Wednesday 1st January,2003 11052العدد الاربعاء 28 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أفديك ياوطني أفديك ياوطني
محمد بن غازي العنزي/مدير عام مكتب الوكيل للشؤون التنفيذية-شؤون تعليم البنات - وزارة المعارف

عندما تكتب عن موضوع معين لاشك ان هذه الكتابة لابد ان يكون لها دافع معين أو هدف عام أو خاص تنطلق منه الأفكار وتخرج منه الرؤية التي تبني عليها أسس ذلك الهدف والغاية لتصل إلى النهاية وتخرج بحصيلة معينة تعطيك المؤشر الحقيقي لما أردت ان تعبر عنه.. ولا شك ان نوعية الموضوع هي التي تحدد الحماس الكتابي أو الدافع الموضوعي فكلما كان الدافع شديدا كلما كان المعطى أكثر إحساساً وموضوعية فتعطيك سلسلة الأفكار التي تدفعك إلى الكتابة عنه ولعل نوعية الشد والجذب في داخلي هي التي جعلتني أتسمر أمام جهاز الحاسب وأفتح صفحةWORO لأنقل ما يجب أن أقوله بل وتفرضه الحقيقة والواقع الذي رأيته بعيني وسمعته بأذني لتجعلني أكتب لأول مرة عن برنامج تلفزيوني فضائي وإن كنت لست متابعاً جيدا لتلك القنوات الفضائية بقدر ما كانت ردة فعل طبيعية وغريزة فطرية (من وجهة نظري) اتجاه الحدث والحديث في تلك القناة (حقيقة سرت في نفسي هذه الرغبة دون تخطيط لها وعششت في ذاكرتي دون تمحيص بل كان الإلزام في هذا هو الدافع وهو المتنفس لي).
لقد كان الحدث هو (الحوار الذي أجراه المحاور التلفزيوني في قناة - أوربت - الاستاذ أديب عماد الدين) مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد - وفقه الله - والذي أسرني وجذبني لدرجة أنني تسمرت أمام هذه الشاشة الفضية رغم أنه فاتني جزء من ذلك الحديث فكنت في ذلك اليوم مشاهداً من الدرجة الأولى ومستمعاً من الطراز الحديث في تلك اللحظة ولم يكن الهدف الأول هو اثراء للثقافة العامة عندي بقدر ما كان دافعاً ومحركاً حقيقياً وهو ان الحديث عن الوطن والمتحدث المواطن قبل ان يكون أحد أبناء أولي الأمر في بلادنا، فلست بصدد الحديث عن تلك المقابلة الرائعة لأن الوصف لها لا يعطيها حقها من حيث نوعية الحديث أو شمولية العطاء أو وضوح الأهداف المطلوبة فحديث سموه كان حديثاً كأي حديث في قناة فضائية تريد ان تحقق سبقاً صحفياً مع رجل يملك موهبة شعرية ومن الشباب الذين يصوِّرون الإبداع ويرسمون الواقع الحديث وفق (حديث الساعة) فسموه كنز عطاء من الابداع التصوري في القصائد التي ينثرها في كل مناسبة وما أريد الحديث عنه يتركز في نقاط عديدة من وجهة نظري هي نبراس وقدوة لكل شاعر يريد ان يركب قارب الشعر والإبحار في عالمه المجهول وبحور شعره الطويلة والقصيرة.. وقدوة في التوازن اللفظي والتعقلي والرزانة والفصاحة وأكثر من ذلك الوضوح والشفافية لمن أراد أن يتحدث عن السياسة الخارجية ومعطياتها وما لها وما عليها في كل منتدى عندما تتلعثم العبارات وتجف الحلوق ويصبح الريق في آخر نقطة في الغدة اللعابية..
أوقف سموه لسان محاوره في تلك المناورة الجريئة التي تؤكد للعالم بأننا في بلادنا نملك ثروات وقدرات مختلفة من مختلف شرائح المجتمع بغض النظر عن الموقع أو المكانة الاجتماعية باعتراف المحاور الشخصي لتسجل لنا صفحة ناصعة في الإعلام المرئي (وهي بث مباشر بدون رتوش أو مقص رقيب) لقد كانت مقابلة سموه واجهة مضيئة في قناة (أوربت) الإعلامية لنا كمواطنين لنا شرف الانتساب إلى هذا الكيان المبارك وهذه الأرض الطاهرة التي تحتضن أقدس بقعة مباركة قبلة المسلمين مكة المكرمة.
حقيقة لقد أردت الحديث عن بعض من الومضات المضيئة المصاحبة لحديث سموه.
دعاءً صادقاً من القلب بالتوفيق والتثبت على هذه السنة الطيبة لسموه وهو يبدأ هذه الندوة - وإن كنت لم أشاهد البداية - بذكر الله والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويختمها بقراءة سورة الإخلاص ثم كفارة المجلس (سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك اللهم وأتوب إليك) ليؤكد لكل مستمع على وجه هذه الأرض ان هذا سلاحنا القوي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
* أعتز وأشعر بفخر انتمائي إلى هذا الكيان عندما يكون الحديث عن الدين الإسلامي وهذه الفلسفة الحوارية التي أظهر بها سموه حقيقة واضحة وهو غير المتخصص (لكنها الفطرة التي فطر عليها) فقال إن الإسلام هو دين الحق ودين العدالة ودين السلام والوضوح فلم يكن دين قتل أو إرهاب كما يطلق أعداؤنا (المغضوب عليهم والضالون) ولم يكن ديننا الحنيف السمح اللطيف يدعو إلى الخيانة بالعهد وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واستشهد سموه بكثير من المواقف التاريخية في زمن الدعوة الإسلامية والرسول عليه السلام بينهم يوجههم بروح التسامح الإسلامي وسياسة اللين وكسب القلوب والمثالية في التعامل مع قوة الحق وعدم التنازل عن المبدأ الثابت.
* أفتخر بسموه كأحد أبناء هذا الكيان وأنا واحد منهم وهو يحاور ويناور من منطلق القوة الحديدية في قوة الحق هو يتسلح بسلاح القرآن مستشهداً بكل موقف عندما يحين وقت الاستشهاد ويستند إلى السنة النبوية المطهرة في كل شاردة وواردة عندما يكون الاستشهاد صك دلالة على حقيقة الموقف وصدق المقال حتى انه أعجز محدثه في ان يلحق بركاب هذا الزخم الرائع من الفهم والإدراك والإلمام بأصول الحديث والنباهة التي ورثها من أسرته الكريمة التي كسبت هذه الخصلة من ذكاء وفطنة جده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فكان الاعتراف الضمني له بهذه المقتدرات من الفهم والوضوح ورجاحة العقل وصدق المعنى والاتزان الرجولي أمام اغراءات الكاميرات المختلفة وبهرجة التكنولوجيا الرقمية ولغة البث المباشر في أرجاء المعمورة ويقيم هذا الحديث من متخصصين وأصحاب رأي وتجربة ليزيد من لمعان ووهج الوطن وابن الوطن وأهل الوطن في مختلف المحافل والمواقع.
* غيرته الوطنية عندما كان الحديث يصل إلى هذا الكيان الشامخ كما قال الله تعالى {هّمَّازُ مَّشَّاءُ بٌنّمٌيمُ} لينطلق يدافع بالكلمة الصريحة أمام الملأ والعبارة النارية التي تنطلق من قوة الإيمان بمبدأ الحق المبين والفداء الكبير عندما يصل الأمر إلى (الحلقوم) أو لنقل ان الأمر وصل إلى حيث الفداء وهو (كرامة وكبرياء وشموخ الوطن العزيز) الذي نحن فداء له نقف أمام من يريد ان يخدش المرآة الصافية التي تعكس صدق الوفاء والتلاحم والترابط بين أبنائه.
حقيقة عبارات كثيرة تتدفق لا أدري من أين أبدأ أو من أي وجهة انطلق لكنني أردت ان أوجز بعبارة قليلة وحماس متقد وان أقول كلمة للتاريخ والزمن فسموه ليس بحاجة إلى هذه الشهادة مني لكنني أستميح سموه عذراً فليس هذا (من باب المديح أو أي عبارة يمكن ان تطلق على هذه المقالة) لكنني لم أستطع ان أكبح جماح العواطف والإحساس المرهف في صدري في دمي اتجاه الوطن وأولي الأمر وأبناء الوطن فخراً ومفخرة وهنا أُسطر عبارات أعتقد انها قليلة بحق الوطن وابن الوطن الذي عبَّر بلوحة شعرية صادقة التعبير مختلطة الألوان متداخلة التركيب تخرج بين طيات تلك اللوحة الجميلة التي تعيش في آفاق وتفكير كل مواطن وتحمل عبارة (أفديك ياوطني).
والله الهادي إلى سواء السبيل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved