Wednesday 8th January,2003 11059العدد الاربعاء 5 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إمضاءة إمضاءة
البيئة ومسؤولية الإنسان
د. فؤاد اليافي *

لا شك بأن العلاقة بين الإنسان وبيئته علاقة متبادلة فكل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به. وكم هو محزن أن ترى الطرف الفاعل والعاقل في هذه المعادلة لا يأبه ببيئته ولا بسلامتها. دعونا نستعرض بعض الأمثلة الكثيرة والتي تظهر مدى استهانتنا وتقصيرنا في العناية بمجتمعنا وبيئتنا. فإلقاء النفايات مهما كانت بسيطة في الشارع أمر مؤذ للعين والنفس، وعدم التزام المزارع بالقوانين الحكومية المنظمة لاستخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية شكل آخر من أشكال إيذاء البيئة التي تضر الإنسان إلى حد كبير، فليس خفياً أن المحاصيل الزراعية الملوثة بالمواد الكيماوية تضر بصحة البشر وتزيد من احتمال الإصابة بالكثير من الأمراض.
شكل آخر من أشكال التلوث البيئي هو تلوث الضوضاء الذي يقلق راحة الناس ويقض مضاجعهم. لا بد أن كلاً منا روعه مراراً و تكراراً صوت عجلات سيارة متهور طائش «يفحط» بعد منتصف الليل غير عابئ بمشاعر وأحاسيس الآخرين. ولائحة أمثلة التلوث البيئي طويلة وعريضة ولا يتسع المقال هنا لسردها جميعاً. إلا أنه لا بد من وقفة تأمل نراجع فيها مع الذات ما نقوم به من انتهاكات لحرمة بيئتنا التي نعيش فيها. وقفة تعيننا على اتخاذ قرار حكيم يتم تطويره إلى خطة عمل جادة متكاملة لإنقاذ بيئتنا قبل فوات الأوان. إن صيانة البيئة وحمايتها واجب ديني ووطني مهم، فديننا يعلمنا أنه لا ضررو لا ضرار، وواجبنا الوطني يحتم علينا أن نترك للأجيال المقبلة بيئة صحية وسليمة وأن نعلمهم كيف يصونون هذا الإرث جيلا بعد جيل {وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ}.

(*) رئيس قسم الأمراض الباطنية
مستشفى المملكة العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved