Thursday 26th December,200211046العددالخميس 22 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رسالة من رافض للخدمة العسكرية رسالة من رافض للخدمة العسكرية
اوري يعقوبي

أقرأ بالصحيفة عن طفلة فلسطينية ابنة الحادي عشر، ندى مادي، قتلت في بيتها جنوب مدينة رفح برصاص الجنود الإسرائيليين، أقرأ أنه منذ بداية شهر كانون اول قتل الجيش اكثر من ثلاثين فلسطينيا، نصفهم على الاقل مواطنون أبرياء، أقرأ هذه الامور بحزن وخجل لان هذه الامور تفعلها الدولة التي أعيش بها، ليس ثمة عمليات ارهابية تبرر قتل المواطنين الفلسطينيين هذا، او هدم البيوت او القاء عائلات كاملة إلى الشارع واعمال اخرى يقوم بها الجيش، التي يمكن أن يكون الاسم المناسب لها هو «ارهاب»، أنا مسرور لانني أقرأ هذا وأنا حبيس في سجن عسكري حيث أقبع في هذا السجن للمرة السادسة على التوالي بسبب رفضي التجنيد لجيش الاحتلال وليس كجندي وبرغي صغير في الالة العسكرية الكبيرة والوحشية، أنا لا أعرف ما اذا كانت القيادة الفلسطينية تريد السلام، أنا لا اعرف ما اذا كان الفلسطينيون يريدون دائما البقاء فقراء ومظلومين
(على الرغم من أنه يصعب علي التصديق بان هذا هو الحل)، أنا أعرف فقط أمرا واحدا: الفلسطينيون لا يريدون ان نكون نحن محتليهم، أنا أعرف انهم لا يريدون العيش في حالة حرب وان يروا الدم يواصل النزف، أنا أعرف أن هؤلاء ليسوا هم الذين يجبروننا على احتلالهم، وليس هم الذين يحولوننا إلى محتلين، بل نحن نفعل ذلك جيدا حتى من دون مساعدتهم، أنا لست فخورا بشعبي، أنا لست فخورا بدولتي، أنا لست فخورا بالاعمال التي ترتكب باسم أمني، أنا لست فخورا بأنني أقبع بالسجن بسبب رفض الخدمة في جيش هذا المحتل
(وأنا ايضا لست سعيدا من الفرصة التي سنحت لي للمعاناة بسبب مبادئي)،
أنا فخور بأنني اصغي إلى صوت ضميري وسأكون مسرورا اذا وجدت أناسا آخرين يصغون لضميرهم وليس لما يقوله القائد، لا أعرف كم من الوقت ينوي الجيش احتجازي في السجن، ولكن ما أعرفه بثقة كاملة هو انه مهما بلغت المرات التي يحكمونني بها ومهما بلغ الوقت الذي سأمكث فيه بالسجن فانني لن اتنازل ولن اوافق على ان أتحول إلى برغي في آلة الاحتلال، أنا لست محتلا.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved