Tuesday 31th December,200211051العددالثلاثاء 27 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التسمم الدرقي(تسمم الغدة الدرقية) التسمم الدرقي(تسمم الغدة الدرقية)

يحصل التسمم الدرقي نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية، ويعرف أيضاً بالإفراز الزائد للغدة الدرقية وبالتورم الدرقي السمي أو بمرض غريفز، حسب الاعتلال الذي سبب هذا المرض.
يخضع نشاط الغدة الدرقية بصورة طبيعية لتحكم الهرمون الحافز لها الذي تنتجه الغدة النخامية، ويحدث التسمم الدرقي عندما يختل عمل آلية التحكم فيزداد نشاط الغدة الدرقية بحيث تواصل إنتاج كميات كبيرة من هورمون الدرقين الخاص بها، في بعض الأحيان تصبح الغدة بأكملها مفرطة النشاط، وفي حالات أخرى تسبب عقدة درقية حدوث التسمم الدرقي، ويؤدي وجود كميات متزايدة من الدرقين في الجسم إلى تسريع عام لجميع تفاعلات الجسم الكيميائية التي تؤثر في العمليات العقلية والبدنية فيه.
* ما هي الأعراض؟
مع تسارع نشاطك العقلي تصبح عصبي المزاج وتصاب بالقلق والارهاق ولا تستطيع الاسترخاء أو النوم، تشعر بأن جسمك يرتجف ويداك ترتعشان، وتلاحظ ذلك بصورة خاصة عندما تقوم بحركات دقيقة كالكتابة مثلا. تبدأ بتجاهل وجود البرد وتشعر بارتياح مع ارتداء ملابس صيفية في الأيام الباردة ويتعرق جسمك في معظم الأوقات، وقد تختلف مع الآخرين عند مناقشة موضوع مستوى التدفئة في موقع العمل الذي تعملون فيه، تتسارع نبضات قلبك وقد يختل انتظام ضرباتها حتى في حالة الاسترخاء، وقد يسبب هذا التسارع شعوراً بالخفقان والرفرفة في صدرك، وتصاب باللهاث وبالإسهال بعدما تتسارع انقباضات عضلات معدتك، وبما أن عمليات الجسم المتسارعة تحتاج الى طاقة أكبر تبدأ بزيادة كمية الطعام التي تتناولها، ومع ذلك تستمر في نقصان الوزن، تضعف عضلاتك بدرجة تجعلك تشعر بصعوبة عند المشي أو حتى عند رفع ذراعيك إلى الأعلى، وقد تصاب النساء بانقطاع الطمث أو بندرة حدوثه، ويلاحظ بعض المصابين بالتسمم الدرقي نشوء انتفاخ في الجانب الأمامي من العنق (تضخم الغدة الدرقية). تتعلق المجموعة الأخيرة من الأعراض بالعينين ولكن لا يعاني كل المصابين بالتسمم الدرقي مشكلات في عيونهم، كما أن نسبة الإصابات الخطرة في العين ضئيلة. إجمالاً يشعر المصاب ببرغلة وبإزعاج في عينيه، وتبدو العينان ناتئتين وجاحظتين مما يمكن ان يسبب الرؤية المزدوجة أو المشوشة، وربما احمرار الجفنين وانتفاخهما.
* ما مدى انتشار المشكلة؟
إن التسمم الدرقي مرض نادر نسبياً إذ يصيب في بريطانيا بالغاً واحداً بين كل 3 آلاف بالغ في السنة، ويمكن أن يحدث في أي سن ولكن يحدث بدرجة نادرة عند الأطفال، ولأسباب نجهلها تفوق نسبة انتشاره بين النساء بمقدار خمسة أضعاف نسبة انتشاره بين الرجال.
* ما هي المخاطر ؟
تختلف مخاطر التسمم الدرقي باختلاف أعراضه، فقد تشفى منه تماماً، وقد يكون مميتا لا سمح الله عند آخرين إذا ترك من دون علاج، يتعرض بدرجة أكبر للخطر المرضى الكهول المصابون بارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين ومن المحتمل أن يسبب الإجهاد الإضافي الذي يسلطه التسمم الدرقي على قلبك ودورتك الدموية الخناق الناجم عن اختلاج العضلات الأذينية أو تقصير القلب.
* ما يجب عمله؟
يجب عدم الخلط بين النشاط المفرط للغدة الدرقية وبين الاضطرابات النفسية كالقلق مثلاً ولذلك يجب مراجعة الطبيب إذا حصلت لك عدة أعراض من تلك الموصوفة أعلاه، يأخذ الطبيب عينة من دمك لفحصها مخبرياً للتأكد من حصول زيادة في مستوى هورمون الدرقين ولمعرفة درجة نشاط الغدة النخامية التي تتحكم بالغدة الدرقية.
إذا شخص الطبيب إصابتك بالتسمم الدرقي، يحيلك حينها إلى طبيب مختص لإجراء تصوير للغدة الدرقية لمعرفة إن كانت الغدة بالكامل مفرطة النشاط أو أن النشاط المفرط ينحصر في عقدة مميزة في داخلها.
* ما هو العلاج ؟
العلاج الطبي: يبحث معك الطبيب الاختصاصي مختلف أوجه العلاج حسب سبب المشكلة، ويمكن معالجة التسمم الدرقي نفسه وفق واحدة من ثلاث وسائل كما يمكن معالجة أي مضاعفات تظهر نتيجة لهذا التسمم، إن الوسيلة الأولى للعلاج هي تناول أقراص دواء مضاد للتدرقن، يحقق هذا العلاج في معظم الحالات الشفاء من المرض خلال ثمانية أسابيع تقريباً على الرغم من ضرورة الاستمرار في تناول الأقراص لمدة قد تصل إلى سنة كاملة.
العلاج الجراحي
وتعد الوسيلة الثانية للعلاج، وتتم بإجراء عملية جراحية لإزالة أي عقدة موجودة في الغدة الدرقية أو استئصال معظم هذه الغدة إذا كانت مفرطة النشاط بوجه عام، وتشفي العملية الجراحية من هذا المرض بإذن الله نحو 90% من المصابين به، ويتكرر حدوث هذا المرض عند نسبة 5% من المصابين، وعند النسبة المتبقية من المصابين وهم 5% ينتج ما تبقى من الغدة كمية ضئيلة من الدرقين (نتيجة للعملية الجراحية ).
أما الوسيلة الثالثة للعلاج: فهي تتناول اليود المشع الذي يؤخذ على شكل شراب مالح قليلاً، يشكل اليود عنصراً أساسياً للدرقين، ومع تركز النشاط الإشعاعي في الغدة الدرقية يبيد ببطء قسماً منها.
إن لكل من هذه الوسائل الثلاث حسناته وسيئاته، ويترك للطبيب الاختصاصي تحديد وسيلة العلاج التي تناسب حالتك بصورة أفضل، ومع التأثيرات الواسعة النطاق للتسمم الدرقي ينجح معظم المرضى في استعادة صحتهم الطبيعية على الرغم من ان العلاج قد يستغرق بضع سنوات.

د. سيد سلمان علي
استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري -مستشفى المركز التخصصي الطبي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved