Friday 3rd January,2003 11054العدد الجمعة 30 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بداية الإسلام في السجلات الصينية بداية الإسلام في السجلات الصينية
د. محمد بن عبدالرحمن البشر

كانت العلاقات العربية الصينية قائمة قبل بزوغ الإسلام، واستمرت بعد ظهوره إلى الملأ، وكان التعامل الصيني مع هذا الحدث العالمي الكبير آنذاك متمشياً مع الحكمة الصينية، وقد سجلت المراجع الصينية بعضاً من تلك الأحداث التي تمت في جزيرة العرب، كما أن وفوداً من الزعامات المهزومة من الفرس والروم، والقيادات الجديدة المنتصرة، قد ذهبت للصين بعضها مستنجداً والآخر مطمئناً.
وفي عصر الخلفاء الراشدين، لاسيما في عصر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان التواصل بين المسلمين والصينيين، جلياً وموثقاً من قبل المراجع العربية والصينية، وتذكر تلك المراجع أن يزدجرد ملك الفرس عندما شعر بالخطر القادم من جزيرة العرب أرسل في عام 638م وفداً إلى إمبراطور الصين زانج تاي بطلب المساعدة، لكن الصينيين آثرو التريث، وبعد هزيمة الفرس في القادسية، أرسل فيروز بن يزدجرد، مرسولا إلى إمبراطور الصين جاو زانج وذلك عام 650 يطلب منه المساعدة في استرداد ملك والده المقتول، فما كان من إمبراطور الصين إلا أن اعتذر منه، وطيب خاطره بإرسال مندوب من قبله إلى الخليفة عثمان بن عفان ليشرح له شكوى فيروز، وهذا النهج في التعامل، وذلك بحسن الاستقبال، وتطييب الخواطر، دون الدخول في أمور غير محسوبة العواقب، دأب سارت عليه الصين حتى يومنا هذا، وحكمة ما زالت تسير عليها، ولهذا فإن نزاعاتها الخارجية محدودة، وعموماً فعندما وصل وفد الصين إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أكرم وفادته كما هي عادة العرب، وأرسل معه أحد القادة إلى الإمبراطور الصيني آنذاك، والذي بدوره استقبله استقبالاً يليق به، وقد ذكرت المراجع الصينية هذا الحدث، فقد حوى كتاب - تانج - القديم ما نصه «العرب قوم فارعوا الطول، وجوههم ملتحية، نساؤهم جميلات، ولهم لغتهم الخاصة بهم، وهم يربون الإبل والخيل، وسيوفهم تمتاز بأنها حادة، وهم شعب مقاتل، وأراضيهم صحراوية لا يمكن زراعتها، وطعامهم الرئيسي لحوم الإبل وألبانها بالإضافة إلى الأرز، وبعض الأطعمة الأخرى، وقد تمكنوا في الفترة من 661 663 ميلادية من هزيمة الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية الشرقية، كما قاموا بإرسال أكثر من 400000 مقاتل لغزو بلاد الهند، حيث تمكنوا من فتح الكثير من أرجائها»، لقد وصفوا العرب بالفراعة في الطول مقارنة بقاماتهم القصيرة لا سيما في الجنوب، أما الوجوه الملتحية فهذا شيء مستغرب عند قوم اعتادوا على حلق لحاهم، وفي نساء العرب من الجمال ما يسلب ألباب الصينيين وسواهم، كما أن الرومان بدورهم قد أرسلوا موفداً من قبلهم إلى إمبراطور الصين يخبرونه بهزيمة العرب لهم، ويطلبون منه المساعدة ومن ضمن ما قالوه «إن العرب قد هزموهم وأجبروهم على دفع الجزية» وقد ذكرت المراجع الصينية عن أحداث تلك الحقبة «إن هذا الرجل جمع عدداً كبيراً من الناس وعبر بهم النهر واستطاع بجيشه الكبير أن يهزم الفرس والروم».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved