Thursday 19th December,200211039العددالخميس 15 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أحمد فرح عقيلان الذي عرفت أحمد فرح عقيلان الذي عرفت

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت في جريدة الجزيرة الموقرة في العدد رقم 11032 وتاريخ 8/10/1423هـ ضمن زاوية «زمان الجزيرة» قصيدة للأديب المربي الفاضل الشيخ أحمد بن فرح عقيلان وعنوان المقال «الشعر في المعركة» ومناسبتها انعقاد المؤتمر الإسلامي في الرباط وعنوان القصيدة «ياخير مؤتمر».
ولد الأستاذ أحمد في قرية الفالوجة بفلسطين عام 1924م وبدأ تعليمه الثانوي في مدينة غزة، وأكمله في المدرسة الرشيدية بالقدس وتخرج فيها بشهادة الاجتياز إلى التعليم العالي عام 1942م.
وحصل على شهادة الامتحان الأعلى لمعلمي المدارس الثانوية عام 1946م، وعمل مدرساً لمادة اللغة العربية في عدد من مدارس فلسطين وعمل مدرساً في خان يونس، وفي عام 1957م انتقل إلى بلد الحرمين المملكة وعمل في الرياض في معهد العاصمة النموذجي ومنح الجنسية السعودية في ذلك الوقت، ثم عمل مستشاراً ثقافياً في إدارة رعاية الشباب إلى أن تقاعد ومكث بعد ذلك مدة إماماً وخطيباً لجامع الحبيب بالنسيم يعلم الناس الدين ويعظهم ويذكرهم بواجباتهم الدينية إلى أن توفاه الله بعد معاناة مع المرض وذلك في 19/2/1997م.
يعدّ أحمد فرح عقيلان من أنبل النبلاء وأفضل الفضلاء تجتمع فيه صفات وشيم وقيم قل ما تجتمع إلا في القليل من الناس فوجهه يشع كرماً وجوداً وعباراته تحمل الخير والعفة والاخلاق الحسنة والرقة والحنان والنبل والتسامح وتشرفت بالجلوس معه مرات كثيرة منها جلسات خاصة ومنها جلسات عامة، وكان من الأمور التي تعجبني في شخصيته انه كان يكثر الدعاء لولاة الأمر بالتوفيق والتسديد وكان يثني عليهم خيراً ويوصي بالدعاء لهم، وكان رحمه الله يحمل هم الامة الإسلامية وقضاياها في كثير من احاديثه وقصائده. وكان من ضمن قصائده «يقول لنا الشهيد»: ومناسبة هذه القصيدة أن الأستاذ أحمد كان متواجداً وقت ترحيل رفات المجاهدين المصريين المشاركين في القتال ضد اليهود في فلسطين فألقى هذه القصيدة عام 1952م وأذكر بعض هذه القصيدة:


يقول لنا الشهيد دعوا حطامي
فما في الدين مصري وشامي
دعوني واطلبوا ثأري فإني
لقتل من استباحوا الحق ظامي
أليست روضة الشهداء حولي
ونور المسجد الاقصى امامي
فلسطين الجريح مطاف روحي
ووحي الانبياء بها امامي

ومن قصائده «وا إسلاماه» الذي يقول فيها:


جرح على مر الزمان يصيح
ومشردون حياتهم تبريح
ومعسكر لف الظلام حطامه
ما فيه إلا جائع وجريح

إلى أن قال:


يا عرب قد وضح السبيل فأقبلوا
إن البطولة بابها مفتوح
الموت في ساح الكرامة مطلب
يرنو إليه الحر وهو طموح
حب الحياة أدال من ايماننا
بئس الحياة ولليهود فحيح

ومن أجمل وأروع ما قرأت للشاعر الشيخ أحمد قصيدته الرائعة في مدح الملك فيصل - رحمه الله - وعنوان القصيدة «ما كل سيف فيصل» إذا يقول فيها:


الموت حق والكتاب مؤجل
والصبر أولى باللبيب وأجمل
من شاء معرفة الحقيقة مرة
فليسأل الأجداد أين ترحلوا
أنا ما جزعت لان فيصلنا مضى
درب المنية ليس عنها معدل
خلفاء خير الخلق ماتوا غيلة
القتل من نبع البطولة ينهل
لكن بكيت لأن أمنياته
ذبلت على شفتيه وهو يؤمل
قد كان يأمل أن يحرر قدسنا
فمضى ومسجدنا الحبيب مكبل
كانت فلسطين الجريح تثير في
عزماته لهب الجهاد وتشعل
فمضى ولم يقطف ثمار جهاده
وهو بالقدس الشريف موكل
وبكيت فيصل للتضامن صامداً
عن رأيه في الحق لايتحول
يتساقط الإلحاد حول ثباته
وتزلزل الدنيا فلا يتزلزل
كم صيحة هدامة من حوله
زعقت وفيصل للجنيفة معقل
وبكيت فيصل للعروبة رائداً
تهفو إليه قلوبها وتهلل
شهدت له حرب العبور مواقفاً
في صفحة الشرف الرفيع تسجل
أفديه يعمل صامتا متواضعاً
ولرب صمتٍ كالسلاح يجلجل
يتساقط الإلحاد حول ثباته
وتزلزل الدنيا فلا يتزلزل
كم صيحة هدامة من حوله
زعقت وفيصل للجنيفة معقل
وبكيت فيصل للعروبة رائداً
تهفو إليه قلوبها وتهلل
أفديه يعمل صامتاً متواضعاً
ولرب صمت كالسلاح يجلجل
وبكيت فيصل في النوائب صارماً
ما كل سيفٍ في الشدائد فيصل

ومن قصائده قصيدة «تساؤلات» وألقيت بمناسبة افتتاح السفارة الفلسطينية وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الكريم سلمان بن عبدالعزيز وحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 1989م بالرياض ويقول في هذه القصيدة التي ذكر فيها بعض مواقف حكومة خادم الحرمين الشريفين في مناصرة القضايا الإسلامية عامة وقضية فلسطين خاصة، وذكر جرائم اليهود:


أحقا أن إسرائيل جاره
وأن لها ذماماً أو طهاره
وهل شامير ذباح اليتامى
له غير الجريمة من تجاره
وأمريكا هل انعطفت علينا
فتصبح للعروبة مستشاره

إلى أن قال:


فلم نر كالسعوديين أهلا
ولا كالفهد وهو بعز جاره
ولم نشعر يغربتنا لأنا
وجدنا الفهد يتحفنا جواره
بنفسي خادم الحرمين سمحاً
أقل عطائه هذي السفاره

وله رحمه الله مؤلفات منها جرح الإباء ورسالة إلى ليلى وديوان لايأس وكذلك كتاب مواقف بطولية أو رجال ومواقف وكذلك كتاب قيم هو كتاب من لطائف التفسير وأصل هذا الكتاب برنامج مذاع في إذاعة القرآن الكريم.
رحم الله الشيخ والاديب والشاعر أحمد فرح عقيلان رحمة واسعة.
سعد بن محمد الموينع
مدرسة حي السفارات الابتدائية /الرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved