدماتها وتواجه التزاماتها تجاه المحتاجين والمحتاجات الى عطائها ودعمها ورعايتها ويترجل الفارس عن موقع القيادة بعد ان اتسعت دائرة خدمات الجمعية ونمت موجوداتها، مجمعات سكنية، مستشفى خيري، استثمارات مالية وأرصدة نقدية تاركاً المجال لمن يكمل المسيرة مع ملازمته للعمل الخيري.
لم يترك المجال زهداً بالعمل الخيري، أو عجزاً عن العمل ولكن لأنه عاش زمناً تحت وطأة مرض السكري الذي لازمه سنين طويلة ويضيق عليه الخناق فيقضي جزءاً من وقته بين المستشفيات مراجعاً ومقيماً حتى وصل به الأمر إلى بتر ساقه وتعرضه لمضاعفات تشتد معه يوماً بعد يوم وهو يواجه كل ذلك بقلب مؤمن ونفس مطمئنة ورضا تام بقضاء الله وقدره حتى اختاره الله الى جواره.
إنني هنا أتقدم إلى الاخوة الأفاضل في جمعية البر بعنيزة آملاً منهم ان يطلقوا اسمه على احد مشاريع الجمعية التي وضع اساسها وساهم في تنميتها ليبقى اسمه مدعاة للدعاء له كفاء ما عمل وما قدم.


لقد عاش عيشة البسطاء
وانتهى نهاية السعداء
يعيش في كل قلب
ويُدعى له في كل بيت

رحم الله أبا صالح، وجبر مصيبتنا فيه، وبارك في أولاده وأسرته إنه سميع مجيب.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved