Wednesday 1st January,2003 11052العدد الاربعاء 28 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوهوا بموقف المملكة الرافض لها: نوهوا بموقف المملكة الرافض لها:
خبراء ومحللون :الحرب الأمريكية بدأت بالفعل

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد:
حذر خبراء ومحللون من عواقب وخيمة على المنطقة العربية في حال وقوع الضربة العسكرية الأمريكية ضد العراق مؤكدين أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت الحرب بالفعل وأنها تستهدف تغيير خريطة الشرق الأوسط وهزيمة الارادة السياسية للشعوب.
قال طه خليل الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ان الأزمة العراقية تحدث في بيئة عالمية ودولية تتمثل في غياب القطب الآخر وعدم وجود قوة تبلور وجودها في مواجهة القوة الأمريكية مشيرا الى غياب القوى الاقليمية التي كانت تلعب دورا في العلاقات الدولية وفي مقدمتها مجموعة عدم الانحياز.
وأشار خليل في ندوة نظمتها جمعية خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حول آثار ضرب العراق الى أن التوجه الأمريكي للسيطرة على العالم ليس وليد اليوم ولكنه ظهر منذ سبتمبر 1990 حينما تكلم بوش الأب عن اقامة نظام عالمي جديد تقوده أمريكا وكانت هناك بوادر لضعف وتفكك الاتحاد السوفيتي ووصل الأمر في أيام حرب الكويت الى أن كانت القرارات الدولية تتم صياغتها في واشنطن ثم ترسل للعالم ومنظماته الدولية للتصديق عليها.
وأضاف ان أحداث 11 سبتمبر 2001 ادت الى إحداث تأثير شديد في العقلية والوجدان الأمريكي تجاه العرب والمسلمين وأصبحت هناك قناعه أن هؤلاء «همج» لا يفهمون سوى لغة القوة معتبرا أن تصرفات أو تصريحات أمريكية بعكس ذلك إنما هي محاولة لتبييض وجه أمريكا والتخفيف من الصورة الكئيبة لتصرفاتها تجاه العرب والمسلمين.
ارجع خليل التصرفات الأمريكية الى سيطرة الجناح المحافظ أو الصقور على الادارة الأمريكية الحالية وارتباط هذا النجاح الوثيق باللوبي اليهودي الذي وصل الى وجود مراكز مؤثرة له داخل هذه الادارة وابرز مثال لذلك بول وولفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكي.
حدد خليل أهداف السياسة الأمريكية الحالية تجاه الشرق الوسط في ثلاثة أهداف: أولها ضمان أمن اسرائيل وحمايتها والحفاظ على استقلالها وتفوقها على الدول العربية مجتمعة وثانيها مقاومة الارهاب والتطرف الديني المتشدد، وثالثهاالحصول على الطاقة والبترول بشكل أساسي.
واشار الى أن الامر وصل بالادارة الأمريكية الى حد المطالبة بوقف تدريس آيات الجهاد وحددتها في 113 آية قرآنية.
كما أرجع الحقد الأمريكي الحالي تجاه العراق الى عدة أسباب منها:- دعم العراق للانتفاضة الفلسطينية ورصده أموالا للشهداء وأسرهم.
- أن أمريكا لم تستطع تحقيق نجاح كامل في حربها ضد أفغانستان ومازالت القاعدة وبن لادن شبحين يهددانها.
- أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى الى أن تؤكد زعامتها للعالم في مواجهة القوى الأخرى مثل روسيا والصين وفرنسا وأوروبا وانها تريد أن تجعل من العراق أمثولة لأي دولة تفكر في المروق عن سيادتها وزعامتها.
- السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بكاملها استراتيجيا حيث يحتل العراق موقعا حيويا للخليج وايران وتركيا ويتصل بالقوقاز ودول وسط آسيا وكل ذلك سيصب في المصلحة الأمريكية في حالة وجود حكومة موالية لواشنطن في بغداد.
- البترول العراقي والذي يمثل ثاني أكبر احتياطي بعد المملكة العربية السعودية وتسعى الولايات المتحدة الى أن يكون وصول البترول اليها مأمونا وفي نفس الوقت بأرخص الأسعار.
- تحجيم بعض القوى الاقليمية في المنطقة وتهميشها. مثل ايران والسعودية ومصررغم العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وكل من القاهرة والرياض.
- العمل على تأكيد المفاهيم الأمريكية مثل الديمقراطية والسوق المفتوح.
تناول خليل المواقف الاقليمية والدولية المختلفة تجاه الموقف الأمريكي من العراق فأشار الى أن الموقف السعودي والموقف المصري واضح في هذا الشأن وأن السعودية أعلنت رفضها لضرب العراق حتى لو صدر قرار بذلك من مجلس الأمن أما قطر والكويت فا ن موقفهما واضح المعالم أيضا ولكن في التأييد الكامل للضربة الأمريكية ولا يبدو الموقف التركي واضحا حتى الآن خاصة بعد وصول حكومة ذات توجه اسلامي الى الحكم هناك.
وأشار الى أن ايران لا تمانع في سقوط النظام العراقي ولكن على أن يكون ذلك بأيدي الشعب العراقي وليس على يد أمريكا موضحا أن واشنطن ستعود حتما للأمم المتحدة لاستصدار قرار جديد بضرب العراق ووقتها سيتضح ما موقف الدول الكبرى.
توقع خليل أن تحدث فوضى داخل العراق وخلل في ترابطها كدولة في حال وقوع الضربة الأمريكية لكنه أكد أنه لا يوجد أحد حتى في أمريكا ذاتها يسعى لتقسيم العراق وكذلك ليس من صالح الاكراد أو الشيعة تقسيم العراق الى دويلات صغيرة.. وقال لا أتصور أن يكون النظام بعد صدام حسين عسكريا وقد يكون مدنيا لكنه لن يكون أمريكيا على الاطلاق حيث ان هناك رفضا أمريكيا لفكرة حكم دول أخرى.
وتناول المحلل السياسي الدكتور طه عبد العليم الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام التأثيرات الاقتصادية للضربة الأمريكية ضد العراق على مصر فأشار الى تقديرات بخسائر تصل الى 8 مليارات دولار لمصر وقال إن مصر سوف تدفع ثمن الموقف المعارض للحرب على العراق في صورة ضغوط اقتصادية وغير اقتصادية من جانب واشنطن على القاهرة.
أضاف ان كون الحرب خاطفة أو ممتدة واحتمالات دخول إسرائيل فيها واستخدام أسلحة دمار شامل كل ذلك سيكون له آثاره على الاقتصاد العالمي والعربي والمصري مشيرا الى تأثر المنطقة العربية والاستثمار الأجنبي فيها بهذه الحرب.
واعتبر عبد العليم أن مطالبة أمريكا بنشر الديمقراطية في العالم العربي تنبع من دافعين الأول هو الاستجابة للضغوط المفروضة من اللوبي اليهودي والثاني مغازلة المعارضة الاسلامية الراديكالية في المنطقة العربية.
وفي بداية حديثه تعجب اللواء صلاح الدين سليم الخبير الاستراتيجي من عدم دقة المصطلحات الاعلامية والثقافية تجاه التصعيد الأمريكي ضد العراق مؤكدا أن الحرب بدأت فعلا في العراق مدللا على ذلك بحجم الغارات الجوية الأمريكية ضد الأهداف العراقية وقال ان هناك حربا جوية منخفضة الشدة تدور فعلا وتدمر جزءا كبيرا من نظام الدفاع الجوي العراقي وهو في الأساس محدود حيث لم يستطع العراق أن يحصل في السنوات الماضية إلا على بعض صواريخ محدودة مثل سام 8 وسام 9 ويرفع بعض وحداته الرادارية بالتعاون مع الصين التي اقنعتها واشنطن بوقف هذا التعاون.
وقال انه ليس صحيحا ما يتردد اعلاميا من أن الفكر الأمريكي بدأ يتبنى الضربات الاجهاضية لأن الفكر الأمريكي تحول الى الحرب الوقائية أو الهجومية مشيراالى وجود عناصر استطلاع أمريكية بالفعل في شمال العراق وأن بعض عناصر من القوات الخاصة تعمل هناك في صورة مجموعات صغيرة اضافة الى قيام جزء منها بتدريب جيش كردي من البشمارجة وأن بعض عناصر وحدات الاستطلاع استطاعت الدخول الى مواقع في غرب العراق ومعها عناصر اسرائيلية.
وأكد أن أمريكا تمارس حربا اقتصادية فعلية ضد العراق وقامت في الفترة الماضية بتعطيل استعادة العراق 6 مليارات من الدولارات الى جانب ممارسة الحرب النفسية وتطبيع الشعوب العربية مع الهجمات العسكرية التي يتم شنها ضد الأراضي العراقية.ورأى سليم أن الهدف السياسي العسكري واستقطابه كدولة حليفه لأمريكا تقبل حماية وتطوير المصالح الأمنية لأمريكا واسرائيل وتخدم الهيمنة الأمريكية على الثروات الاقتصادية وتضمن السيطرة الاقتصادية على منطقة الخليج وآسيا الوسطى والقوقاز الجنوبي وتمكن أمريكا من إدخال تعديلات أساسية على الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved