Monday 6th January,2003 11057العدد الأثنين 3 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا بد من أن نستخلص منه العظة والعبرة لا بد من أن نستخلص منه العظة والعبرة
هذا هو العزاء عند الفراق!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لم تربطه بك سابق معرفة ولا سبق لك أن عرفت شيئاً عنه تجمعك به مناسبة تتحدث معه تحاوره فتجد أن كلماته تجرك إليه أكثر وحواره معك يعني طي مسافة الجهل به لتخرج بنتائج وافرة تنم عن شخص كم تتمنى لوكانت معرفتك به أزلية وكم تود لو أسعدك الزمن بتنمية هذه المعرفة العابرة التي قد تكون جواً على متن طائرة أو براً من خلال جلسة «صدفة» أثناء مناسبة و«رب صدفة خير من ألف ميعاد» إن كانت ستولِّد معرفة ب«الطيب» صاحب الأريحية والخلق والتواضع والقدوة الصالحة.. ولأن لحظات مثل هذا اللقاء غالباً ما تمر بسرعة البرق فإن أثرها يبقى في القلب الذي سعد بهذه الصحبة وأنس بها.
هذا اللقاء الذي لا بد أنه مرَّ بكم مثل ما مرَّ بي وعُولجتم من ألم فراقه مثل ما عُولجت منه.. دفعني لتسطيره ذلك التعقيب الذي خطه قلم الأخ عبدالرحمن بن عقيل المساوي حين يعلق على ما كتبته أورانوس الحسين عن الفراق وألم الوداع حيث كان عنوان موضوع الأخ عبدالرحمن «لا بد من الفراق.. وإن طال العمر.. واستمر اللقاء» يوم الأحد 25/10/1423هـ.
أصل من هنا إلى الدمعة المسكوبة واللوعة المحرقة التي تلازم البعض فتشطح به بعيداً وتنسيه الأهم في مثل لحظات الفراق لا سيما عندما يتعلق الأمر بدفن عزيز دقت عقارب أجله الأمر الذي أصبح فيه هذا الميت أشد حاجة وأمسّ لقرب رفيقه منه مما كان عليه حالهما وقت الحياة وتتأكد الأهمية حينما يكون المتوفى أحد الأبوين حيث تبقى حاجتهما للدعاء الذي يبقي عملهما بعد موتهما كما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ذكر منها «أو ولد صالح يدعو له».
إن الفراق كما قال الأخ عبدالرحمن لا بد منه مهما طال العمر أو استمر اللقاء وحين يصاب أحدنا بفقد قريب أو موت عزيز فليذكر المصيبة بفقد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففيها العزاء وبها التسلية كما دلنا على ذلك صلى الله عليه وسلم..
وتبقى مسألة نغفل عنها كثيراً ولا نعطيها ما تستحق من الاهتمام وهي أخذ العظة والاعتبار بما آل إليه حال «المُفارق» وأننا سنشرب من ذات الكأس وأن الموت الذي تخطانا إليه سيتخطى غيرنا إلينا مما يدعو اللبيب صاحب البصيرة إلى التزود لرحلة السفر بما يبلغه ويوصله إلى بر الأمان والسير على نهج الصالحين ممن بشرهم الرب عز وجل بجنات تجري من تحتها الأنهار يخلدون فيها فنعم المقر والمستقر في دار البقاء هذه الدار التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أُجمل الكلام بأهمية ترويض النفس وتهيئتها لفجائع الزمن وتحمل نكباته والإمساك بزمامها عند نزول المصائب حتى لا تذهب أو تبتدع في دين الله أو تحدث به ما ينال من رسوخ إيمانها بالقضاء والقدر ويجعلها من حيث لا تدري بحكم المعترض والساخط على قضاء الله وقدره وحكمه الذي أجراه على عباده. والله من وراء القصد.

عبدالله بن ناصر الخزيم ابتدائية عمر بن عبدالعزيز بالبكيرية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved