Friday 3rd January,2003 11054العدد الجمعة 30 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خيانة العمل خيانة العمل

* س: - في سنة 1961م.. 1381هـ كنتُ أعمل طبيباً عاماً وفي سنة 1966م تخصصت وكنت ذا طموح وآمال ولدي صفات نفسية وذهنية تؤهلني لأن أكون ذا صيت لكن كيف أفعل؟.. تقربتُ جداً من أحد كبار المسئولين ودرست نفسيته فحاكيته: قوة/ وذكاء/ وحضوراً نفسياً فأعجب بي كثيراً فرفع مكانتي عالياً فطربت وانتشيت لكنني كيف أستمر وأزداد نجاحاً؟!.. هنا قمت بثلاثة أمور:
1 لا يعمل معي إلا ضعيف وان كان قديراً.
2 ربط العمل الطبي بي ولو كنت مجازاً.
3 قوة صِلاتي وارتباطي بكل ذي قرار.
استمريت هكذا لمدة طويلة جداً لكنني وحتى أطمئن على حالي وحالتي كنتُ أنافر بدهاء وسعة حيلة كل من ينافسني حتى ولو أدى هذا إلى (تجميده أو تركه على المعاش) خاصة وأنا محل ثقة وحضور وأوافق بحسن تصرف على كل مايراد مني مع تشدد وتماسك، أدركت أنني خنت العمل أو تساهلت فيه بألا يعمل معي وعندي إلا الضعيف وسد الطريق على كل أحد يُنافسني حتى ولو جعلت غيري في الواجهة بدلاً مني لأبقى ذلك البريء الوادع.
سؤالي.. هل راتبي حرام من حيث تحليلك النفسي..؟
م.م.ن.. باكستان
* ج: - طرح جيد وبسيط على اختصاره يغني عن إطالة السؤال. وفيه صحوة ومبادرة حقة بعد تكشف أمر حيل نفسك أمامك. وأنت تسأل سؤالاً بريئاً «هل راتبي حرام..؟».
وأسألك بدوري كذلك:
هل كل ما بين يديك مابين بيت وفرشه حلال..؟
وهل كل مابين يديك من مال مختلف حلال..؟
إن تحليلي النفسي لوضعك أنك ذو جدارة عالية وحال قادرة لو سرت على سجيتك حتى تصل إلى ما وصلت إليه دون القيام بما قمت به، فأنت ذو قدرات ومهارات لم توظفها كما ينبغي نتيجة تربية خاطئة أو فقر مررت به أو تزيين نفس سيئة أن تقوم بما قمت به تجاه قدرات الآخرين لأنك أخذت الطريق عليهم مستغلاً قربك من ذلك المسؤول الطبيب الطيب، لا جرم هنا أنك قمت بلعبة الحياة على الخفي وبمهارة وجد وتصنع للرصانة والقوة، وقمت كذلك بلعبة الحياة على المكشوف فهناك من يتساءل من أين لك هذا..؟
أين هم الذين هم مثلك أو هم أجدر..؟
لا ضير في الإجابة أن تتركها لغيرك فالناس يدركون ماتظن كل الظن أنهم لن يدركوه، لقد وصلت لا إلى عملك الحالي بل إلى الدوام فيه بأن تطرد القوي وتصد المنافس بشتى الحيل وتسير على نمط مركزي يلفت النظر حتى لأغبى الناس مهما تزينت وترصنت.
لكنه عمى البال وغشاوة القلب وظلام الدائرة وعشق العز وشهوة التفرد.
تقول (قمتُ بثلاثة أمور) ثم ذكرتها اختصاراً وذكرت تقول: (استمريت هكذا لمدة طويلة جداً وحتى أطمئن على حالي وحالتي كنت أنافر بدهاء وسعة حيلة كل من ينافسني) ثم تورد عجباً فتقول: (حتى ولو أدى هذا إلى تجميده أو تركه على المعاش).
إذاً كنت تعلم أنك تعلم وجرك هذا إلى تفنن اللعبة بحذر ودهاء وحسن تصرف، كنت إذاً تعلم.
ومن هذا كنت تدرك أن غيرك مثلك أو هو أجدر لكنك لا تنتخب إلا الضعيف وتتعامل مع الآخر بتصنع ودهاء حتى إذا حِقتَ منه دهيته بداهية تسقطه بمهارة حتى ولو جعلت غيرك يكون في المواجهة ليقوم بما تريد ويكفيك مؤونة الإثارات ومواجهة الأنداد.
هذا فن يجري في الحياة بين نفر من الناس الذين يشتركون في جنس واحد من العمل. وهو فن عملي وطريقة عملية داهية لنشدان الولع بالعظمة والوله بدوام الشهرة التي يحصل معها ما يحصل في الحياة.
أليس كذلك..؟
لكن دعني أسأل بعيداً عن كونك حسوداً ذكياً مرناً، دعني أسأل هذا السؤال:
هل أنت بحاجة في يوم ما إلى طبيب نفسي..؟
هل صحوت يوماً ما فخفت ممن ظلمته..؟
قد يكون وقد لا يكون فأنت من نوعية مغلقة ونوعية تتحلى بالصبر لا لذاته لكن لذات الدوام والاستفادة منه.
كل الذي آمله منك مايلي:
1 أن تتحلل ممن كنتَ سبباً في شقاه بحال ما، ولابد هنا أن تكون جسوراً.
2 أن تفتش عن جميع مالك من أين مداخله؟
ثم تتفكر فيه فتبقي ما تظنه حلالاً وتخرج ما تظنه خلاف ذلك.
3 إن كنت لم تزل على رأس عملك (وليتك ذكرت اسمك كاملاً وعنوانك) إن كنت كذلك فليتك تنفع أمتك برفع تقرير طبي تقي أمين بمن هم أهل للعمل الجليل المتقن ممن كنت لاترغبهم حتى يقوموا بدور هم أهل له سواء قبلوا أو لم يقبلوا، وهذا بدوره كفارة عن شيء فعلته.
أما الراتب فهذا جوابه يحتاج إلى بسط أكثر فآمل الاتصال بي أو ذكر العنوان أو بعث من تراه لتكون الرسالة شخصية منقولة مني إليك يداً بيد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved