Thursday 26th December,200211046العددالخميس 22 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أجواء الاحتلال والحصار والمنع تخيم على المدينة أجواء الاحتلال والحصار والمنع تخيم على المدينة
بيت لحم تغرق في الظلام والوجوم في ذكرى الميلاد

  * بيت لحم من مارك هاينريتش رويترز:
عكس المقعد الخالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قداس ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام أجواء الوجوم التي سادت وجوه الفلسطينيين في هذه الذكرى بسبب إجراءات الحصار الاسرائيلي التي حالت دون أمور عديدة دون حضور عرفات للقداس في بيت لحم الليلة قبل الماضية، حيث كانت المدرعات الاسرائيلية تحاصر تلك المدينة.
وللعام الثاني على التوالي منعت اسرائيل الرئيس الفلسطيني من السفر إلى المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام متهمة إياه بالتحريض على العنف في الانتفاضة من أجل إقامة دولة والتي بدأت منذ أكثر من عامين.
وحلت ذكرى الميلاد فاترة في بيت لحم التي عمها الظلام وضربتها الأمطار ولم يفلح انسحاب الجيش الاسرائيلي من بعض أجزاء المدينة إلى أطرافها يوم الثلاثاء في إدخال الراحة أو السرور على قلوب سكانها بعد ان كانت فيما مضى مكاناً يغص ويكتظ بالسائحين المسيحيين في مثل هذا اليوم.
وقال حنا ناصر رئيس بلدية المدينة للصحفيين بينما كانت السماء ملبدة بالغيوم «بيت لحم مدينة حزينة.. هذه أول مرة في تاريخ المدينة لا تضاء فيها شجرة الميلاد احتجاجاً على الاحتلال الاسرائيلي».
ومثلما حدث في العام الماضي أسدلت على مقعد عرفات في الصف الأول لكنيسة سانت كاترين الكاثوليكية المتاخمة لكنيسة المهد كوفية عربية وهي رمز لنضاله من أجل دولة مستقلة.
ووضعت على كرسيه لافتة تقول بالانجليزية «سيادة ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين» تحيط بها لوحة زيتية للعلم الفلسطيني.
ولم تكن هناك أضواء الاحتفال في ساحة كنيسة المهد ولكن أضيئت الساحة بمصابيح سيارات الأجرة التي استخدمت الساحة مرآبا. وسيرت فيها القوات الاسرائيلية دوريات طوال شهر بعد إعادة احتلال البلدة.
وقال عرفات للصحفيين من مقره المدمر في رام الله على مبعدة نحو 20 كيلومتراً من بيت لحم انه على الرغم من منعه للعام الثاني على التوالي من حضور الاحتفال بذكرى الميلاد في بيت لحم الا أنه يرسل تمنياته الطيبة بذكرى ميلاد سعيد. وأعرب عن أمله أن يلتقي المسيحيون في القدس وفي بيت لحم.
وعقب مناشدات من البابا يوحنا بولس الثاني تظاهر الجيش الاسرائيلي وكأنه يقوم بمبادرة حسن نية وادعى انه انسحب حتى أطراف المدينة الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني للسماح بإقامة احتفالات ذكرى الميلاد.
ولكنه حذر من انه «سيواصل العمل وفقا للحالة الأمنية والتهديدات القائمة».
وأعلن الجيش الاسرائيلي انه سيسمح للفلسطينيين المسيحيين الذين يحملون تصريحات أمنية ويعيشون في الضفة الغربية وللسياح الأجانب والفلسطينيين المسيحيين بدخول بيت لحم لحضور الاحتفالات. وخضعت المدينة للسلطة الفلسطينية في عام 1995 لكن اسرائيل تسيطر على مداخلها.ومنذ بدء الانتفاضة كسدت تجارة متاجر التحف وأغلقت الفنادق بسبب قلة النزلاء واختفت الحافلات السياحية التي كانت تملأ المكان في وقت من الأوقات.
ويشكل المسيحيون أقلية صغيرة بين نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أغلبهم مسلمون لكنهم يشكلون نحو 35 بالمئة من 140 ألف شخص في بيت لحم والقرى التابعة لها.
ومازالت في شارع المهد مصابيح معلقة على شكل جملة «مرحباً 2000» وهي معلقة منذ بدء الألفية الجديدة ولكنها لم تعد تعمل.وجلس الياس جياكامان الذي يبيع تماثيل مصنوعة من خشب الزيتون إلى جانب متجره الفارغ ولم يكن يفعل شيئا سوى وضع يديه أمام مدفأة صغيرة.
وقال «لا يوجد سياح ولم نبع شيئا هذا العام.. كل ما آمله هو السلام».
وأعادت اسرائيل في يونيو حزيران احتلال جميع المدن الفلسطينية الكبرى في الضفة الغربية ما عدا أريحا .ووصف صباح قرار اسرائيل منع عرفات من حضور الاحتفالات بأنه «خطأ لا فائدة منه».

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved