Friday 10th January,2003 11061العدد الجمعة 7 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
اللجنة الوطنية لرعاية السجناء
سلمان بن محمد العُمري

في كل المجتمعات البشرية تعد قضايا الجريمة، وتجاوز الحدود المتعارف عليها في المجتمع من الامور الشائعة، التي تحدث بنسب متفاوتة، وبنوعيات مختلفة حسب المجتمعات، وتختلف نظرة المجتمعات للجريمة والمجرمين، او للمخالفة والمخالفين حسب ثقافتها، ومعتقداتها، وايديولوجيتها، وواقعها، وبيئتها، وقد تتأثر النظرة هذه حتى بعد ايقاع العقوبة المقررة على المخالف، ويصبح منبوذاً اجتماعياً.
في هذه البلاد المباركة امر مختلف جذرياً كونه لا يعتمد على القانون البشري الوضعي، وانما يلتزم بشكل مطلق بالدستور الالهي المتمثل بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كأساس في كل التعاملات، ووفق منهج الاسلام القويم بوسطيته السمحة.
لهذا كان النظر لقضية الجريمة والمخالفة على انها جريمة بعرف الاسلام دون سواه، والعقوبة المقررة هي تلك التي يقررها القضاء الاسلامي بجذوره، واسسه التي لا تحتمل الباطل - ولله الحمد - وبطبيعة الحال نعترف ان لدينا سجوناً، ولكنها مكان لمن خالف قوانين الشريعة، وفي الوقت نفسه لإعادة تربيته وتهذيبه واصلاحه، بل تدريبه وتأهيله وفق شرع الله، بحيث نبعده عن ماضيه الاسود، وندخله بمستقبل مشرق.
ان السجن وما يترتب عليه من تبعات نفسية واجتماعية واقتصادية تؤثر في الشخص نفسه، وفي اسرته وذويه ومحيطه، لها بالغ الاثر في الحياة الاجتماعية، ولهذا كانت عملية اعادة التأهيل، وبالطبع اعادة الدمج الاجتماعي من الاوليات التي وضعتها المملكة نصب اعينها، فكانت هناك اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم واسرهم، التي لا هم لها الا المحافظة على هؤلاء الذين ضلوا سواء السبيل، ومتابعتهم، والعناية بهم، وبذويهم، فهذه اللجنة لجنة رسمية مستقلة، تقوم على الاعاناة التي تخصصها الدولة عن طريق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اضافة الى الاعانات والهبات والتبرعات والوصايا والاوقاف، وتتكون من عضوية وزارات الداخلية، والعمل والشؤون الاجتماعية، والعدل، والشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد والاعلام، والصحة، والمعارف، والخدمة المدنية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهيئة التحقيق والادعاء العام، وجمعية البر في منطقة الرياض، ومجلس الغرف التجارية.
ان فعل الخير لا يحتاج ابرازه الى مديح ولا ثناء، وهذه البلاد ارض للخير في كل شيء - ولله الحمد - ولذلك لا عجب ان نرى امثال هذه اللجنة في المملكة، وحتى لو كان الامر المقصود المسجونين وذويهم، فرعاية الاسلام لاهله لا تستثني احداً، تلك هي القاعدة، ولله الحمد.
ان من نافلة القول ان نذكر ان الامور انما تنتظم اكثر كلما عولجت بمنظار علمي، ووفق الدراسات والبحوث، وهذا ما يشجع عليه ديننا الحنيف، ومن هذا المنطلق اجدها فرصة مناسبة كي ادعو اللجنة للانطلاق ببحوث ودراسات تشمل السجناء وذويهم، وواقعهم، واحلامهم، وامنياتهم، للوصول لحلول موضوعية، وعملية، وفي الوقت نفسه علمية، وبهذا يزداد الجمال جمالاً، والخير خيراً، ويكون البنيان شامخاً بعون الله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved