Saturday 4th January,2003 11055العدد السبت 1 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الترانسفير يسيطر على الفكر الإسرائيلي الترانسفير يسيطر على الفكر الإسرائيلي
عرب 48 أداة رئيسية في تنفيذه

*القاهرة مكتب الجزيرة - عمرو شوقي:
يبدو أن المناداة بالقيام بسياسة الترانسفير أو القيام بتهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم وهو الشعار الذي كان زعيم حزب موليدت الراحل رحبعام زئيفي قد رفعه قد تحول إلى شعار عام إلى كل الإسرائيليين ورمز للإجماع القومي الإسرائيلي فعلى الرغم من المزاعم التي يرددها زعيم حزب العمل الحالي عميرام متسناع والخاصة بقبوله للتفاوض مع الفلسطينيين تحت أي ظروف ومع أي قيادة يختارونها جاءت عملية مستعمرة عوتنيئيل لكي تكشف عن الوجه القبيح للإسرائيليين وأعلن متسناع عن ضرورة إجراء عملية تبادل سكاني مع الفلسطينيين وتعاون ديموجرافي وثيق معهم وهو نفس الموقف الذي يدعو إلية بصورة أو بأخرى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون وبات واضحا أن البرنامج السياسي لكل من هذين الزعيمين متسناع و شارون يقوم على الحل الدائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس التهجير والفصل ولكن موقف متسناع جاء بناء على برنامج يدعو صراحة إلى تبادل سكاني- وهو التعبير الملطف والأكثر تزويقا لمصطلح الترانسفير- بين إسرائيل والفلسطينيين ومن شأن هذا التبادل أن يسفرعن ضم التجمعات الاستيطانية اليهودية الكبرى في الضفة الغربية إلى مناطق تقع تحت سيادة إسرائيل فيما يجري ضم مناطق عربية متاخمة ل الخط الأخضر «إسرائيل» ويقصد على وجه التحديد مناطق المثلث الصغير أي منطقة أم الفحم والقرى المحيطة بها «إلى مناطق سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية».
ولقد جاءت تصريحات متسناع في الوقت الذي أظهرت فيه أحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل أخيرا والتي أجرتها إذاعة صوت إسرائيل أن نسبة تأييد اليهود الإسرائيليين لسياسة الترانسفير ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة كما في داخل إسرائيل هي في ارتفاع مطرد وليست مقتصرة على مؤيدي حزب بعينه ورفض متسناع في سؤال وجه له أثناء تفقده المستوطنة واجتماعه مع أهالي القتلى الإسرائيليين التطرق إلى آفاق القضية الديموجرافية ومخاطرها على مستقبل الطابع اليهودي أو العنصري ان صح التعبير لدولة إسرائيل وفيما إذا كانت هذه القضية تشكل دافعا رئيسا وراء دعوته إلى تطبيق ما دعا إليه من تبادل سكاني والذي يعتبر في الأساس تطبيقاً خاصاً لسياسة الترانسفير في واقع الأمرلا يمكن تجاهل تصريحات متسناع حول تبادل السكان أو الترانسفير لعدة أسباب أهمها أنة يعتبر أحد المرشحين لرئاسة الوزراء في إسرائيل والأخطر من ذلك ان المتابعة المتأنية لما يدور على الساحة الإسرائيلية تظهر تأييدا واسعا لتطبيق سياسة الترانسفير والذي أصبح مظهرا بارزا يثقب العين ويميز لا الأطراف السياسية في يمين الخارطة الحزبية الإسرائيلية فحسب وإنما يميز أيضا المركز واليسار السياسي الإسرائيلي حسبما يعبر عن ذلك العديد من الزعماء الذين يعرفون انفسهم و كأنهم على يسار الخارطة الحزبية الإسرائيلية ومن دعاة السلام.
ولقد أشار آرييه ديان الصحفي في جريدة هاارتس أن الزعيم الجديد لحزب العمل عميرام متسناع اصبح من اشد المروجين لبرنامج الترانسفير ضد الفلسطينيين بل وينتهج أكثر السبل من اجل تطبيقه بوحشية مستمدا من اجل ذلك التشجيع المتواصل من الأجواء السياسية المذكورة الكارهة للفلسطينيين بصورة خاصة والعرب بصورة عامة بل و يزعم ديان ان متسناع لا يختلف في تطبيقه لتلك السياسةعن ارئيل شارون أو رحبعام زئيفي نفسه ولقد وصل الأمر لقياد جماعة السلام الشجاع - وهي أحد ابرز جماعات السلام الإسرائيلية- لطرح برنامج سياسي يدعو إلى طرد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة في حالة عدم قبولهم برنامج التسوية الإسرائيلي حسب مواصفات متسناع وتضمن ذلك البرنامج العبارات التالية إذا لم يكن الفلسطينيون مهيئين للحياة في إسرائيل بسلام فأنهم لن يحيوا معنا هنا البتة وإن قوة الردع الإسرائيلية لن تصمت على العمليات العسكرية الفلسطينية والتي من شأنها أن تؤدي بالفلسطينيين إلى خسارة كل شيء لهم ويقترح البرنامج نفسه جعل المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة تابعين لدولة فلسطينية عاصمتها عمان مع منحهم إمكانية الاحتفاظ بتجمعاتهم السكانية القائمة باستثناء المخيمات شريطة الحفاظ على السلام مع إسرائيل لكن في حالة عودتهم إلى إعلان الحرب عليها فعندها لا مهرب من طردهم بالقوة إلى دولتهم فيما وراء نهر الأردن !!!
2- إضافة إلى متسناع طرح وزير يميني مستقيل آخر هو أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا من المهاجرين الروس وهو الحزب الشريك مع موليدت ومع حزب حيروت في تكتل الاتحاد القومي اليميني المتطرف- الاستيطاني برنامجا سياسيا يدعو إلى تطبيق الترانسفير بالأساس ضد المواطنين العرب في إسرائيل الذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي والذين يرفضون التعهد خطيا بالولاء المطلق لدولة إسرائيل وهو يقترح ترحيلهم إلى مناطق فلسطينية في غزة وأريحا ومنطقة يهودا منزوعةالسلاح باعتبار أن إقامة هذه المناطق الثلاث هي أقصى ما يمكن ان يحصلوا عليه كتسوية وحل دائم للصراع الدائر بينهم و بين إسرائيل أما في حزب«المفدال» فإن الاتجاه الطاغي على قادة الحزب هو انتظار أن تضع الحرب الدائرة حاليا أوزارها ومن ثم يجري طرح برنامج سياسي للحل الدائم يعارض ضمن أشياء أخرى قيام دولة فلسطينية مستقلة ويدعو إلى اعتبار المستوطنين في الضفة الغربية وغزة مواطنين إسرائيليين كما هو وضعهم الحالي واعتبارالفلسطينيين في هذه المناطق مواطنين في الأردن.
اما في الليكود فلا يبدو اعضاؤه مهتمين على مستوى التصريح لتبني برامج تتحدث صراحة عن الترانسفير لكن زعماء الحزب وعلى رأسهم ارئيل شارون يعبرون عن تفهمهم البالغ لنزوع جماهير اليهود الإسرائيليين إلى تأييد برامج ترحيل الفلسطينيين معتبرين أن ذلك هو الحل الأمثل للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومن الممكن القول بان تأييد الترانسفير يعتبر هو الوجه الآخر من عملة القوة التي تمارسها إسرائيل في المناطق الفلسطينية والمشتملة على وسائل تضييق الخناق والحصار والإغلاق والتصفيات وقتل المدنيين المساكين والواضح انه فضلا عن التمييز السافر واللجوء إلى العنف كوسيلة رئيسية في السياسة الإسرائيلية تجاه المواطنين الفلسطينيين فإن سياسة القوة هذه تستهدف لأن تصيب الهوية الوطنية والسياسية لهؤلاء الفلسطينيين في مقتل وإن حلبة المعركة الرئيسية في هذا الخصوص تتمثل في المحاكمة السياسية غير المسبوقة المنعقدة ضد عضو الكنيست عزمي بشارة واغلاق صحيفة صوت الحق والحرية لسان حال الحركة الإسلامية داخل إسرائيل وهو ما يكشف جوهر الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة والتي تزعم أنها تطبقها أمام العالم. بعض هذه السياسات عبر عنها صراحة شلومو أفنيري أستاذ العلوم السياسية والمدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية الذي أشار إلى وجوب اتباع نهج من الحرمان الاجتماعي إزاء بشارة وغيره من قادة الجماهير العربية ممن يجوز إدراجهم في خانة رافضي شرعية إسرائيل بطبيعة الحال فإن أساس هذاالرفض هو عدم قبول معاداة إسرائيل كدولة يهودية ومثل هذا الحرمان يتعين تطبيقه بناء على وجهة نظر أفنيري داخل الكنيست وخارجها أي في إطار المؤسسات العامة الإعلامية والبحثية والأكاديمية وسواها وباختصار يدعو أفنيري إلى إعلان حرب شاملة على بشارة و جميع الفلسطينيين غايتها تحقيق تفوق سياسي عليهم ومهما يكن الأمر فإن ما تعنيه هذه التقديرات فالحملة التي بدأت على المواطنين الفلسطينيين في داخل إسرائيل وخارجها والتي تستهدف كما ذكرنا أن تصيب هويتهم الوطنية والسياسية في مقتل وتشريدهم بقوة و هو ما يدل على عنصرية الإسرائيليين وانحطاطهم الأخلاقي السافر ضد المدنيين الأبرياء والعزل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved