Friday 3rd January,2003 11054العدد الجمعة 30 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المفكر د. عبدالوهاب المسيري: المفكر د. عبدالوهاب المسيري:
الصهيونية ليست حركة عالمية «وإسرائيل» تحولت لمجتمع استهلاكي

* القاهرة مكتب الجزيرة طه محمد:
كشف المفكر المعروف الدكتور عبد الوهاب المسيري ان حركة الصهيونية ليست حركة عالمية وانها منتشرة في الجيوب الاستيطانية بالغرب وانه لا بد ان نسقط إدعاءات الصهاينة بأنهم من يهود الشتات.
وقال في محاضرته بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مساء الاثنين ان الصهيونية لا توجد في دول كالصين واليابان والدول الأفريقية والآسيوية ولكن وجودها يقتصر على الجيوب الاستيطانية في الغرب فضلا عن «اسرائيل» وبالتالي تفقد صفة العالمية.
وأضاف انه لا بد أيضا للعقل العربي عدم الانسياق وراء المقولات التي يروجها الصهاينة مثل يهود الشتات، لان ذلك يعني انهم يعانون تفرقاً في الغرب وان المركز الوحيد الذي يمكن ان يعودوا له هو فلسطين حسب وعد الله لهم في فكرهم المزعوم. وأشار في محاضرته «تحليل الخطاب الصهيوني» التي أقيمت على هامش مؤتمر «اسرائيل من الداخل» إلى سمات الخطاب الصهيوني مؤكداً انه يتجاهل الأصول التاريخية، فيأخذ المعلومة ثم ينتزعها من سياقها، مثل حديثهم عن هجرتهم المزعومة من فلسطين بعد تحطيم «تيتوس» لهيكل سليمان وانه بتحليل معلومة هجرتهم بعد تحطم الهيكل يظهر انهم لم يكونوا 6 ملايين يهودي كما يزعمون. ومن بين المفاهيم التي يسعى الخطاب الصهيوني إلى تشويهها أو إسقاطها الحديث عن «الفلاشا» بأنهم يهود في حين ان الحقيقة انه بعد العام 1973 تم نصحهم بالتنصير وان الصهاينة حاولوا نسبة «الفلاشا» إلى اليهودية للهجرة المتعمدة إلى فلسطين ولذلك كما يقول يستخدم الخطاب الصهيوني مصطلحات تستهدف تغييب العرب مثل مزاعمهم بأنهم رواد في قضايا علمية كثيرة ثم نردد دائما هذه المزاعم فضلا عن استخدامهم لمصطلحات دينية في سياقات علمانية.
ويضيف ان الخطاب الصهيوني يتسم بمواصفات لتزييف الواقع وطمسه تماماً وإحداث خلط متعمد بين الدوائر المختلفة حتى لا تتكون خريطة معرفية لدى الآخرين يمكن ان يكشف زيفه، مثل استخدامه إلى مصطلح الحدود الإسرائيلية لترسيخ دولة اسرائيل في النفوس، والترديد بأن من معاداة السامية أمر يجرمه القانون، في محاولة لممارسة المنع والقمع وانها تستخدم شعارات القاء اسرائيل في البحر دليلاً على انها تتعرض لظلم واضطهاد من جانب العرب. وتناول المسيري كيفية اختراق هذا الخطاب الصهيونى من خلال فصل المعلومة عن السياق الذي يزوره الخطاب الصهيوني وربط النتائج بالأسباب ووضعها في سياقها التاريخي وهذا لن يحدث الا من خلال التثقيف الذاتي ووصف الهجرة الصيونية لفلسطين بأنها جزء من الاستيطان الغربي في الدول كما هو الحال أيضا في الهجرة إلى امريكا والتي كانت في الأساس هجرة استيطانية كجزء من الهجرة الساكسونية العالمية. ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في ترديد الصهاينة عن التاريخ اليهودي، لأن التسليم بصحة وجود تاريخ يهودي يعني قيام وحدة يهودية ونفس الشيء للثقافة اليهودية وإقامة وطن قومي للصهاينة في فلسطين، وكل ذلك هو نوع من الأطروحة الصهيونية، على حد تأكيدة.
وشدد على ضرورة إجراء دراسات للصهيونية واليهودية وموقف الغرب منها والذي يظهر في شكل التقديس الكامل لليهودية، مشيرا إلى ان دراسة اليهودية ليست غاية في حد ذاتها ولكن يمكن توظيفها للبحث عن أساليب المواجهة والاختراق.
وحول إضفاء الطابع الديني على الصراع مع الصهيونية، أكد المسيري ان اليهود القائمين اليوم لا يتمتعون بالسمات التي كان عليها يهود المدينة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، كما انه في الوقت نفسه لا يمكن التفرقة بين السياسة والدين في مواجهة هذا الصراع لان كلا من الدين والعلمانية يدعو إلى مواجهة الظلم، وهو ما يفعله الصهاينة في فلسطين المحتلة. وقال ان العامل الديني هو المكون الأساسي للعقل الانساني، كما انه ليس أفيون الشعوب كما يزعمون، وان كانت هذه أسطورة في حد ذاتها.. مشيرا إلى ان اسرائيل القائمة اليوم ليسوا «بني اسرائيل» الذين ينطبق عليهم الوصف القرآني. وأضاف ان الصهاينة لا يقرأون تلمودهم، خاصة الجنود وان مخاطبتهم يمكن ان تكون على أساس استهلاكي وليس من خلال تلمودهم، لانه يلاحظ ان هذه الجماعات اليهودية هم استهلاكيون بالدرجة الأولى وخاصة بعد العام 1967..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved