سباق الانتخابات وقوائم الشهداء

يطيب للسياسي الاسرائيلي التباهي أمام ناخبيه بإنجازاته على صعيد المذابح والاعتقالات والتنكيل بالفلسطينيين واغتصاب أراضيهم، فهذا يشكل الورقة الرابحة في السعي نحو السلطة في اسرائيل باعتبار أن ذلك يدغدغ أحلام المهاجرين في المسكن والاستقرار.
هذا الوضع منسجم مع طبيعة نشوء الكيان الصهيوني حيث قامت اسرائيل على الأرض المغتصبة من الفلسطينيين ولا تزال مسألة الأرض هذه تشكل رقماً هاماً في مجمل السياسة الاسرائيلية.
فالسياسي الاسرائيلي الذي يغدق الوعود بشأن الحفاظ على المستعمرات وسرقة المزيد من الأراضي يكون الأوفر حظاً لاحتلال المناصب الهامة، ومثله أيضاً ذلك الذي يبرع في حملات الابادة والاغتيالات من الفلسطينيين وقادتهم، ويقدم ارييل شارون أفضل مثال في هذا الشأن، وهو شأن يمس جوهر الصراع كما يشكل مسألة هامة في سعي اسرائيل للتفوق السكاني من خلال قتل المزيد من الفلسطينيين أطفالاً ونساءً ورجالاً وأيضاً من خلال الحؤول دون عودة الملايين منهم من الشتات إلى وطنهم.
إن الأهداف الاسرائيلية الكبرى وكذلك وسائل تنفيذها مناقضة بشكل كامل لكل المواثيق الدولية والاعتبارات الانسانية، وبينما تتحدث إسرائيل بملء فيها على أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة فهي تناقض نفسها على أرض الواقع وتحرم الذين تستعمرهم من ممارسة أبسط قواعد الديمقراطية، بينما يتنافس قادتها في قتل الفلسطينيين عندما يخوضون الانتخابات.
ومع اقتراب موعد هذه الانتخابات نرى كيف أن وتيرة القتل ترتفع، فخلال يومين فقط سقط ستة شهداء فلسطينيين بينما تواترت التصريحات النارية من رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعه حاملة التهديد والوعيد للفلسطينيين أمام الذين تُطربهم هذه التهديدات واللهجة القاسية، فهم أولئك اليهود الذين جابوا العالم طولاً وعرضاً وحَطُّوا الرحال في أرض فلسطين آملين الحصول على موطىء قدم، ويهمُّهم كثيراً ان يروا المزيد من الدماء الفلسطينية والبيوت التي يجري تدميرها لإقامة مستعمرات لهم.
إن استمرار هذه العربدة الاسرائيلية جعل المنطقة نهباً لعدم الاستقرار طوال ستة عقود من الزمان، ولا بد من تفعيل العمل الدولي لاجبار اسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية.
وقد أكد مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير على هذا الأمر انطلاقاً من مسؤوليات المملكة تجاه الأشقاء الفلسطينيين وضرورة حمايتهم من قوى البطش الصهيونية ومن أجل إقامة دولتهم واشاعة الاستقرار في المنطقة.